أخبار عاجلة

“ببرود دم”

"ببرود دم"

“ببرود دم”

قصة قصيرة من تأليف طلاب الصف السابع بمدرسة انجوانا بإشراف المعلمة الكاتبة روان عقايلة.

يُولَدُ الإنسَانُ صَفحَةً بَيضَاءَ، فَيَأتِي البعضُ ويصبغونَ هَذِهِ الصحِيفَةَ بِسَوَادِ نُفُوسِهم؛ فَتَتَولد الكراهيةُ وَحُبُّ الانتقامِ فِي نُفُوسِ البعض، وَهُنَا تَكْمُنُ أحداثَ المدرسةِ المَهجُورَةِ…

وَصَلَ المحققُ لوزيس مارك لمدينةِ الظلالِ، بَعدَ تَلقِيهِ دَعوَةً مِن مُحَافِظ المدينةِ؛ لِمُسَاعَدَةِ رِجَالِ الشرطةِ، وَإلقاء القبض على القَاتل السري، الَّذِي يَرتَكِبُ جَرَائمَهُ وَيَرمِي بِالجثثِ في المدرسة المهجورة، تاركًا بَعضَ الرسائلِ المكتوبةِ بِدَمِ الضحيةِ على الجدارِ. ومن هُنَا تَبدَأ أحداث القصص…

جون لورانت البالغ من العمر23 عامًا، يعمل طبيبًا في مستشفى خاصٍ بالمدينة، وبعد انتهاء عَمَلِهِ يعمَلُ بِعيادتِهِ الخاصة، فَيَذهَبُ إلى بُيُوتِ المَرضَى الذينَ يَتَصِلُونَ بِهِ فَيُعَالِجُهُم هُنَاكَ. عَثَرَتْ الشرطةُ على جُثَتِهِ فِي إحدى الغُرَفِ فِي المَدرَسَةِ المهجورةِ مُمَزَّقَةً بِعَشَرَاتِ الطعنَاتِ، كُتِبَ عَلَى حَائِطِ الغرفة التي وُجِدَتْ بِهِا الجُثَة: “أنا تَلقيتُ عِقَابي؛ لأنِّي شَخصٌ سَيءٌ كَثيرًا، وَقَد أَزعَجتُ السيدَ ر أَثناءَ قِيَامِهِ بِعَمَلِهِ المُعتاد، وأستحِقُ هَذِهِ العُقُوبَةَ حَقًّا، كُنْتُ قَد ذَهبتُ لِمُعَالجَةِ أَحَدِ الأشخاص بَعدَمَا طَلَبَ مِني المُساعدةَ، فَعِندمَا وَصلتُ إلى الشقةِ شَعرتُ بِطعنَةٍ مَزَّقَتْ ظَهرِي، تَلتها طَعنَةٌ فَأُخْرَى، ثُمَّ انتهى بِي الأمر هُنَا، فِي هَذِهِ المدرسةِ المهجُورةِ جُثَّةً هَامِدَةً”.

حاولتْ الشرطةُ جَاهِدَةً للعُثُور وإلقاءِ القَبْض على مُرتَكِب الجَريِمَةِ، وَلكنَّهُم عَجِزُوا عَنْ فِعلِ ذَلِكَ، فَأُغْلِقَتْ القَضِيةُ، وَقُيدتْ ضَدَ مَجهُولٍ؛ لِعَدَمِ تَوَفر الدلائل لِحَلِ لُغْزِ القضيةِ…

بَعدَ مُرُور شَهرَين على إغلاقِ مَلف القضية، تَلقَّتْ الشرطةُ مُكَالَمَةً هَاتفيةً مِن أَحدِ جِيرَان المدرسةِ المهجورةِ مُعلِنًا أنَّه يُوجَدُ جُثَّة قَد سَقَطَتْ من سَطحِ المدرسةِ…

جانت ران البالغ من العمر23 عامًا، يعملُ مُهندسًا مِعمَارِي لَدَى شَرِكَةِ استثمارات كبيرة، والده السيد ران وهو رَئيسُ البَلَدِيةِ، وَعَادَةً مَا يُمَرِرُ المُعَامَلاتَ المُخَالِفَةَ للقانونِ بِمَبَالِغَ كَبيرةٍ تُدْفَعُ لابنه جانت.

