أخبار عاجلة

عن حقيقة الخلق

عن حقيقة الخلق

حقيقة الخلق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

عن حقيقة الخلق

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ” وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف ” إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق” رواه أحمد، فاللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد، لقد كانت كل جوانب حياة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مشرقة عظيمة، وكان في كل جانب مثلا أعلى، وأسوة حسنة، فكان في أقواله وأفعاله، بل في كل أحواله أنموذجا تطبيقيا لصحيح الإسلام بسمو قيمه وعلو مبادئه، وحسن أخلاقه، وعظم جوانبه، إذ اتصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنبل الصفات.

وارفع القيم، وأجمل الخصال، وأحسن الأخلاق، فقال الله جل وعلا في حقه صلى الله عليه وسلم ” وإنك لعلي خلق عظيم ” وفى قوله تعالى ” وإنك لعلى خلق عظيم” فيه مسألتان، فالأولى فى قوله تعالى “وإنك لعلى خلق عظيم” قال ابن عباس ومجاهد ” على خلق ” أى على دين عظيم من الأديان، وليس دين أحب إلى الله تعالى ولا أرضى عنده منه، وفي صحيح الإمام مسلم رخمه الله، عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت “أن خلقه كان القرآن” وقال الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه وعطية هو أدب القرآن، وقيل هو صلى الله عليه وسلم رفقه بأمته وإكرامه إياهم، وقال قتادة هو ما كان صلى الله عليه وسلم يأتمر به من أمر الله وينتهي عنه مما نهى الله عنه، وقيل أي إنك صلى الله عليه وسلم على طبع كريم.

وهكذا قال الماوردي وهو الظاهر، وإن حقيقة الخلق في اللغة هو ما يأخذ به الإنسان نفسه من الأدب يسمى خلقا، لأنه يصير كالخلقة فيه، وأما ما طبع عليه من الأدب فهو الخيم بالكسر، وهو السجية والطبيعة، لا واحد له من لفظه، ومعنى وخيم هو اسم جبل فيكون الخلق الطبع المتكلف، والخيم الطبع الغريزي، وقد أوضح الأعشى ذلك في شعره فقال وإذا ذو الفضول ضن على المو لى وعادت لخيمها الأخلاق، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أرجح الناس عقلا، وأكثرهم أدبا، وأوفرهم حلما، وأكملهم قوة وشجاعة وشفقة، وأكرمهم نفسا، وأكمل الناس خَلقا وخُلقا، وأعظمهم إنسانية ورحمة، عُرف بأحسن الخصال، وأسمى القيم، وأعظم المبادئ و أطيب الأخلاق فكان صلى الله عليه وسلم، الين الناس كلاما.

وأحسنهم قولا، وأجملهم حديثا وكان اصدق الناس حديثا وأكثرهم أمانة، شهد بذلك القريب والبعيد، فلما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان قبل إسلامه قائلا “هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال لا، فقال هرقل ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله” رواه البخاري، وها هو صلى الله عليه وسلم، يأتيه الأمر بالهجرة فيوصى علي بن بي طالب رضي الله عنه بالانتظار في مكة حتى يرد الأمانات التي كانت عنده صلى الله عليه وسلم لأهل مكة فهو صلى الله عليه وسلم القائل” أدي الأمانه إلي من أئتمنك ولا تخن من خانك ” وفي هذا بيانا لمقام أمانته صلى الله عليه وسلم وبيانا لمكانة عموم الامانة فلعظم مكانتها أكد القران وكذلك السنة في غير موضع على أدائها.

فقال الله عز وجل كما جاء في سورة النساء ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها ” ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد ” لا إيمان لمن لا أمانة له ”

عن حقيقة الخلق

 634 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة رحلة نحو التغيير الإيجابي مؤخراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: