أخبار عاجلة

الإنزلاق الى الحضارة

الإنزلاق الى الحضارة

بقلم / أحمد الجرف
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ الآية (41) سورة الروم . خلق الله العظيم القادر الكون بإبداع متناهى الدقة لا ينقصه تدخل الإنسان ليستقيم . وخلق الإنسان ليستفيد من ذلك الخلق المنظم فى أمور حياته . تلك هى المعادلة الحقيقية فى الكون . هناك ما يكفى لأقوات البشر والمخلوقات موزعة بدقة فى الكون . قال تعالى ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ)الآيه (10) سورة فصلت . خلق الله القادر الارض وقدر فيها الأقوات التى تكفى كل البشر والمخلوقات فى كل أصقاع الارض . ومن عظيم تجليات الخالق أنه وزع تلك الاقوات فى كل الكون ليحتاج الخلق للخلق ويتبادل الجميع المنفعة وترك لنا إختباراً بسيطا وهو مسؤلية توزيع جزء منها بقانونه السماوى العادل . فنخرج الذكاة والصدقات وأيضا التجارة العادلة بالمخزونات. فيعم السلام ويتعارف الخلق وتبنى المجتمعات الراقية وتصير الحضارة . قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير)الآيةٌ (13) سورة الحجرات.وأرسل الله مناهج سماوية عبر الرسل فى كل الشرائع السماوية ليعلم الانسان كيف يبنى برقى وأخلاق ويصنع الحضارة , على الجانب الآخر, ماذا فعلت الحضارة الحالية ؟ خزنت تلك الأقوات والحبوب والعطايا الربانية ومنعتها بل وإستخدمتها كآداة للمعاناة . بل نظر البعض بعين حقده وطمعه الى الفقراء فى العالم وهم يتضورون جوعاً نظرة الغير مكترث بتلك المشاهد الإنسانية .بل أن الأمر وصل ببعض الأمم أن ترمى بمحصولاتها فى المحيطات فى عبث واضح حتى لا يزيد المعروض منها فى الأسواق ويقل سعرها , ثم نعود ونطلق علي تلك الأمم أنها متحضرة , كان من المفترض أن يكون نتاج تلك الحضارة الانسانية هو الرقى والتعمير , فتسموا معها الأخلاق وترتفع القيم النبيلة وتعلو أصوات الرقى والرحمة والتكافل والتكامل فى جنبات الكون الفسيح . أما مانراه اليوم لا يعبر عن رقى الأنسان وإنما يعبر عن إنزلاق الى هاوية سحيقة بإستخدام أدوات العلم والقوة فى العبث بالكون .إذ كيف نصنف المثلية على أنها حرية . أين الحرية والرقى فى هذا العمل المشين الذى ينافى كل الأخلاق والأعراف بل والفطرة السليمة .أين الرقى فى تصنيع الامراض وتصديرها ثم المتاجرة بالادوية بعد إنتشار تلك الامراض , وليست جائحة كورونا عنا ببعيد , إنها ببساطة تجارة المعاناة , تجارة الالم والتحكم بالإحتياجات الأساسية . أين الحضارة فى الاحتفاظ بالمخزونات الهائلة من الآت تدمير الشعوب من القنابل النووية والبيولوجية.إننا أمام نتاج واضح وصريح للهمجية وعدم الاكتراث بالكون والاتجار بالمعاناة والالم والفقر والجوع لكل سكان تلك الارض .!! كانت الحضارة الحقيقة فى أعراقنا , فى بلادنا الريفية وعاداته الجميلة وأطباق غذائه الدوارة التى كانت تجوب البيوت ليفرح معها الجميع , فى الفلاح النشيط الكريم الذى كان يمر على بيوت الفقراء ليلاً ليوزع ذكاة ماله من الحبوب والزروع , فى البساطة وعيادة المرضى وزيارة الأهل وقانون العيب والحرام وإحترام الكبير الذى إختفى تقريبا من حياتنا واخذ معه الرحمة والالفة والحب والاصول , فى المعلم المحترم الذى كنا نقف وهو يمر من أمامنا احتراماً لعلمه . فى المجتمع المتحضر ساعتها الذى كان يقدر العلم ويغلبه على المادة . حتى أن المعلم الذى كان يسكن بالإيجار فى بيت و صاحب البيت أقل علماً كان يعامله على أنه المقدم والأفضل لأنه صاحب علم , فى التاجر الأمين الرحيم الذى كان يعطى الفقراء وينتظر بأمواله حتى يتم السداد . تلك كانت الحضارة الحقيقية  . الآن ذهبت تلك الحضارة الحقيقية , وتركت لنا تلك المظاهر الفارغة والعارية تماما من الحقيقة . مجرد اشكال للحضارة فى تقدم تكنولوجى مزيف لم يقدم للانسانية أكثر مما أخذ من روحها المنهكة , من مأكل غير صحى وعوادم لمركبات ووجوة عابثة وعقوق ليل نهار وتفكك بين الأسر وخروج عن الطبيعة والفطرة.إننا ننحدر فى هاوية سحيقة من الفوضى إننا نستدعى قدرة الرب العظيم لاصلاح كونه الذى طال الفساد جوانبة .ساعتها فقط سندرك أننا جلبنا لانفسنا التهلكة والدمار . ويستخلف الرب القادر أقوماً غيرنا.آن لنا أن نفكر فى عواقب أفعالنا قبل أن يفوت الاوان, أن نعلم أولادنا أن الرقى فى الاخلاق, فى الاديان فى قواعد العيب والحرام وليست فى الشكليات , عندها فقط سوف تتوقف لعنة العقوق ويعود الاحترام قانوناً ويقدم أصحاب العلم وينذوى أصحاب التجارة البائسة , تجارة المادة المجردة من أى اخلاق ولا أى مبادئ .والا لن نلوم الا أنفسنا وقت لا ينفع الندم بعد أن تزل قدم بعد ثبوتها ونذوق السوء بما صنعنا.آن لنا أن نوقف الانزلاق الى هاوية الحضارة المزعومة قبل فوات الاوان .