تَلقَى جانت اتصَالًا هَاتِفِيًا مِن أَحدِ الهَوَاتِفِ الموجودةِ بِالشَوارِع، أَخبَرَهُ المتصلُ أنَّه يَنوي إعادةَ تَرمِيم المدرسةِ المهجورةِ، وأنَّه على استعداد لِدَفعِ مَبلَغٍ كبيرٍ مِنَ المَالِ؛ مُقَابلَ الحُصُولَ على تَوقِيعِ رئيسَ البلديةِ، وَسَيُسَلِّمُ المَشرُوعَ لـجانت مقابلَ مِليُونَ دولار. وافقَ جانت على العرضِ بِسُرعة، وَعندها طَلَبَ مِنهُ المتصل أَنْ يلتقيان على سطحِ المدرسةِ المهجُورَةِ، وبالفعل خَرَجَ للمدرسَةِ، وَفَورَ وُصُولِهِ صَعَدَ الدرجَ المُؤَدِي للسطحِ، هُنَاكَ لَم يَجِد أحدًا، وَبَعدَ لَحظَةً تَلقَى ضَربَةً عَلَى رَأسِهِ بِحَدِيدَةٍ أفقَدَتْهُ الوَعِيَ تَمَامًا، بَعدَهَا قَامَ القاتلُ بِجَرِهِ وَإسقَاطِهِ مِن أَعَلَى المدرسةِ على الأرضِ، حَتَّى يَتَأكدَ مِن أنَّه فَارقَ الحَياةَ تَمَامًا.

عندما وصلتْ الشرطةُ وَجدتْ أَحداثَ القتلِ مكتوبةً بِدَمِ الضحيةِ عَلَى وَرَقَةٍ مَوضُوعَةٍ تَحتَ يَدِ الضحيةِ، وَمَكتُوب فوقَ الجثة على الحائط: “إنِّي شخصٌ سَيءٌ جِدًّا، وأستحقُ هَذَا العِقَاب؛ لأنِّي أغضَبتُ السيدَ و، وَحَانَ مَوعِدُ العِقَاب”.

هُنَا عَلِمَتْ الشرطةُ أنَّ القَاتِلَ هُوَ نَفسُ الشخصِ الذي قَتَلَ الضَحِيَةَ الأُولَى، وَلكنَّهُم شَعَرُوا بِالإحبَاطِ الذَرِيعِ بَعدَ عَجْزِهم عَن حَلِّ لُغزِ الجَرِيمةِ، فَقَرَرُوا تَطويِقَ المَكَانِ ظَنًّا مِنْهُم، أنَّ القاتلَ سَيَعُودُ مَرةً أخرَى؛ لِرَمي جُثَّةٍ أُخْرَى، وَلَكنَّهُم فَقَدُوا أَملَ القبضِ عَليِهِ، وَقَرَرُوا تَركَ المَكانِ وَإحَالَةَ مَلفِ القَضِيةِ لِقَسمِ جَرَائمَ لَم تُحَلْ؛ لِعَدَمِ تَوفُر الأدلةَ الكَافِيةَ.

مَرَّتْ المدينةُ بِحَالةٍ مِنَ الهُدوءِ والاستقرارِ لِمُدَّةِ سِتَةِ أَشهُر، ظَنَّتْ الشرطةُ حِينَهَا إنَّ القاتلَ خَائِفٌ مِن ارتِكَابِ جَرِيمَةٍ أخرَى، وَلكِنَّهُم كَانُوا غَيرَ مُوَفَقِينَ بِهَذَا…

فِي منتصفِ ليلةِ السابعِ والعشرينَ مِن شهرِ كانون الثاني اشتَدَّ البَردُ القَارِصُ، وَمَعَ بُرُودَةِ الجو فِي تِلكَ الليلة استَطَاعَ أحدُ المُتَسللينَ إشعَالَ النَّارِ فِي مَركِزِ الشرطةِ، وَهَرَبَ قَبلَ استِطَاعَة رجالِ الشرطةِ الإمسَاكَ بِهِ أو مَعْرِفَة شَخصِيَتَه حَتَّى، اتسَعَتْ النارُ وَدَخَلَتْ إلى مَنَامَاتِ أفرادِ الشرطةِ، مِمَا اضطَرَّ جَميع العناصرِ عَلى التَواجد وَمُحَاولة إخمَاد الحَرِيقِ.

وَفِي صَبِيحَةِ اليَوم التالي استيقظَ رجالُ الشرطةِ عَلى صُرَاخ وذَعَر جِيرَانِ المدرسةِ المهجورةِ، بَعدَمَا وَجَدُوا جُثَّة الطَبيب النفسي هنري دونالد.

هنري دونالد البالغ من العمر25 عامًا، كانَ يَعمَلُ فِي أحدِ مَصَحَّاتِ الطبِ النَفسِي. أَثناءَ مُنَاوَبَتِه المَسَائِيةِ فِي المَصَحَّةِ، قَرَعَ البَابَ عَلَيِهِ شَخصٌ مَجهُولُ الهَوِيَةِ بِطَرِيقَةٍ مُخِيفَةٍ، بَعدَهَا فَتَحَ البابَ، لِيطلبَ الشخص مِن هنري مُسَاعَدَةَ ابنهِ الذي يُعَانِي مِن اضَطِرَابٍ نَفسِي، وَإعطَائِهِ مُهَدئ لَعلَّهُ يَهدَأ، وَبالفعل تَرَكَ هنري المَصَحَّةَ وَتَوَجَه مَع الرجل المجهول الهوية. استدرَجَهُ الرجلُ إلى المدرسةِ المهجورةِ وَهُنَاكَ ضَرَبَهُ ضَربَةً أفقَدَتْهُ الوَعِي، قَامَ بَعدَهَا بِحَقنِ جَسَدِهِ بِالبنزين وَالكَاز؛ فَمَا لَبِثَ إلا أنْ غَادرَ الحَياة، ثُمَّ أشعَلَ بِهِ النَّارَ؛ لِيَتَفَحَّمَ جَسَدُهُ وَيُصبِحُ رَمَادًا. وَجَدَتْ الشرطةُ تَفَاصِيلَ هَذِهِ الجَرِيمةِ مَكتُوبَة بِدَمِ الضحيةِ عَلَى جِدَارِ الغرفةِ المُلقَى بِهَا جَسَدُ الضحيةِ، وَلكن استَغْرَبَتْ الشرطةُ؛ لأنَّ المجرمَ قَطَعَ رَأسَ الضحيةِ وَلَم يَحرِقهُ، كَتَبَ المجرمُ بَعدَ التفاصيل: “قَد لَقَيتُ حَتفِي؛ لأنِّي أزعَجْتُ السيد س”.

بَعدَ هَذِهِ الجريمة قَرَرتْ الشرطةُ استدعاءَ المحققَ لوزيس مارك للنظرِ فِي القَضِيةِ وَمُرَاجعةِ الأحداثِ، استغربَ مارك حقيقة الأحرف (ر، و، س)، واندَهَشَ كثيرًا عَندَمَا عَلِمَ أنَّ الضَحَايَا الثَلاثَ كَانُوا أصدِقَاءَ فِي تِلكَ المدرسةِ المهجُورَةِ، حاول مارك أنْ يَتَحَرَى مَاذَا فَعَلَ الضَحَايَا لِيُقْتَلُوا بِهَذِهِ الطَرِيقَة، وَلَكِنَّهِ لَم يَتَوَصَلْ إلى حَل أبدًا.

استدَّعَى المحققُ لوزيس السيدَ راشين ماندر وَهُوَ أحد الأصدِقَاء المُقَرَبِينَ لِلضَحَايَا الثَلاث، سَألُهُ مارك عَمَّ إذا كَانَ لَدِيه أعداء؟ وَلكنْ نَفَى راشين وُجُود أي عَدَوة بَينَهُم وَبينَ أي أحد فِي المدرسةِ، بَعدَهَا سَأَلُهُ مارك عَنْ الأحرُف، هَل لَدِيه أي معرفة بها؟ وَلكنَّه نَفَى أيضًا ذَلكَ، هُنَا طَلَبَ مارك أسماءَ المُدرسينَ والعَامِلِينَ فِي المدرسةِ المَهجُورةِ قَدِيمًا، فوَجَدَ مِن بينهم السيد روسو الذي كَان يَعمل مُستَخدِم في المدرسةِ، طَلَبَ مارك مِنَ الجنودِ إحضَارَ السيد روسو لِلتحقِيقِ فِي الأمرِ، لكنْ وَجِدَ أنَّهُ مَيت من عَشرِ سَنَوات، وَهُنَا بَدَأتْ أَحَدَاثُ القِصَةِ بِالتعقيدِ.

أدرَكَ مارك أنَّ القاتلَ سَيَعُود لِيَقتُلَ راشين، فنَصَبَ مارك فخًا لِلمُجرِمِ، وَهُنَا طَلَبَ مِن أحدِ رجالِ الشرطةِ مُرَاقَبَةَ راشين، ومراقبةَ المدرسةِ المهجورةِ بِشَكلٍ سِرِّي وَدَونَ لَفتِ الأنظَارِ.

وَبِالفعل بَعدَ مُرورعشرةَ أيامٍ لاحظَ الجندي السري تَوجه راشين نَحوَ الغابةِ، فِي البدايةِ ظَنَّ أنَّه خَارِج لِعَمل حَلقة بَحث واستكشَاف؛ لأنَّه يَعمَل عَالِمٌ لَدِى مُنظمة الزِرَاعَة، إلا أنَّه لَم يَرَى أية أدَواتٍ مَعَهُ أو دَفَاتِر لأخذِ المُلاحَظَات، شَعَرَ المحققُ والشرطيُ السري بِرِيبَةٍ الأمرِ وَاتبَعَاهُ دُونَ أنْ يَلفِتَا الأنظارَ، بَعدَ مَسير قُرَابَةَ السَّاعَة والنصف، وَصَلَ راشين إلى قبرٍ فِي مُنتَصَفِ الغَابَةِ وَبَدَأ بِالبُكَاءِ وَالتمتمة، انتبه المحققُ إلى اسمِ المَيتِ وهو روسو، هنا تَذَكَّرَ مارك الحروفَ المَكتُوبةَ عَلَى جَدرَانِ المدرسةِ، وَتَذَكَّر أنَّ الأشخاصَ الذين قُتِلٌوا جميعهم تُرِكَتْ لَهم رسائلَ تَحمِلُ حُرُوف اسم روسو، لذا أدركَ المحققُ أنَّ الأمرَ مُقلِقٌ وَيدعُو لِلخَوفِ وأخذِ الحِيطَةِ والحَذَر.

قَامَ راشين بِتَوجِيهِ دَعَوةٍ لِزَمِيلَتِهِ مِنَ المدرسةِ وير مارزو لِتَنَاول العَشَاءَ، أدركَ المحققُ أنَّ وير هِيَ الضَحَية التَالِيَة، خَاصَةً وأنَّ الحَرفَ الأولَ مِن اسمِهَا حَرف الوَاو، فَهُوَ مُتَمم كَلِمَةَ روسو، طَلَبَ مارك مِن مَجمُوعَةٍ مِنَ الجُنُود النَظَرَ فِي مَلفِ راشين، وَالتَحَقق مِنهُ، لِيتَبَيَّنَ أنَّ اسمَهُ الحقيقي هو رونالد روسو، هُنَا عَرَفَ المحققُ أنَّ راشين هو ابن مستخدم المدرسة، التي كان يعمل بها والده روسو.

خَرَجَ المتحري إلى بَيتِ وير قَبلَ ذَهَابِهَا إلى العَشَاءَ، وَحَالَ وُصُولِهِ طَرَحَ عَليهَا سُؤال، مَن هُوَ روسو؟ أخبَرَتْهُ وير أنَّه مُستَخْدِمٌ عَمِلَ فِي المدرسة، وأطلَقنَا عَلى كَلبٍ لَنَا اسم روسو، لِهَذَا انتَحَرَ بِسَبَبِ الأفعال التي كُنَّا نَقُومُ بِهَا أنا وَصَدِيقِي جون وجانت وهنري، كَانَ يَكرَهُ مُنَادَتِهِ بِهَذَا الاسم، الذي كان يُطلَقُ عَلى كَلبِ هنري وَكَانَ يَبكِي أحيانًا أمامَ المدرسةِ عَندَمَا نُنَادِيِهِ روسو. هُنَا فَهِمَ المحققُ مُلابَسَاتِ الجَرَائمِ وَالدوافعِ لِقِيَامِ راشين بِفِعلِ هَذِهِ الجَرَائمِ البَشِعَةِ. وَلكنَّهُ لَم يَطلُب مِن وير عَدَمَ الذهابَ لِمَوعِدِ العَشَاءِ، وَلكنَّه طَلَبَ مِن رجالِ الشرطةِ مُرَافَقَتَهُ إلى مَكانِ المَوعدِ المُحَددِ بَينَ الطَرفين.

وَبِالفعل وَصَلُوا المكان مَعَ وير، وَكَانُوا مُتَخَفِينَ تَمَامًا بِلِبَاسٍ عَادِي، جَلَسُوا بِالقُربِ مِن الطَاوِلَةِ المُحَددةِ، وَلكنَّهُم فَزَعُوا عَندَمَا سَمِعُوا صَرخَةَ وير عِندَمَا جَلَسَتْ حَيثُ إنَّها وَجَدَتْ دَبُوسًا مَغرُوزًا بِالكُرسِي وَعِندَمَا جَلَسَتْ تَعَرَضَتْ للوَخَزِ، أدركَ المُحققُ أنَّ راشين قَد فَعَلَ شَيئًا مَا لِقَتلِ هَذِهِ الفَتَاة بِدَمٍ بَارِدٍ، وَلكنَّه لَم يَتَسَرَّعَ خَوفَا مِن قِيَامِهِ بِفعل شيءٍ لَم يِكنْ بِالحُسبَان.

وَبَعدَ خَمسِ دَقائقَ بَدَأ فَمُ وير يُخرِجُ مَادةً بَيضاءَ، وَسَقَطَتْ عَلى الأرضِ فَاغِرَةً عَينيها فِي السماء، أدركَ مارك أنَّ وَخزَةَ الدَّبُوسِ لَم تَكنْ عَادِيَةً، بَل كَانت مَسْمُومَة بِمَادَةٍ سَرِيعَةَ القتلِ، بَعدَهَا تَحَرَكَ مارك مَعَ رجالِ الشرطةِ وألقَوا القَبضَ عَلَى راشين، وَبَعدَ التحريات أَخبَرَهُم أنّ وَالِدَهُ كَانَ يَعملُ فِي تِلكَ المدرسةِ المهجورةِ، عِندَمَا كَانَ صَغِيرًا، وَطَلَبَ مِن إدَارَةِ المدرسةِ أنْ يَكونَ ابنه رونالد مَعَهَ بِنَفسِ المدرسةِ دُونَ عِلمِ أحد أنَّه يَكون ابنه؛ كَي لا يَخجَلَ مِن زُمَلائِه بِالصفِ، وأخبَرَهُم أنَّه كَانَ يَتَعَرَّضُ لِلكثيرِ مِنَ المُضَايقَاتِ مِن عِصَابِةِ الكِلابِ المُزعِجَةِ، حَتَّى وَصَلَ بِهِمُ الأمرَ لِتَسمِيَةِ الكلب روسو، وَانهَى حَدِيثَهُ بأنَّه لَيسَ قَاتِلًا، بَل هُوَ فَقط أراد رَدَّ اعتبار والده، الذي انتَحَرَ قَبلَ عَشرَةِ أعوامٍ؛ بِسَبَبِ التنمر وَلِهَذَا كَانَ يَقتُل بِدَمٍ بَارِد…

تَذَكَّر دَائمًا عَزِيزِي القَارِئ أنَّهُ بِدَاخِلِ كُلِّ وَاحِدٍ فِينَا بَذرَةَ إِجرَامٍ قَد تَنمُو وَتَتَحَوَّل إلى غَابَةٍ مِنَ الشَّرِ وَالإجرَامِ، إنَّ وَجَدَتْ مِياه الذُّلِ والغَضَبِ أو تَمُوتُ للأبَدِ إنْ لَم تَجدْ تُربَةً تَستَدعِي نَشأتَهَا وَنُمُوَهَا….

تأليف:

عريب الشريده
محمد عبد الباسط
ايبك ربابعه
وسام الكفريني
آية السليمان
ملاك محاميد
سجى بني ارشيد
يمان فواز
محمد عبد الباسط
بتول بني عيسى
قيس ركان
زيد بني يونس

بإشراف:
الأستاذة: رانيا بني يونس، والكاتبة المعلمة: روان عقايلة، المعلمة: أروى الرشدان، والمعلمة إسلام بني حمد.

 569 إجمالي المشاهدات

عن محمد جابر

شاهد أيضاً

ناديتك من وجعي

ناديتك من وجعي الشاعر محمد محمود  ناديتك من وجعي فانتبهت لصوتي النساء غير أن النهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: