مقال في حدوته رجال من ذهب

بقلم /هشام سطوحى

على مدار عمرنا نتعامل ونتقابل مع أشخاص كثيرة ويمر العمر والزمن تكتشف أن من يأثر فيك أشخاص قليلة وتسرح بخيالك على عشرات الأشخاص الذين دخلوا في حياتك تعاملت معهم ولم يؤثرون أو يجعلوك تتذكرهم أو ويمرون حتى على ذهنك بدون سبب.
وهنا تدرك أن العقل والذاكرة لا تحتفظ إلا بالمميز او النادر أو الرائع وتطرد كل ما هو عكس ذلك.
وتضامنا مع طريقة تفكيرك وأسلوبك وخبرتك ومبادئك التى أكتسبتها على مدار حياتك يصبح أسلوبك في الأحتفاظ بالأشخاص مثل ذاكرتك .
وكأنك تدخل متجر مجوهرات ولا يشدك ولا تحتفظ سوا بالثمين والغالى والرائع.
ومن هذه النوعية رجل أرى أن صفاته أصبحت فعلا من النوادر .
في زمن كثر فيه الخداع والنفاق تجده صادق وصريح وأمين .. فى زمن اصبح فيه عقوق الوالدين عادى وغير منبوذ تجده يضرب لك أعظم الأمثلة في العطاء والعرفان للعائلة .. في زمن كثرت فيه الأنانية والدونية تجده مثال للأخلاق والإخلاص.
وعلى مدار اكثر من عشر سنوات كان لى الحظ أن ارافقه في أكثر الأيام صعوبة وفي أصعب الأماكن خطورة ولم أجد منه إلا كل طيب وعون وخير .. وتمر الأيام ويأتى يوم الفراق ويوم بلوغه سن المعاش وأقسم لكم أننى لم أتمالك دموعى التى سالت عليه وكأن فقدت أحد أفراد عائلتى .. لقد أخبرونا في السابق أنك لن تعرف قيمة وشهامة وروعة الأشخاص إلا عندما يتركوك ويرحلون ولكن هذا الإنسان كنت كل يوم أتأكد أنه لا يعوض ولا يقارن وأن الأيام والسنين التى قضيتها معه كانت بمثابة دليل وتأكيد على الحديث الشريف (سيظل الخير في أمتي إلى يوم الدين).
وداعاً مديرى وصديقي واخى الكبير المهندس على حسن البارودى ولكن لم ولن تكون بنسبه لى مجرد ذكرى لأننى بأختصار لا أستطيع ان ابتعد عنك.
واتمنى لك دوام التوفيق والنجاح والصحة في حياتك الجديدة.
وفي النهاية اخبركم أن هذا المقال ليس فقط عرفان لشخص غالى ولكن أيضاً لأخبركم أن الأشخاص الرائعون مازالوا موجودين بيننا ولكن أختاروا بعناية.

 2,336 إجمالي المشاهدات