أخبار عاجلة

إتيان ما حرّم الله من الفواحش

إتيان ما حرّم الله من الفواحش

إتيان ما حرّم الله من الفواحش

بقلم / محمــد الدكـــروري

إتيان ما حرّم الله من الفواحش

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين، روي عن زيد بن أسلم، أنه دخل على ابن أبي دجانة، وهو مريض، وكان وجهه يتهلل، فقال له ما لك يتهلل وجهك؟ قال ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنين أما أحدهما، فكنت لا أتكلم بما لا يعنيني، وأما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما، وأثر عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كان يدعو لسبعين من أصحابه، يسميهم بأسمائهم، وهذا العمل علامة على سلامة الصدر، وقد كان أبو موسى الأشعري صواما قواما، ربانيا، زاهدا، عابدا، ممن جمع العلم والعمل والجهاد وسلامة الصدر.

لم تغيره الإمارة، ولا اغتر بالدنيا ولأجل ترسيخ هذه السجية في شخصية المؤمن لابد من التعود على الرفق، والسكينة، والاتزان، والوقار، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم “السكينة والوقار” وإن من أعظم وأخطر صور الأذية للجار هو الخيانة والغدر به، كالتجسس عليه، والوشاية به عند أعدائه، وتتبع عوراته وتحويل أمنه وسلامه الي تنغيص في العيش فلا يفعل ذلك الا جار السوء الذي استعاذ منه الانبياء عليهم السلام، وفي رواية عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد قال ” كان من دعاء داود عليه السلام اللهم إني أعوذ بك من جار السوء ومن زوج تشيبني قبل المشيب ومن ولد يكون علي ربا ومن مال يكون علي عذابا ومن خليل ماكر عيناه ترياني وقلبه يرعاني إذا رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها ”

وإن السحر هو إفساد في الأرض فقد سمى الله عز وجل فاعله مفسدا، وسمى الله عمل السحرة والسحر بأنه عمل المفسدين، وذلك لما يترتب عليه من فساد الأسر والتفريق بين الزوجين وخراب البيوت، وأيضا الجبروت والتكبّر على عباد الله إفساد، والإفراط في الفرح والأشر والبطر هو إفساد، وأيضا ارتكاب المنكرات وإتيان ما حرّم الله من الفواحش، هو إفساد، وكذلك إيقاد نيران الحروب بين عباد الله إفساد، واليهود هم أهل هذا التخصص، وكذلك قتل النفس إفساد، وتعظم الجريرة إذا كان المقتول مُصلحا، والتبييت قتله ليلا فهم خفافيش الظلام التي يبهرها النور فلا تستطيع أن تتحرك وتعمل إلا تحت جُنح الظلام، وقتل الأنفس البريئة إفساد، حتى وإن قصد القتل وترويع الآمنين جريمة نكراء، وكبيرة من كبائر الذنوب.

فيقول صلى الله عليه وسلم”لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصِب دما حراما” وفساد القتل ليس قاصرا على قتل نفس المسلم، بل أيضا يشمل ذلك المعاهد، والمستأمن، فإن الله عز وجل قد حفظ له حقه، فقد أخرج البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليؤجد من مسيرة أربعين عاما” ومن الفساد زعزعة الأمن فالأمن في الأوطان مطلب كل يريده ويطلبه ومن يسعى لزعزعة الأمن إنما يريد الإفساد في الأرض، وأن تعم الفوضى والشر بين عباد الله، فما يحصل في بلادنا إنما هو إرادة للإفساد في الأرض، وإنما حملهم على ذلك الحسد لهذه النعمة نعمة الأمن، ونعمة الاستقرار الذي ننعم فيه في هذه البلاد، وزعزعةَ أمن الأمّة وترويع الآمنين جريمة نكراء فيها إعانة أعداء الإسلام على المسلمين، وهذا من أعظم الضلال، والمصيبة أن يسعى العبد في إذلال أمته من غير أن يفكّر ويتأمل، فكل هذا ضلال وفساد.

إتيان ما حرّم الله من الفواحش

 382 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

مقال × حدوته ولاد الجاحدة

مقال × حدوته ولاد الجاحدة  بقلم / هشــام ســطوحى ولاد الجاحدة هى روايتي الجديدة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: