الدنيا ظل زائل وعرض حائل

الدنيا ظل زائل وعرض حائل

الدنيا ظل زائل وعرض حائل

بقلم / محمــــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين 23 أكتوبر

الدنيا ظل زائل وعرض حائل

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان صلى الله عليه وسلم هو قمة القمم فقد وعده ربه أن يسكنه أعلى درجة في الجنة وهي درجة واحدة ليس لها مثيل، انها درجة الوسيلة وهذه هي منزلة نبيكم ،وهذا هو مقام رسولكم وحبيبكم ، فنحمد الله على نعمة الاسلام والايمان ونحمد أن جعلنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام، ولما عرف الصحابة هذه المنزلة العالية لرسولهم صلى الله عليه وسلم فقد كانت له في قلوبهم منزلة عظيمة، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد اعلم أيها الإنسان أن دنياك ظل زائل، وعرض حائل، إن أضحكت قليلا أبكت كثيرا، وإن أحسنت يوما أساءت دهرا،

وما منحت سرورا إلا خبأت شرورا، ولو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء، فلا تتعلق بها حتى يعظم في قلبك أمرها، وتذكر عن نبي الله عيسى عليه السلام ما كان يقول ” الحق أقول لكم إن أشدكم حبّا للدنيا أشدكم جزعا على المصيبة، فاسعوا فيها، ولا تغتروا بها، وجدّوا فيها، فاحذروا منها فإنها أسحر من هاروت وماروت فهذان كانا يفرقان بين المرء وزوجه، وهذه تفرق بين العبد وربه ” وأقلل الشكوى إلى المخلوقين فإنما كل بنفسه مشغول، وارضي فإن من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، وإن المؤمن إيمانا حقيقيا صادق في دعوته إلى الله، يحب الخير لأمتة ويسعي في سبيل هدايتها وإرشادها، وإخراجها من ظلمات الجهل إلى نور العلم، والمؤمن إيمانا حقيقيا واضح في منهجه.

ظاهره وباطنه سواء ليس هدفه إبراز شخصه ولا أن يتحدث عنه، شعاره، كما قال الله تعالى ” قل إن صلاتى ونسكى ومحيايا ومماتى لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ” والمؤمن إيمانا حقيقيا صادق في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فتجده يأمر بالمعروف بصدق، وينهى عن المنكر بصدق، حريص على إنقاذ العباد من المخالفات الشرعية، والمؤمن إيمانا حقيقيا صادق في أداء الصلاة وإيتاء الزكاة وصومِ رمضان وحج بيت الله الحرام، وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا فإن الصدق هو سبب النجاة فى الدنيا والاخرة، فقيل أن هاربا لجأ إلى أحد الصالحين، وقال له أَخفني عن طالبي، فقال له نم هنا، وألقى عليه حزمة من خوص، فلما جاء طالبوه وسألوا عنه، قال لهم ها هو ذا تحت الخوص.

فظنوا أنه يسخر منهم فتركوه، ونجا ببركة صدق الرجل الصالح، ويروى أن الحجاج بن يوسف خطب يوما فأطال الخطبة، فقال أحد الحاضرين، الصلاة، فإن الوقت لا ينتظرك، والرب لا يعذرك، فأمر بحبسه، فأتاه قومه وزعموا أن الرجل مجنون، فقال الحجاج إن أقرّ بالجنون خلصته من سجنه، فقال الرجل لا يسوغ لي أن أجحد نعمة الله تعالى التي أنعم بها عليّ، وأثبت لنفسي صفة الجنون التي نزهني الله تعالى عنها، فلما رأى الحجاج بن يوسف صدقه، خلى سبيله، وهكذا فإن الامة التى تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة، يهب الله لها الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد فى الآخرة، وما الوهن الذي أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت، فأعدوا انفسكم لعمل عظيم واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة.

واعلموا أن الموت لابد منه، وأنه لا يكون إلا مرة واحدة، فإن جعلتموها في سبيل الله كان ذلك ربح الدنيا وثواب الآخرة وما يصيبكم إلا ماكتب الله لكم، فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسيادة الكاملة، رزقنا الله وإياكم كرامة الاستشهاد في سبيله.

الدنيا ظل زائل وعرض حائل

 419 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

معلومه قانونيه  للمستشار / اشرف زيدان 

معلومه قانونيه  كتب المستشار / اشرف زيدان   نصت المادة 375 مكرر أنه مع عدم الإخلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: