الوعد الأكيد المحقق لرسول الله

الوعد الأكيد المحقق لرسول الله

الوعد الأكيد المحقق لرسول الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الوعد الأكيد المحقق لرسول الله

اليوم : الثلاثاء الموافق 16 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين، أرحم الراحمين، ذي القوة المتين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد إن نبي الله محمد صلي الله عليه وسلم، قد تحق له ما أراد صلي الله عليه وسلم في حياتة وفي طريق دعوته فكان صلي الله عليه وسلم من أصحابه سيف الله المسلول ومنهم جند الله ومنهم الذي ملأ الدنيا عدلا وعم الأرض حرية وإسلاما ومنهم من عبّد الأرض لله من أصلاب هؤلاء، فكان منهم خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل وعمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب وغيرهم، فإن الله عز وجل قص علي نبيه صلي الله عليه وسلم قصصا من السابقين ومنها قصة فرعون وقارون.

وكيف نجي الله نبيه موسى عليه السلام وكان هذا في مكة فسورة القصص مكية وبعد هذا وقد انتهى القصص وانتهت التعقيبات المباشرة على ذلك القصص، والآن يتوجه الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن خلفه القلة المسلمة وهو مخرج من بلده، مطارد من قومه، وهو في طريقه إلى المدينة لم يبلغها بعد، فقد كان بالجحفة قريبا من مكة، قريبا من الخطر، يتعلق قلبه وبصره ببلده الذي يحبه، والذي يعز عليه فراقه، لولا أن دعوته أعز عليه من بلده وموطن صباه، ومهد ذكرياته، ومقر أهله، يتوجه الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في موقفه ذاك ” إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد” فما هو بتاركك للمشركين، وقد فرض عليك القرآن وكلفك الدعوة.

ما هو بتاركك للمشركين يخرجونك من بلدك الحبيب إليك، ويستبدون بك وبدعوتك، ويفتنون المؤمنين من حولك، إنما فرض عليك القرآن لينصرك به في الموعد الذي قدره، وفي الوقت الذي فرضه وإنك اليوم لمخرج منه مطارد، ولكنك غدا منصور إليه عائد، وهكذا شاءت حكمة الله أن ينزل على عبده هذا الوعد الأكيد في ذلك الظرف المكروب، ليمضي صلى الله عليه وسلم في طريقه آمنا واثقا مطمئنا إلى وعد الله الذي يعلم صدقه، ولا يستريب لحظة فيه، وإن وعد الله لقائم لكل السالكين في الطريق وإنه ما من أحد يؤذى في سبيل الله، فيصبر ويستيقن إلا نصره الله في وجه الطغيان في النهاية، وتولى عنه المعركة حين يبذل ما في وسعه، ويخلي عاتقه، ويؤدي واجبه، ولقد رد موسى من قبل إلى الأرض التي خرج منها هاربا مطاردا.

رده فأنقذ به المستضعفين من قومه، ودمر به فرعون وملأه، وكانت العاقبة للمهتدين، فامض إذن في طريقك، ودع أمر الحكم فيما بينك وبين قومك لله الذي فرض عليك القرآن، وكان النبي صلي الله عليه وسلم في أحلك الظروف يبث الأمل في نفوس أصحابه، فاللهم عليك باليهود اللهم عليك باليهود وأعوانهم، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، وأرنا فيهم عجائب قدرتك يا رب العالمين، اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا اللهم عليك بهم يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، يا سميع الدعاء، يا قريب الرجاء، هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى جميع المرسلين.

الوعد الأكيد المحقق لرسول الله

 559 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة رحلة نحو التغيير الإيجابي مؤخراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: