أخبار عاجلة

ترندات الأشباه بين الآفة والتفاهة

ترندات الأشباه بين الآفة والتفاهة

ترندات الأشباه بين الآفة والتفاهة

محمود خليفة اليابس

إن المشاهد لوسائل الإعلام -المرئي خاصة – يلاحظ في الفترة الأخيرة كثيرا من المواقع تنقل لنا بثا مباشرا موضوعه الوحيد والأوحد هو إظهار أوجه الشبه بين الشخص الذي يستضيفه وبين أحد الشخصيات –التافهة في أغلب الأحيان – وهنا يتضح لنا أن الهدف منها ليس نشر فضيلة أو محاربة رذيلة ، وإنما الهدف هو فقط تحقيق أموال نظير ما تحققه من نسب المشاهدات من ذوي العقول المغيبة .

وهنا نريد إجابات للأسئلة التي تدور في أذهان أولي الألباب: ما أهمية المضمون الذي تحتويه تلك المواد الإعلامية ؟ وما الانعكاسات الإيجابية من نشر هذا المحتوى المعروض على الناس؟ هل هذه الشخصيات تمثل قدوة صالحة لأبناء وشباب جيل ينتظر وطنه منه بناء مجد أو تحقيق نهضة ؟! هل مثل هذا الإعلام أو المواقع تؤتمن على نقل رسالة إعلامية تتشبث بميثاق الشرف الإعلامي ؟ ما موقفنا بين يدي الله إذا سألنا عن الأوقات التي أفنيناها في مشاهدة هذا المحتوى ؟

وفي هذا الصدد لم أجد في نفسي ، ولم أسمع من فئات المجتمع إجابات تبعث في النفس الطمأنينة ، أو تحيي فيها الأمل ، بل وجدت انحدارا واضحا عن قيم المجتمع ، وانزلاقا مؤذيا عن مسيرة النهضة ، ونأيا واضحا عن جادة الطريق ، و استخفافا وتغييبا لعقول وثقافة شعبنا وأمتنا ، وتفاهة حارت الألباب ، وعجزت الأقلام عن وصف قبحها وعظيم جُرْمها ؛ فكل محتواها يفوح منه التفاهة ، وتأبى النفس قبوله ، وتشمئز العين من رؤيته.

إننا نرى أن مثل هذه الممارسات في المواقع المسمومة ، وتلك الفيديوهات ذات المصادر المشبوهة ما هي إلا سبيل لصناعة التفاهة وطريق للهاوية، وإلا فقل لي بربك: ماذا جنينا من كون أحد الأشخاص يشبه أحدا مثل لاعب كرة أو بلوجر هندي أو تركي أو مهرج شرقي أو غربي ، فضلا عن أن يشبه صاحب كرش – قوت يومه الحالي والمستقبلي من الرقص بكرشه – وما شابه ذلك ، مم يجعلك قد تستنكر مثل هذه الممارسات بل ربما يصل الأمر ببعضنا للسب واللعن بسبب قبح ما يراه وسوء ما يسمعه.

إن الواجب الوطني والوازع الديني والغيرة على أصالة مجتمعنا ؛ حتّم علينا أن نوجه النصح أولا للمسؤولين عن هذه المواقع بأن يسلطوا الضوء على النماذج المضيئة في مجتمعنا ، والتي تمثل القدوة الحسنة لشبابنا ، وعلى الجانب الآخر أوجه نصيحة محب لأولئك الأشخاص الأشباه لغيرهم من بعض الشخصيات بأن يصنعوا لأنفسهم واقعا أفصل من خلال مساهمات علمية أو مهنية ، كلٌ في مجال تخصصه سواء كان عالما أو عاملا، لا أن يكون مصدر سخرية بل سب ولعن بسبب استغلال المواقع له أسوأ استغلال .

يجب أن نعلم يقينا أن تلك المواقع تستخدمنا كفريسة لجني الأرباح المادية ، واستغلالنا أسوأ استغلال لتحقيق مآرب خسيسة ، وأهمس في أذن كل فرد بضرورة نبذ هذه المواقع وكبح جماحها ، وبأهمية الإرشاد الأسري لتأصيل الرقابة الذاتية التي تميز بين الغث والسمين ، وتأبى وتلفظ السفه والسفهاء والتفاهة والتافهين ، ولا يسعني في نهاية حديثي إلا أن أرجو واقعا جميلا ومستقبلا أفضل لبلدنا الحبيب بسواعد أبنائه المخلصين.

ترندات الأشباه بين الآفة والتفاهة

 870 إجمالي المشاهدات

عن علاء مقلد

شاهد أيضاً

سر جرائم تقشعر لها الأبدان 

سر جرائم تقشعر لها الأبدان كتب إبراهيم عيسى سر جرائم تقشعر لها الأبدان رأينا في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: