أنا المتعافي

أنا المتعافي

أنا المتعافي

بقلم/هيام الرمالي

الجميع يردد أن للخيانة أربعة أسباب ….ربما لأن :
-الاحتياجات غير ملباة .
-العلاقات غير المغلقة من الماضي.
-عدم الثقة بالنفس .
-عدم الإلتزام …..الأبواب المواربة.
وجدت تلك الأربع تتعلق بالخائن ولا تمت للشريك بصلة،وهنا كان لابد من الإستيقاف أو الإستيقاظ…..
ربما تكون الخيانة إختيار وليست سقطة ….فالولاء والوفاء مسئولية ولا يستطيع حملها إلا الأقوياء .

وأري أن للخيانة سببان فقط
أحدهما عقائدي.. ……أخلاقي بحت.
والثاني نفسي………فالبعض يشعر بالنقص ويكمل نقصه بالغدر والخيانه وهكذا.

وبما أن أسبابها تتعلق بالخائن وليست بالطرف الآخر …فما عليه إلا أن تتعافى من الطعنه ،لا تترك نفسك فريسة للقلق المرضي والخوف والتساؤلات ،ولا تبحث خلف الأسباب والنوايا ولما …وكيف …ومتي ……؟

ولكن إعلم أولا ….أن الطبيب عندما يشرع في تضميد الجروح ….فعليه أن ينظفها أولا ومن ثم يعقمها ثم يبدأ بغلقها ….
فعليك أولا تنظيف الجُرح .. .وهو اعترافك بوجود ألم نفسي ….بعد الغدر والخذلان …..فلا تنكره.

ثم تقبله وإبحث عن توازنك من خلال الخيارات المتاحه أمامك .
ثم قم بالبناء السليم .
-تكمن المشكلة في أثر الخيانة ،فهي مؤلمة لفجأتها وليست لشدتها فقط ….ممن ؟!
وهنا عليك أن تتوقع الغدر والخذلان في أي لحظة ومن أي شخص وأري ألا تترك لهم ما يخونوك فيه…….كيف؟

١-لا ترفع سقف توقعاتك بالآخرين .
٢-إبحث عن الإستقلال النفسي والمادي .ولا تتعلق .
٣-وتقبل الخسارة دون كسر .

وأعلم أن الله يبتليك ليهذبك ….فالإبتلاء والقبض يقربنا من الله،كي لا تتوه في طرقات الحياة ،فغالبا ما ننسي الله وقت البسط.
ولا تتعامل مع الألم بمحملٍ شخصي ،هو لم يخذلك أو يخونك لأنك تحمل عيوباّ معينه بل لأنه هو من يحمل العيوب ،فلا يوجد أسبابا للخيانة أو الغدر …..فالخائن هو هكذا لأسبابٍ بنفسه فقد قال تعالي (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور….)
فالخائن (صديق -أخ-حبيب) هو خائن لميثاقه مع الله … هو هكذا …لديه خللاً عقائديا ،فطرته غير سوية.

٤- لا تبني تعافيك النفسي عليه ….كيف؟
لا تنتظر منه إعتذار كي تعود بخير.
لا تنتظر عودته كي تكون بخير.
لا تنتظر العلاج من الجاني بل تعافي بنفسك ….وإعلم

أن من يساندك في حياتك أو في تعافيك النفسي سيفعل بيد واحدة فقط .
-وإعلم أن من خذلك سيعود ولا تقبله أو تأمنه مرة أخري.
-وإعلم أن مفارقة البعض حياة،والبقاء في البيئات السامه أو مع الأشخاص الخطأ إهدارا للعمر ، إن لم تكن وفاة ، فتلك أيام تُفني العمر .
٥-ولابد أن تمر بمراحل أزمتك كاملة كي تتخطاها وتخرج دون خسائر وبوقت بسيط….
فما عليك إلا أن …..

أولا/ لا تُنكر ما حدث لك من خذلان أو خيبة بل إعترف أنه تم الزج بك،أو الغدر علي حين غفلة ،فقد كنت تأمنهم وخانوك …..لقد حدث بالفعل.
فلا تترك نفسك فريسة للقلق

ثانيا/تقبل الأمر بكل مافيه ولا تعوله علي شخصك،ليس للأمر علاقة بإستحقاقك ،فليس ذلك تقليلا منك ….فالجميع عرضة لذلك . وإرضي بقضاء الله وحكمته في كونه.تقبل الإبتلاء كي تصل للغاية منه.

ثالثا/الإنهيار …..ويحدث ذلك بعد الإنكار ،
كيف يفعل …..والغضب الشديد ….الرغبة بالانتقام ….فقدان الثقة بالنفس….وكيف من حاربت من أجله يفعل ويفعل ! وكيف……..أستعد لمحاربته؟
ليس بالضرورة أن تحاربة أو أن تنتقم …….تقبل الهدم كي تسمح لنفسك بالبناء السليم .

رابعا/الإختيار….عليك أن تتوازن ،وتنظر للخيارات المتاحه أمامك،كلا حسب ظروفه وحالته وشخصيته وتماسكه وخلفيته التربويه (مواجهة -تصالح -رحيل -……..)
والأمر ييتعلق كثيرا بتوازنك وإستقلالك النفسي والمادي.

خامسا/الإستقرار ….سيعود الخائن …الأخ أو الصديق أو الحبيب ..ولكن بعد فوات الأوان ….بعد أن تتعلم الإستقلال ،وتنضج ،وتتعلم الدرس ،بعد أن تضع الأمور في نصابها الصحيح ،وتري الأشخاص والأشياء بحجمها الحقيقي،
وهنا عليك…..

سادسا/أخذ القرار…الإستمرار أو الإنسحاب
الإنسحاب بقوة للبعد عن الإضطرابات النفسية أم الإستمرار في شبه علاقة مع أشباه بشر ومنح فرصة ثانية.
هل ستمنحهم فرصة ثانية ولمن ستمنحها …..
أنصحك أن تختار الحاضر .

بقلم هيام الرمالي
يتبع ٣ & السواء النفسي والفرصة الثانية.

 870 إجمالي المشاهدات

عن محمد جابر

شاهد أيضاً

جنون الترند والمال والشهرة

جنون الترند والمال والشهرة    بقلم / محمود خالد     مع تقدم تكنولوجيا الهواتف والتطبيقات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: