مهام سيدنا عمر بن الخطاب في خلافته حتى وفاته

مهام سيدنا عمر بن الخطاب في خلافته حتى وفاته

مهام سيدنا عمر بن الخطاب في خلافته حتى وفاته

كتبت – داليا عبد الباسط

مهام سيدنا عمر بن الخطاب في خلافته حتى وفاته
سيدنا عمر في عهدة له مهمات كثيرة، جعلت الإسلام يضئ نورها، ويمجد تاريخها، ويقويها بعدله وعلمه وثقافته المنيرة، وفتوحاته المبهجة،وكانت خلافته مليئة بالعدل والقضاء على الفتن فهو الفاروق الذي حقق أحلام الفقراء وقدم لهم الكثير من المهمات التي جعلته محبوب بين قومه، لأنه كثير شدة في العدل، والكثير الرحمة في الرعية والفقراء، ويلين قلبه عند الصلاة ويدعي ربه أن يعطيه القوة في تحمل المسئولية ويبكي من شدة خشيته سبحانه وتعالى، ونرى أن ابن الخطاب أتبع نهج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
“مواقف عظيمة في خلافة عمر وعهده”
من مواقف عمر العظيمة اهتمامه بالرعية، ونذكر موقف جميل في حياة سيدنا عمر، عندما خرج ليلا يتفقد أحوال الرعية، وجد امرأة أتاها المخاض، ولا يوجد أحد يساعدها، وسرعات ما احضر زوجته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، فعمل كل شئ حتى يساعد هذه المرأة دون أن يعرفوا أنه الفاروق، أمير المؤمنين، حتى انتهوا.
ومن المواقف العظيمة أيضا في عهده وجد امرأه تطبخ في الليل، لأولادها وهم يبكون، فعلم منها أن تغلى الماء لأطفالها بأنه طعام حتى يناموا، وعندما علم بحالهم عمر يبكي بشدة على حالهم، وحمل الدقيق واللحم بنفسه، وطهى الطعام لهم، وأطعم الأطفال ولم يتركهم في هذه الحالة حتى يطمئن عليهم، إنه العادل أمير المؤمنين الذي نشر العدل في عهده، ولم يكتفي بهذا بل إنه يقوم برعاية وخدمة عجوز عمياء، وفي ليلة ممطرة كان يتجول في المدينة سمع امرأة تطلب من ابنتها خلط الماء باللبن، فرفضت ابنتها وقالت: أن أمير المؤمنين منع على الناس ذلك، فترد الأم: بأن عمر لن يرى ذلك، فتصر الفتاة على عدم فعل ذلك وتقول: إن كان أمير المؤمنين لا يرانا فرب أمير المؤمنين يرانا، ففرح ابن الخطاب بما سمع، بل أنه زوج هذه الفتاة لإبنه عاصم.
“مرض الطاعون”
وفي عهد عمر ظهر مرض الطاعون، وظهرت حكمة الفاروق، وعبقريته، ورجاحة عقله بهذا المرض، حيث خرج إلى الشام ومعه عدد من الناس، عندما علم أن مرض الطاعون انتشر في الشام، أمر الجميع بالعودة وعدم دخول الشام، وقال: أبو عبيدة بن الجراح “أفرارا من قدر الله”، فرد عليه عمر قائلا:” نعم نفر من قدر الله ثم حمدالله تعالى وعاده في طريقه عندما سمع عبد الرحمن بن عوف، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه”.
” عام الرمادة”
ولا ننسى عام الرمادة وهو العام الذي أصاب الناس فيه القحط والجوع، حتى كاد أن يصيبهم الهلاك وسمى أمير المؤمنين عام الرمادة، لأن الأرض أصبحت جرداء سوداء كالرماد، من قلة المطر فسار الناس من البوادي إلى المدينة، وسيدنا عمر قدم كل ماله، وكل شئ موجود عنده للناس وكان حزين جدا، ويبكي على آلام المسلمين وحالهم، ولم يقبل أن يأكل إلا الزيت والخل، حتى ضعف جسمه، وأسود وجهه، وبقر الحال على ذلك تسعة أشهر، حتى فرج الله لهم، وصلى الفاروق والمسلمون، صلاة الاستسقاء، وأن غلام عمر بن الخطاب، بعد أن أهب الله تعالى البلاء اشترى السمن واللبن وأحضر هما للفاروق، محاولا إقناعه، بالأكل باعتبار أن عمر حلف اليمين بعد الأكل، إلا إنه رفض أكلهما وطلب من الغلام أن يتصدق، بهما إنه العادل الذي سار على نهج الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد الانتهاء من هذا المرض قرر الفاروق بالتوسعات في المسجد والفتوحات حتى يمجد الدين الإسلامي وينشر العدل بإيمانه وفطنته للناس.