الإنزلاق الى الحضارة

بقلم/ أحمد الجرف

ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ الآية (41) سورة الروم . خلق الله العظيم القادر الكون بإبداع متناهى الدقة لا ينقصه تدخل الإنسان ليستقيم . وخلق الإنسان ليستفيد من ذلك الخلق المنظم فى أمور حياته . تلك هى المعادلة الحقيقية فى الكون . هناك ما يكفى لأقوات البشر والمخلوقات موزعة بدقة فى الكون . قال تعالى ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ)الآيه (10) سورة فصلت . خلق الله القادر الارض وقدر فيها الأقوات التى تكفى كل البشر والمخلوقات فى كل أصقاع الارض . ومن عظيم تجليات الخالق أنه وزع تلك الاقوات فى كل الكون ليحتاج الخلق للخلق ويتبادل الجميع المنفعة وترك لنا إختباراً بسيطا وهو مسؤلية توزيع جزء منها بقانونه السماوى العادل . فنخرج الذكاة والصدقات وأيضا التجارة العادلة بالمخزونات. فيعم السلام ويتعارف الخلق وتبنى المجتمعات الراقية وتصير الحضارة . قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير)الآيةٌ (13) سورة الحجرات.وأرسل الله مناهج سماوية عبر الرسل فى كل الشرائع السماوية ليعلم الانسان كيف يبنى برقى وأخلاق ويصنع الحضارة , على الجانب الآخر, ماذا فعلت الحضارة الحالية ؟ خزنت تلك الأقوات والحبوب والعطايا الربانية ومنعتها بل وإستخدمتها كآداة للمعاناة . بل نظر البعض بعين حقده وطمعه الى الفقراء فى العالم وهم يتضورون جوعاً نظرة الغير مكترث بتلك المشاهد الإنسانية .بل أن الأمر وصل ببعض الأمم أن ترمى بمحصولاتها فى المحيطات فى عبث واضح حتى لا يزيد المعروض منها فى الأسواق ويقل سعرها , ثم نعود ونطلق علي تلك الأمم أنها متحضرة , كان من المفترض أن يكون نتاج تلك الحضارة الانسانية هو الرقى والتعمير , فتسموا معها الأخلاق وترتفع القيم النبيلة وتعلو أصوات الرقى والرحمة والتكافل والتكامل فى جنبات الكون الفسيح . أما مانراه اليوم لا يعبر عن رقى الأنسان وإنما يعبر عن إنزلاق الى هاوية سحيقة بإستخدام أدوات العلم والقوة فى العبث بالكون .إذ كيف نصنف المثلية على أنها حرية . أين الحرية والرقى فى هذا العمل المشين الذى ينافى كل الأخلاق والأعراف بل والفطرة السليمة .أين الرقى فى تصنيع الامراض وتصديرها ثم المتاجرة بالادوية بعد إنتشار تلك الامراض , وليست جائحة كورونا عنا ببعيد , إنها ببساطة تجارة المعاناة , تجارة الالم والتحكم بالإحتياجات الأساسية . أين الحضارة فى الاحتفاظ بالمخزونات الهائلة من الآت تدمير الشعوب من القنابل النووية والبيولوجية.إننا أمام نتاج واضح وصريح للهمجية وعدم الاكتراث بالكون والاتجار بالمعاناة والالم والفقر والجوع لكل سكان تلك الارض .!! كانت الحضارة الحقيقة فى أعراقنا , فى بلادنا الريفية وعاداته الجميلة وأطباق غذائه الدوارة التى كانت تجوب البيوت ليفرح معها الجميع , فى الفلاح النشيط الكريم الذى كان يمر على بيوت الفقراء ليلاً ليوزع ذكاة ماله من الحبوب والزروع , فى البساطة وعيادة المرضى وزيارة الأهل وقانون العيب والحرام وإحترام الكبير الذى إختفى تقريبا من حياتنا واخذ معه الرحمة والالفة والحب والاصول , فى المعلم المحترم الذى كنا نقف وهو يمر من أمامنا احتراماً لعلمه . فى المجتمع المتحضر ساعتها الذى كان يقدر العلم ويغلبه على المادة . حتى أن المعلم الذى كان يسكن بالإيجار فى بيت و صاحب البيت أقل علماً كان يعامله على أنه المقدم والأفضل لأنه صاحب علم , فى التاجر الأمين الرحيم الذى كان يعطى الفقراء وينتظر بأمواله حتى يتم السداد . تلك كانت الحضارة الحقيقية . الآن ذهبت تلك الحضارة الحقيقية , وتركت لنا تلك المظاهر الفارغة والعارية تماما من الحقيقة . مجرد اشكال للحضارة فى تقدم تكنولوجى مزيف لم يقدم للانسانية أكثر مما أخذ من روحها المنهكة , من مأكل غير صحى وعوادم لمركبات ووجوة عابثة وعقوق ليل نهار وتفكك بين الأسر وخروج عن الطبيعة والفطرة.إننا ننحدر فى هاوية سحيقة من الفوضى إننا نستدعى قدرة الرب العظيم لاصلاح كونه الذى طال الفساد جوانبة .ساعتها فقط سندرك أننا جلبنا لانفسنا التهلكة والدمار . ويستخلف الرب القادر أقوماً غيرنا.آن لنا أن نفكر فى عواقب أفعالنا قبل أن يفوت الاوان, أن نعلم أولادنا أن الرقى فى الاخلاق, فى الاديان فى قواعد العيب والحرام وليست فى الشكليات , عندها فقط سوف تتوقف لعنة العقوق ويعود الاحترام قانوناً ويقدم أصحاب العلم وينذوى أصحاب التجارة البائسة , تجارة المادة المجردة من أى اخلاق ولا أى مبادئ .والا لن نلوم الا أنفسنا وقت لا ينفع الندم بعد أن تزل قدم بعد ثبوتها ونذوق السوء بما صنعنا.آن لنا أن نوقف الانزلاق الى هاوية الحضارة المزعومة قبل فوات الاوان .

الإنزلاق الى الحضارة

بقلم/ أحمد الجرف

 

 

 641 إجمالي المشاهدات

عن احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

شاهد أيضاً

مقال × حدوته ولاد الجاحدة

مقال × حدوته ولاد الجاحدة  بقلم / هشــام ســطوحى ولاد الجاحدة هى روايتي الجديدة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: