أخبار عاجلة
الصورة المهتزة ... لطوفان الأقصى فى غزة

الصورة المهتزة … لطوفان الأقصى فى غزة

الصورة المهتزة … لطوفان الأقصى فى غزة

 

بقلم … حنان ممدوح الطيب

رئيس قطاع مدن القناة والبحر الاحمر 

الصورة المهتزة … لطوفان الأقصى فى غزة

الأرض أرضنا والسماء سماؤنا والبحار والأنهار، رسموا حدوداً وهمية لكنها يوماً لم تمثل لروابطنا وأواصرنا أهمية ، فغداً ولن يكون بعيد لأرضنا نستعيد، حين نستأصل ذلك السرطان البغيض، فيزول وتعود إلينا مقدساتنا وتؤول.

لم تكن تلك الكلمات مجرد أحلام أو أمنيات لكنها قناعة وعقيدة راسخة فى الوجدان تؤكدها صفحات التاريخ فمكوث المغتصب فيها مؤقت بزمان ثم تُزلزل تحت أقدامه بعزيمة أهلها وكأنها بركان .

تلك هى الصورة الثابتة والمستقرة فى الأذهان لكنها تهتز من وقت إلى آخر حينما يشوش ثباتها غبش الأحداث ومجرياتها وهو ما يحدث اليوم على إثر العملية الفدائية طوفان الأقصى التى باغتت بها المقاومة الفلسطينية فى غزة خلايا السرطان الصهيونى فى المستوطنات الصهيونية .

فما بين مؤيد للعملية الفدائية يرى فيها بطولة تؤرق أمن المغتصب الذى لا يجب أن يأمن مهما كانت العواقب فليس هناك أمّر من أن تعيش تحت وطأة الإحتلال .

وما بين معارض يرى فى العملية مقامرة غير محسوبة العواقب لكونها تمثل مبرر للغاصب المتغطرس لحصد أرواح الأطفال والنساء والشيوخ مع غياب توازن القوى الذى يصب فى مصلحة الآلة العسكرية الغاشمة لأعداء كل ما هو من نبت الأرض المقدسة.

وما بين هؤلاء وهؤلاء وهم السواد الأعظم من عامة الناس الذين تتشكل لدى كل منهم صورة مختلفة عن الآخر تتبلور فى ذهنه طبقاً لما يتابعه ويشاهده على شاشات الفضائيات من مشاهد وآراء لمتخصصين، فتتعدد الصور للمشهد الواحد من لحظةٍ لأخرى حسب تطورات الأحداث ، ويستطيع المراقب للمجتمع بأطيافه المختلفة والمتابع لصفحات السوشيال ميديا أن يرصد ذلك التباين الواضح فى الرؤى الذى أفرز تلك الصورة المهتزة حول عملية طوفان الأقصى التى تجلت فى تغيير المواقف بين التأييد والرفض وتذبذب المشاعر بين الإطمئنان والخوف من خلال العديد من التساؤلات التى طفت على السطح فى الأيام التالية للعملية وحتى اليوم وربما خلال الأيام القادمة لِما صاحبته تلك العملية الفدائية من تطورات فى المواقف وردود الأفعال الدولية والأمريكية بشكل غير مسبوق فى تاريخ عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الإحتلال الصهيونى . 

 فتلك الدول الأوروبية التى طالما وصفت نفسها بدول العالم الحر ويتشدق مريدوها من بنى جلدتنا بأنها الحامى لحمى حقوق الإنسان فيستدعونها ضد أوطانهم ويمدونها بتلك التقارير المضللة لممارسات من صنع خيالاتهم ، نراها تقف فى مقدمة الصفوف معلنة دعمها اللامحدود لذلك السرطان الصهيونى الذى زرعته فى أرضنا بوعد بلفور المشئوم لقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير كل مقومات الحياة لشعب أعزل حرموه حتى من حقه فى الحياة بعد أن حرموه قديماً من حقه فى الأرض . 

أما الولايات المتحدة الأمريكية ذلك الشيطان الأكبر الذى يرفع شعار الحرية ويحمل مشاعل كهنة الديموقراطية نراه يحرك حاملات الطائرات على حدود شعب أعزل لاحول له ولاقوة ليظلل بجناحية بالحماية للمغتصب حتى ينتهى من مهمته الشيطانية بالقضاء على أصحاب الأرض أو بنهج سياسة التطهير العرقى بتهجيرهم قسرياً حتى يأمن ذلك المغتصب بأرضٍ بلا شعب . 

فى ظل ذلك كله من الطبيعى أن تكون الصورة مهتزة لدى عامة الناس، لكنها بالضرورة ليست كذلك لدى القيادة السياسية لما تمتلكه من أجهزة ومؤسسات تتضح الصورة أمامها غاية الوضوح وتتخذ من الإجراءات وردود الأفعال ما يتناسب مع الحدث فى غير إفراطٍ ولا تفريط ، فما علينا سوى الإصطفاف خلف قيادتنا لثقتنا بإيمانهم الراسخ بعدالة القضية فى الحق بإسترداد الأرض وتحرير المقدسات . 

وختاماً ستظل تلك الصورة المهتزة فى أذهاننا مادامت القضية الفلسطينية فى حالة اللا حل ، لكن ستبدوا واضحة وجليه لنا أو للأجيال القادمة حين يأتى اليوم الذى لا يقتصر مصدر الطوفان على غزة بل ينفجر بركان تحرير الأرض من كل أرض تملك القوة لإزالة ذلك السرطان المقيت وإن غداً لناظره قريب والله على ما نرجوا ونأمل سميعٌ مجيب . 

#بنت_الطيب 

الصورة المهتزة ... لطوفان الأقصى فى غزة

 1,405 إجمالي المشاهدات

عن محمود بكر

شاهد أيضاً

مقال × حدوته ولاد الجاحدة

مقال × حدوته ولاد الجاحدة  بقلم / هشــام ســطوحى ولاد الجاحدة هى روايتي الجديدة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: