صرخاتٌ في جوفِ الليل
الشاعر د ناصر الدسوقي
……..
قد غنَّت فيـروزُ قديمًـا —
أجـراسُ العـودةِ فلتقـرع
غنَّتهـا والعربُ جميعًــا —
لأنغامٍ تتمـايلُ تسـمــــــع
ونـزارٌ ردَّ على الفَـوْرِ —
العــودة تحتــاج لمــدفـع
والمدفـع يلزمه رجـالٌ —
مِن نوعٍ كانَ هُـو الأشجع
وتمـيــمٌ كــان لـه ردُّ —
الحـالُ الآنَ هــو الأبشـــع
والكـل يُعبـَّرٌعـن وطنٍ —
قـد صــار للهـوٍ أو مـرتـع
وأردُّ بكـلمــاتٍ مِنِّـــى —
فالكـــل بِقَـــوْلٍ يـتــرفَّـــع
قد كٌنَّا فى زمنٍ ماضٍ —
بِالكَـلِــمِ قلـوبًا قـد نُـوجِـع
أو ننشُـدَ بقصيدةِ شِعرٍ —
ونعـرفُ حُكَّـامًـا تـسـمَــع
نُلقِـى تهتــزُّ مشـاعِرُنا —
ومَـن يَسـمَعُـنَـا يَتَـوجَّـــع
وأغنيةً قد تَجْمَعُ وطنًا —
من نبعِ النيلِ لبئر السبـع
لكـن الآن بلا جَــدْوَى —
مـا سُـمِـحَ لفـنٍ أن يُبْـلِـغ
وإذا أحـدٌ خـطَّ بِقـلــمٍ —
للسجـن على أنـفٍ يركع
وإذا اختلف برأى معهم —
كأنَّ بِدِيــــنٍ قـد يشـــرع
حكَّـامًا بعـقـولٍ يَبِسَـتْ —
بل أصـنــــامـًا لا تنفــــع
ما عادت نخوةُ فى دمهم –
ما عـاد أَحَـدُهُـم أَن يَشْفَع
ما سمِعُوا صرخ فلسطين –
والقلـبُ بِحُـزنٍ يتقـطَّـع
ما نظروا تلك المسكينة –
بالعٌـنْـوَةِ لثيــابِ تخلــع
ما شهدوا قتـل الأطفـال –
والصـدرُ بطلقٍ يترصع
ما علِموا أنَّ العـربَ يُحاكُ –
بها تُصبِحَ أجزاءً تتقطع
سوريا قد لحقت بالقدس –
والكَرَّةُ تأتى لِمَـن تُسْرِع
وأعـود أقولُ لِمَن كتبوا–
قد صار الأمر هو الأفظع
عفوا من كتبوا الشعر —
فمـا عــاد الشعـرُ لينفـــع
ما عاد الحُلمُ يراودنـا —
ما صار النجم بأن يسطع
قد كان كلامًا يُمتِعُنــا —
والآن حـديـثًـا لا يُقـنِـــــع
قـد بات مقـالاً يُقلِقٌـنــا —
فمــا للقــــوْلِ بـأن يُفْــزِع
هل صِرنا كالعُشبُ وهم —
بالحـقـل كـأنـعــامٍ تـرتــع
فالحربُ أَءِمتُنا صارت —
من غـيـرِ قنابل قـد تُفْجِـع
والسيـل إذا نـزلَ بِــوادٍ —-
سيـُزيـلُ البيت المتصـدع
…….
صرخاتٌ في جوفِ الليل
من ديواني الرابع
رقصاتٌ على صفحةِ النهر
الشاعر
ناصر الدسوقي
1,498 إجمالي المشاهدات