“توسعات المسجد النبوي والمسجد الحرام في عهد عمر”
وسع عمر بن الخطاب المسجد الحرام، والمسجد النبوي، في عام السابعة عشر من الهجرة، وازداد عدد المسلمين، والمصلين، فاشترى كل ما هو حول المسجد النبوي، باستثناء بيت العباس بن عبد المطلب، وحجرات أمهات المؤمنين، وقدمه صدقة، إلا أن الفاروق بنى له دارا من بيت مال المسلمين، وازداد في توسع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وحدد موقعا خارج المسجد لمن أراد التحدث بصوت عالي، وكان يغضب ويعاقب من يرفع صوته في المسجد، واشترى البيوت التي تحيط به وهدمها، ووسع بيت الله وأحاطه بجدار، ووضع الأبواب، وأضاف ردما في أعلى مكة المكرمة؛ لحماية المسجد الحرام من السيول.
“الفتوحات الإسلامية في زمن عمر”
توسعت الفتوحات الإسلامية وازدهرت ازدهارا لم يتوقعه أحد، في زمن عمر، فوصلت الصين من الشرق، وبحر قزوين من الشمال، وتونس وما خلفها من الغرب، والنوبة من الجنوب، حيث فتحت الجيوش الإسلامية في عهد الفاروق، وبلاد الشام، وإيران، والعراق، ومصر، وليبيا، وكل هذا في عشر سنوات وهي مدة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، ظهرت عبقرية عمر في اختيار القائد المناسب وأهم الصفات التي يكتسبها القائد، أن يكون قدرته عالية، وقيادة الجيوش مبتكرة وذكية، ومدى موهبته في القيادة أيضا، ويوجد الكثير من الأمور التي اعتمد أمير المؤمنين أن يقودها، حتى يصل للكثير من الفتوحات،وهي مبدأ الشورى حتى يأخذ بآراء الصحابة ويجعل النظام إداري و حكومي،وكان يحب المشاورة مثل حبيبه وصاحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حريصا على جمع المعلومات الكافية من كل مكان يخص الأعداء، وخوفه على حياة الجيوش، والخوف على حياة الجيوش والخشية من الله على أرواحهم، ومن رجاحة عقله أيضا وشجاعته أنه كان فارسا من فرسان عهده.
“تدوين الدواوين”
استخدم العرب والمسلمين الدواوين أول مرة في عهد عمر وأمر عددا من الصحابة بإنشاء الدواوين عندما رأى كثرة المال، الذي يرد إلى بيت المال، وفي سنة عشرين هجرية استشار أصحاب الرسول وأشاروا عليه بالدواوين، ثم بدأ بتسجيل بني هاشم، ثم الأقرب مني نبي الله، ثم تقديم السابقين إلى الإسلام ووصل إلى الأنصار، وبدأ بأهل سعد بن معاذ، ثم الأقرب فالأقرب، وفرض الأموال وسجلها، حيث قدم غزوة بدر من المهاجرين والأنصار، وفرض المال للذين هاجروا إلى الحبشة لأبناء من الحضر، ولأمهات المؤمنين، والكثير من المسلمين، وقدم في فتح دمشق وسار المسلمون إليها مع أميرهم خالد بن الوليد، والتقوا مع الروم بقيان باهان، وحدث قتال شديد انتهى بهزيمة الروم، وحكموا دمشق وأغلقوا الأبواب عليهم، ودخل خالد وتفق معهم على الصلح، وكتب بذلك إلى عمر.
“وفتح عمر بن الخطاب القدس”

مهام سيدنا عمر بن الخطاب في خلافته حتى وفاته

كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، يستشيره بأمر القدس، فترك الأمر إليه وبدأت معركة أجنادين، التي مهد لفتح القدس، وكان خطة عمر بإشعال الرومان، في فلسطين، حتى ينتصروا في أجنادين، ثم يتفرع، هو ومن معه لفتح القدس، وحاصرهم أربعة أشهر، إلى أن يعيشوا، فقرروا الاستسلام وجاء عمرو و استلم مفاتيحها منهم، ولا ننسى معركة عمر مع الفرس، كتب المثنى بن حارثة إلى الخليفة ابن الخطاب، على الهجوم وانتهاز الفرصة، وجلوي يزدجرد الثالث، حديث النصر على العرس، ولمن الجيوش الفارسية بقيادة رستم انتصرت في موقعة الجسر، وقتل المثنى وأبو عبيدة بن مسعودة الثقفي، فعهد الخليفة بقيادة إلى سعد بن أبي الوقاص، فقصد سعد القادسية، وانتصر في معركة القادسية وأسس سعد مدينة الكوفة، وأرسل الخليفة عمر مجموعة من القادة فقاد عند نهاوند، الأهوار، وتوقفت الفتوحات باستشهاد عمر بن الخطاب.
“استشهاد عمر بن الخطاب”
في آخر حجة لسيدنا عمر رضي الله عنه، في طريق العودة دعا الله قائلا(اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتثرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط.)، وكان عمر يتمنى الشهادة في سبيل الله وقال(اللهم أرزقني الشهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم)، واستجاب الله بدعاء سيدنا عمر، ففي أحدى الأيام تقدم بن الخطاب ليؤم بالناس، في صلاة الفجر كعادته، واستوت الصفوف، وكبر للصلاة حتى بغت بطعنة غادرة من المدعو أبولؤلؤ المجوسي، وأخذ المجوسي يطعن المصلين ميمنه وميسرة، حتى أصاب ثلاثة عشر رجلا وتوفي منهم سبعة، وورد أن المجوسي قد طعن نفسه قبب انتهاء شهر ذي الحجة، بثلاثة أيان، وطعن سيدنا عمر بن الخطاب غدرا، فأخذ رضي الله عنه وأرضاه بيد عبد الرحمن بن عوف، وقدمه للصلاة، وبعدما علم أن من طعنه أبو لؤلؤة المجوسي، حمد الله تعالى أنه لم يقتل على يد مسلم، كما أنه بعت أبنه عبد الله إلى أم المؤمنين عائشة مستأذنا منها، أن يدفن بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وأذنت له أم المؤمنين بذلك، ونعرف جيدا أن الفاروق لم يستخلف أحدا بعده بل إنه ذكر حقية عدد من الصحابة، وتوفي النبي وهو راضٍ عن عمر الفاروق.
“فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه”
“وعده بالجنه”
“بينما انا نائم رئيتني في الجنة، فإذ إمرأه تتوضأ إلى جانب القصر، وقلت لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فذكرت غيرته، فوليت مدبرا)
” امتلاك الفاروق المعرفة والعلم الوفير والفراسة”
حيث شهد له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال:(بينما أنا نائم شربت، بيدي اللبن حتى وصل إلى الري، يجري في ظهري، ثم وليت عمر، فقالوا: فما أوليته؟ قال العلم)
“استقامة العادل ابن الخطاب”
التزامه الشديد بالدين وعلو منزلته، عن الرسول الله وصحابته ورد عن النبي وقال(أيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده مالقيك الشيطان سالكا فجا قط، إلا سلك فجا غير فجك)
“وفاة الفاروق شهيدا”
بشؤ بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عندما صعد جبل أحد، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وقال: أنبت أحد فإنما عليك النبي والصديق، والشهيدان)
“وصية عمر قبل موته”
عندما أيقن الصحابة بموت ابن الخطاب طلبوا منه اختيار خليفة للمسلمين من بعده، فرشح لهم سته من الصحابة وهم بقية العشرة المبشرين بالجنة، ليختاروا من بينهم واحد لكن الفاروق استبعد ابن عمه سعيد بن زيد، وابنه عبد الله، ولما أيقن بقرب موته قال لابنه عبد الله أن يحضى ماعليه من دين، فوجدها 86ألف فطلب منه أن يسدها من ماله ومن مال أهله، فإن لم تكف فمن مال عشيرته، فإن لم تكن فمن مال قريش، ونقش على خاتمه(كفا بالموت واعظا ياعمر)، فكان إن عاشها وعاش لهم، إنه ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه عزَّ الإسلام بعبقريته، ونصر الحق بعدله إنه الفاروق الذي، تخشاه الناس بعظمته رضي الله عنه سيدنا عمر بن الخطاب، حكمت ياعمر وعدلت يافاروق وأمنت بالله ياابن الخطاب وموت شهيدا ورسيخ البال، سلاما يا عمر الفاروق سلاما ياابن الخطاب.
(انتظروا المقالة القادمة عن ثالث خلفاء الراشدين سيدنا علي بن أبي طالب)

مهام سيدنا عمر بن الخطاب في خلافته حتى وفاته

 896 إجمالي المشاهدات

عن احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

شاهد أيضاً

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة رحلة نحو التغيير الإيجابي مؤخراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: