أخبار عاجلة

السبب الحقيقي لنشر هذا الدين

السبب الحقيقي لنشر هذا الدين

السبب الحقيقي لنشر هذا الدين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

السبب الحقيقي لنشر هذا الدين

الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، إذا كان الإنسان يحتاج إلى الإيمان والعمل الصالح والعبادة لحفظ التوازن في كيانه وحياته بين المطالب الجسدية والروحية، ووقاية فطرته من الانتكاس والتردي إلى الدرك الأسفل من المراتب، فإنه يحتاج إليها أيضا لتهذيب انفعالاته التي خلق مجبولا عليها، أو التخفيف من عنفها وحدتها، كالهلع والجزع والغضب واليأس والقنوط والبطر والغرور والفخر والتكبر وغير ذلك من الانفعالات التي قد تبلغ درجة من العنف تدمر حياة الإنسان، وتدمر معها من حوله، فالإنسان مزود بغرائز ودوافع فطرية قوية.

والإسلام يعترف صـراحة بتلك الدوافع الفطرية، ويدعو إلى تنظيمها وضبطها، والتخفيف من اندفاعها وجموحها، ويعين الإنسان برفق على أن يكون مالكا لزمامها، ويضع له نظاما حكيما لتهذيب نفسه وتزكيتها، ويملأ حياته باهتمامات نبيلة تستنفذ جانبا كبيرا من طاقاته، ويوجه تطلعاته إلى لون آخر من اللذة الروحية أرقى وأسمى من الشهوات المادية المحسوسة، وإن السماحة والتسامح كانتا هما السبب الحقيقي لنشر هذا الدين، والذي تم دخول الناس تحت لوائه بفضلهما، وبنظرة فاحصة متأنية إلى خريطة العالم التي شملها الفتح الإسلامي، والنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد حث على السماحة والتسامح وأمر بهما وبالتزامها سلوكا لأفراد المسلمين وجماعاتهم، بل ورغب فيهما بما رتب على التزامهما من ثواب وجزاء في الدنيا والآخرة.

وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال” رحم الله رجلا سمحا، إذا باع واذا اشتري واذا اقتضي” وهذا الخلق الرفيع والسلوك الراقي قد مارسه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعدما دعا إليه وحث عليه ليكون نموذجا وقدوة لمن يراه ويُعايشه، ولمن يأتي بعده فيعرف سيرته، ولم يقتصر الأمر على كون السماحة خُلقا وسلوكا، في الدين الإسلامي، وإنما جعله النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أصلا من أصول الدين، ووصفا ملازما له، ومَعلما رئيسيا من معالمه، فمتى تم ذكر الإسلام، ذكر وصفه بالسماحة، فإن السماحة والتسامح يُعد في الرسالة المحمدية منحة إلهية رفع الله تعالي بها شأن هذه الرسالة الخالدة، وهي سمة بارزة من سماتها، بل هو سلوك حضاري إسلامي، يحفظ للأمة المحمدية توازنها، واعتدالها وخيريتها.

وقد جسّده النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله، مع أصحابه، والمشركين، واليهود والنصارى، وعموم أعدائه، وإن السماحة في الإسلام تتجلى في كل أمر من أموره، دقيقها وجليلها، إنها بحق بعث جديد للقيم في جوهرها، لأن هذه الأخلاق لم تكن في الإسلام يوما طلاء ذهبيا يتهافت الناس بسببه، على سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، والسماجة ليست شعارا براقا يرفع في وقت دون وقت، بل هي خلق سام يتسع ويتسع حتى يتجاوز الإنسان، إلى الحيوان والنبات، فما أحوجنا إلى الخلق الجليل في زمن بلغ فيه البغض غايته، ورفع فيه الحسد رايته، ما أحوجنا إلى السهولة واليسر، والسماحة والتجاوز، حتى نعيش في هذه الدنيا بهناء ونكون يوم القيامة سعداء.

السبب الحقيقي لنشر هذا الدين

 408 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

معلومه قانونيه  للمستشار / اشرف زيدان 

معلومه قانونيه  كتب المستشار / اشرف زيدان   نصت المادة 375 مكرر أنه مع عدم الإخلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: