جريدة المساء العربي جريدة المساء العربي
لم يكن قلبي من زجاج
الشاعر محمد محمود
لم يكن قلبي من زجاج
عبرنا نقاط الأرض
تجاوزنا أسلاك الأشجار الحزينة
مررنا من باب سور الحديقة الأخير
حتى تقابلنا في ممر العاشقين
عيناها يحملون سلال التين
وغناء الرمان وقصيدة الرياحين
أصابعها محاريث الأرض
التي في اللغات تحرث قلبي
كان حديثها من صوت
نايات القصيدة
يحمل أسماء وأصوات الملائكة
من مروا ببوابة قلبي إلى هناك
كانوا ملائكة من شعاع الجنة
يمرقون من ممرات نهر الفردوس
صبايا من عبير الأغاني
المدجج بثورة العطر
فاتنات من أرض التفاحة
ومسكن آدم
لم تكن الأنهار من حجر
في قاعة شيطان
لم تكن العرائس وهم من فخار
لم تكن السماء تحمل رهط الخائفين
دقت ساعة الوقت بموعد الغزل
ارتقت السنابل إلى مشاتل الورود
لم تكن اللحظة من ميلاد الدهشة
إنما كانت من القصيدة
التي رحلت على سرج حصان شريد
فقامت في مقام التغريد
من لذة ذكريات شعر قيس
حين ما إن خانته الفاتنة ليلى
واحتل مشاعرها رعاع الطريق
لاخوف يملك وطن
في قصائد الظل
لا ثرثرة في أرض القرنفل
في أرض التوبة
أعوام” والحنين تحمله
نوارس الجنة
على تلة في فراديس الرضوان
كيف نرتب أول موعد للرياحين؟
كيف نرسل للموتى القدامى
قبلات الحياة
وهم لا يجدون الطريق إلى سماء النشيد
منتبهين إلى الصباح
الذي سيأخذهم إلى دوار بحر
ليحصدوا اللؤلؤ والياقوت الطازج
ليكملوا الرقصات فوق سفوح جبل
الآن لا حساب للوقت الخارج من التقويم
انتابني رعشة الطير في النور
هوس البلابل حينما
تتجرد من اللحن الخرافي
سكت النوم وانطلق زهو النغم
للتحدي
لا سماء اليوم ستمطر غير الشعر
لا بحر سيصخب بعد الآن إلا نورا
لاأصابع للسيدات ترقص
من جديد
في جسد النشوة
على متسع من إدراك العمر
سيتسع قلبي
لاحلم سيخرج من عناصره
وميراثة
ليكتب مراثي
أو يهتف في صحراء خاوية
اليوم رحل نمل سليمان من فوف
أرص سليمان
واگتفينا بمساحة الفردوس والبحر
لم يكن قلبي من زجاج
288 إجمالي المشاهدات
