أخبار عاجلة
الطريق إلى الأرض المقدسة

الطريق إلى الأرض المقدسة

بقلم/ محمد سمير خيال

 

الطريق إلى الأرض المقدسة

 

في قديم الزمان منذ حوالي 1400عام تقريباً في عام 621م كان هناك حدث عظيم ورحلة عظيمة من الأرض المباركة (مكة المكرمة) إلى الأرض المقدسة (القدس الشريف) وكان ذلك قبل الهجرة النبوية حيث انطلقت أول رحلة طيران وفضاء في نفس الليلة وكان رائدها هو النبي محمد ﷺ وقائد الإسلام ورسول العالم الذي اختص الله ﷻ رسولنا الكريم بهذه المعجزة تشريفاً له ولمكانته.

هذا حدث قبل أن يشهد العالم انطلاق لأول رحلة طيران سواء بالمنطاد عام 1804م أو بالطائرة في العام 1903م أو بأول صاروخ للفضاء يدور حول الأرض في عام 1961م أو يهبط على القمر في عام 1969م وما تحتاجه المؤسسات إلى وقود لتحريك الطائرة او الصاروخ وتجهيزها بأنابيب للتنفس وبدلة خاصة لرواد الفضاء ومعدات وأدوات وغذاء ووسائل أمان تتكلف مصاريف باهظة.

جاء جبريل عليه السلام للنبي محمد ﷺ وطلب منه أن يركب (البراق) وهي دابة بيضاء بين البغل والحمار كما وصفها النبي ﷺ ثم حمله عليه جبريل عليه السلام ، واذا نظرنا إلى كلمة (البراق) نلاحظ أنها مشتقة من البرق أي وميض من الضوء الذي تعادل سرعته 300000كم/ثانية وكأن ذلك يشير إلى مدى السرعة الفائقة لهذه الدابة التي اعتبرت وسيلة النقل للنبي محمد ﷺ في هذه الليلة المباركة(رحلة الإسراء)السماوية ليتم انتقاله بها من المسجد الحرام (بمكة المكرمة) في أرض الحجاز والذي يعتبر القبلة2 والصلاة فيه تعادل 100000صلاة إلى المسجد الأقصى (بالبيت المقدس) في القدس الشريف والذي يعتبر القبلة 1 والصلاة فيه تعادل 500 صلاة وكل ذلك في جزء من الليل. كما قال الله عز وجل في القرآن الكريم:۞سُبْحَٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَا ٱلَّذِى بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايَٰتِنَآ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ۞

قد وصل النبي محمد ﷺ إلى الأرض المقدسة (القدس الشريف) في المسجد الأقصى بالبراق من تلك الدابة السماوية التي لم تشهد الأرض مثلها فنزل من عليها وربطها في حلقة بجدار يعرف عند المسلمين (حائط البراق) وعند اليهود (حائط المبكى) ليصلي إماماً مع نبي الله إبراهيم وموسى وعيسى عليهم جميعاً السلام، قبل أن ينطلق به البراق بالرحلة الثانية (رحلة المعراج) الفضائية، الذي كان انتقالها من الصخرة المشرفة الموجودة بمسجد (قبة الصخرة) المجاور للمسجد الأقصى.

إن المسافة بين مكة والقدس تعادل تقريباً 1500 كم آي ما يقارب بالزمن 17 ساعة وهي فترة زمنية أكثر من عدد ساعات الليل في يومنا، تأملوا قدرة الله عزوجل الذي جعل هذه الدابة تقوم برحلة (الإسراء والمعراج)في جزء يسير من الليل وستدهش عندما تعلم أيضاً أن المسافة بين الأرض والقمر تعادل 400000كم تقريباً والذي استغرقت في أول رحلة فضاء ما يقارب من 4 أيام وليس جزء من الليل إنها حقاً معجزة إلهية حيث واصل النبي ﷺ رحلته الثانية (المعراج) وكما قال الله ﷻ في كتابه الكريم:

۞وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى۞ سورة النَّجْمِ: 13-18

واصل النبي ﷺ على (البراق) مع جبريل ليمروا عبر أبواب السماوات كلها وليس فقط السماء الدنيا الأولى الموجود بها الكواكب والأقمار والمجموعة الشمسية. كما قال الله ﷻ في كتابه الكريم: ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾ سورة الصافات الأية3

وهناك حديث رواه مُسْلِمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عن رَسُولَ اللَّهِ ﷺ في هذه الرحلة ، يصف المعراج من الصخرة المشرفة الذي ذكرناها قبل حتى مرور النبي محمد ﷺ مع سيدنا جبريل عليه السلام على السماء الأولى ورحب به سيدنا آدم ثم السماء الثانية ورحب به سيدنا عيسى وسيدنا يحي ثم الثالثة ورحب به سيدنا يوسف ثم الرابعة ورحب به سيدنا إدريس ثم الخامسة ورحب به سيدنا هارون ثم السادسة ورحب به سيدنا موسى ثم السابعة ورحب به سيدنا إبراهيم حتى وصل إلى سدرة المنتهى وأنهار الجنة والبيت المعمور وما رآه من آيات الله الكبرى.

عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال النبي ﷺ: (بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم)،

وعن أبا ذر – رضي الله عنه –، قال: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: “أتدري ما الكرسي؟، فقلت: لا، قال: ما السماوات والأرض وما فيهن في الكرسي إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة، وما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة، وما العرش في الماء إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة، وما الماء في الريح إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة، وما جميع ذلك في قبضة الله – عز وجل – إلا كالحبة وأصغر من الحبة في كف أحدكم”

وهذا كان وصف عن المسافات الشاسعة التي قطعها النبي محمد ﷺ في هذه الرحلة العظيمة.

لذلك فإن تلك البقعة المباركة المقدسة المشرفة هذه لها مكانة كبيرة جداً عند المسلمين والعرب، وفي الختام نسأل الله عز وجل ان يرزقنا جميعاً الصلاة في المسجد الأقصى الذي باركه ربنا ﷻ.

الطريق إلى الأرض المقدسة

الطريق إلى الأرض المقدسة

 1,065 إجمالي المشاهدات

عن احمد طه

شاهد أيضاً

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة رحلة نحو التغيير الإيجابي مؤخراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: