جريدة المساء العربي جريدة المساء العربي
القناعة سر السعادة
بقلم.. السيد عفيفي جمال الدين
القناعة سر السعادة
تمرّ بك أيام تشعر فيها بأن كل شيء يثقل على صدرك الذين يحبونك والذين يكرهونك والذين يعرفونك والذين لا يعرفونك تشعر بالحاجة إلى أن تكون وحيدًا
تمر بك الأيام وتتبدل الأحلامُ ولاتنبت في تربةِ الآمال وفجأة تحترق الأماني ولاتوجد زروعٌ جديدة ولاثمار، ترضي وبعض الأماني لا تقبل البَدَل
وتعيشُ تتعايش فماذا تملك أن تفعل وهل لَّك في الأمر من شىء فخير ما تفعلُ أن تكملَ حياتَك بأحسنِ ما تطيق فتنظر بعين الحسرة بل
كل الحسرةِ إلى ما مُنِعتَ منه فتزداد حسرة
ولكن السعادة كامنةٌ في غَضِّ الطرفِ عن نعم الحياةِ التي يتمتع بها الناسُ من دُونَك.
وفى عدم الرضا
ستظلُّ تلهث خلفَ سرابِ الأمنيات والأماني- بلا فائدة كلما ذهب عنك ظِلُّ أحدها مُدَّ لك ظِلُّ أخرى، حتى تنطفئَ شُعلةُ أنفاسِك وتُوَارَى معك كلُّ الظلال.
وعندما تتأمل الكمال فى الحياة فلم ترى أَفضل للمرءِ مِن الرضا، لقد صدقوا يوماً عندما لَقَّنونا صغارًا حدَّ الملل أن “القناعة كنزٌ لا يَفنَى
وهي وحدها الكَنزُ الذي لا يَفنى.
لكن.. كيفَ لِطفلٍ صغيرٍ أن يُدرِك بُعدَ المَرمَى
ففي كل اختيارات الحياة، جانبٌ آخرُ لم تعبرْ إليه، فاتك باختيارك، ولا سبيلَ إليه ولا بَلاغ، ومَن لم يحالفْه الرضا وتسير القناعة في ركابِه؛ فما أشدَّ الشفقة على عنائه ولا يفعل شيئاً
ويعتقد بعض الناسُ أنهم سيكونون فى سعادة إذا ذهبوا للعيش في مكان آخر، لكن الأمور لا تجري بهذه الطريقة، لأنك أينما ذهبتَ فستصطحب نفسَك معك
كما قيل، فالبلاء فيك ومنك،
“السعادة ليست في مكان آخر، ستكونُ حزينًا في كل مكان تذهب إليه لأن السعادةَ ستذهب إلى المكان الآخر، فالسعادةُ في طمأنينة نفسك وقناعاتك حيث كنت
ألم أقل لك
إذا رافقتك القناعة فما فاتك مِن الدنيا شيء! ولا مثقالُ ذرةٍ من غُبار
،نحن في الحياةِ ندافِعُها ونُغالِبُها إذا جابهتها بغيرِ رِضاك فأنت دوما مَقسوم وإذا جهزت لها كلَّ عُدَّةٍ وعَتادٍ خلت من القناعة؛ فأنت دومًا مهزوما ومع القناعة
لا تقلق فسوف تمر الأيام وتتبدَّل الأحلام، ستخسر كثيرًا، ربما أكثر مما تتوقع، وستضعف كثيرًا، ربما أكبر مما تتصور، ولكن من شدة مقاومتك لهذا العالم وبما فيه من خيبات تواجهك وأزمات ومواقف تكاد تحترق منها سوف تنهض بنفسك، لإيمانك الحقيقي بالبقاء
فلا تقلق، ستفرح أخيرًا ربما أكبر مما تتوقع، وستصل أخيرًا، ربما أقرب مما تتصور
بالقَناعَةِ ثم القناعة وقال صلى الله عليه وسلم
“لو كانَ لابنِ آدَمَ واديانِ مِن ذهبٍ لابتغى إليهما الثّالثَ، ولا يملأُ جوفَ ابنِ آدَمَ إلّا التُّرابُ ويتوبُ اللهُ على مَن تاب
فعليكم بالقناعة فإنها تجلب الرضا وتعلم الصبر وتعلم الزهد القناعة كنز لا يفنى تحياتي لكم
القناعة سر السعادة
941 إجمالي المشاهدات
