بين الدين والمَنطِق

بين الدين والمَنطِق

بين الدين والمَنطِق

الشاعر د ناصر الدسوقي

بين الدين والمَنطِق

قال الله تعالى في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَـوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.[٥]

وقال سبحانه وتعالى

في سورة الأحزاب: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}،[٣]

هذه الآياتُ الكريمة وغيرها الكثير تحثُّ وتفيدُ بأن ديننا الإسلامي الحنيف دينُ تراحمٍ وحسْنُ خُلُقٍ وسائرِ الأديانِ السماوية

وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

يوصينا بالتراحم وحسنَ المعاملة

وهنا نرى البعض وليسوا بالقليلين ،

من باب الرأفةِ والرحمةِ التي وضعها اللهُ في قلوبِ عِبادِه

يقومون بتوزيع بعضِ الوجباتِ على مَن هُم يرونهم قد ضاق بهمُ العيشُ ، وهم كذلكَ بالفِعل .

لكننا نرى أن منهم مَن يذهبُ لأحدٌ الفنادقِ أوِ المطاعم الفخمةِ وبعدما يتناولُ ورفاقهُ وجبتُهم

يطلُبُ أن يقومون بتجميعِ ما تَبقَّى مِن الأطعمةِ ووضعها في عُبواتٍ ليقوم بتوزيعِها على المُحتاجين ،

في حينِ أنَّ الثمنَ الذي دفعَهُ في وجبتهِ هو ورفاقهَُ

كفيلً أَن يُطعِمَ شارعًا بأكمله ،

جميلً هذا الإحساس

حينما تشعُرَ بمعاناةِ غيرِكَ مِن عامةِ المسلمين .

وتفعلُ هذا وأنتَ في قِمَّةِ البهجةِ والتَّبَاهِي ،

إِن كان هذا مَنطِقِيًّا فهل هو من آدابِ ديننا الحنيف وحُسنِ الحُلق ؟.

ونرى أيضًا البعضَ يقومونَ بحمَلاتِ كِساءٍ وخاصًّة في فصلِ الشتاء ،

( تبرَّع بأيِّ ملابسَ قديمةٍ لديكَ كي تُساهم في كِساءِ إنسان أو غِطاءٍ لبردان ) ،

ويتسارع المتبرعون ممن تكدست دواليبهم بالملابسِ القديمةِ التي أصبحت لا تُواكِبُ المُوضَى ،

بتسليمِ هذه الأشياء َإلى الجمعياتِ المعنيةِ بذلك !.

أبكتني هذه الأفعال .

لكن لنرجع قليلًا ،

إن كنتَ رجُلًا خَيِّرًا وتودُّ أن تُطعِمَ لتأخُذَ الثوابَ مِن الخالق

فعليكَ أَلَّا تُطعِمهُ مِن بقايا طعامِكَ ؛

لأنك حتمًا لن ترضَى أن تأكل بقايا الآخرين .

وإن أردتَ أن تفعل الخيرَ نحو كِساءِ إنسانٍ فلا بُدَّ أن تُلبِسَهُ الجديدَ لا ما تأبى أن ترتديهِ .

وإذا أردتَ غِطاءً لإنسانٍ لتقيهِ البردَ فعليك أن لا تُعطيهُ أردأ أنواع الغطاء

وأعلم أن ما تُعطِيهِ هذا يقعُ في يدِ اللهِ قبلَ أن يقع في يدِ المُحتاح ،

فلكَ الخَيارُ فيما ستضعَهُ في يدِ اللهِ ..

بين الدين والمَنطِق

 2,294 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة رحلة نحو التغيير الإيجابي مؤخراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: