أخبار عاجلة

طقوس الحبّ بينَ الأمس واليوم     

طقوس الحبّ بينَ الأمس واليوم     

طقوس الحبّ بينَ الأمس واليوم

الأديبة والباحثة راغده شفيق محمود 

طقوس الحبّ بينَ الأمس واليوم

سؤال يُطرح. هل استطاعت قصص الحبّ أن تخمد نار الحروب؟

قصص الفيسبوك وضياع الشباب في دهاليز اللذات الفانية من المسؤول عنها؟

أجمل تعريف للحبّ ما قالهُ أعرابيّ ( العشقُ خفيّ أن يرى , وجليّ أن يُخفى فهو كامنٌ ككمونِ النّارِ في الحجر إن قدحتهُ أورى , وإن تركتهُ توارى . )

وقصص الحبّ بدأت منذ بداية الخلق في جنان الله . خلقَ اللهُ حواءَ من ضلعِ آدم ليسكنَ إليها من وحشتهِ وبقي في الجنة حتى أكلَ من الشّجرة المحرمة ليرضي حواء بعد أن أغواهما الشّيطان , وقد طُرِدا من الجنة ليهبطا على الأرضِ وتبدأ رحلة البحث عن الآخر رحلة الشقاء والتعب ويلتقيان في جبل عرفات . ومن هذه اللحظة ترتسمُ عند الإنسان ملامحُ الخلق من خفقانِ قلبٍ وبحثٍ وطمعٍ بالعودة للجنان . ويتقدم الزّمن لتظهر ملامح التعصب العرقي عند البشر وتظهر قصص الشرف المستباح وقتل المحبين حفاظا على العرض، دون أن يشفع للعاشقَين خفقات القلوب ودمع العيون . وسأحدثكم عن فرسان الحبّ العربيّ ونبدأ بفارسها المقدام عنترة بن شداد فارسٌ مضرب الأمثال يرفضُ عمه تزويجه من عبلة لأنّه ابن زبيبة الحبشية وهي أَمة( جارية) , ورغم مشقته لإحضار مهر عبلة ألفاً من نوقِ الملك النعمان الحمراء المعروفة بالعصافير إلا أنّه لم يحظَ بها لسوادِ لونه وحفاظاً على صفاء الدّم العربيّ فنرى عنترة متروكا في حزنه ينظم أشعاراً في عبلة حتى موتهِ ولم يشفع لهُ إقدامهُ وشجاعتهِ .

قصة قيس وليلى

ثمّ نرحلُ إلى مكانٍ آخر فنجد

بينَ مراعي الإبل طفلانِ صغيران أبناء عم يولدُ الحبّ بينهما منذ الطفولة قيس وليلى , ورفضُ عمه تزويجها له رغم شحوبهِ ونحولهِ وزوجها سواه , حيث هام في الفيافي والوديان ليأتي قبرها باكياً نادباً , داومَ على قبرها حتى ماتَ ودُفنَ بجوارها بعد أن تركَ لنا أجمل الأشعارَ في الغزل ولوعة الفراق .

قلة المال وشحه فرقت بينَ عروة وعفراء , حيث غلاء المهر وعجزُ عروة الفقير عن القيام به ليرحلَ ضارباً في عرضِ البلاد وطولها ليعود بمهر حبيبته وقد زوجها والدها من رجلٍ سواه في الشام . فقصدَ الشام وعندما نالَ من كرمِ زوجها وطيبته وسمو أخلاقه التقاها وقد أرسلَ خاتمه لها خلسةً في وعاءِ اللبن مع جاريتها . ولكن احتراماً لزوجها وكرمه غادرها تاركاً حبّهُ . أصيب بمرضٍ ومات وندبتْ عليه حتّى ماتت ودُفنت بجوارهِ .

قصة الجميلة تاجوج

ومن غرائب الأخبار في الحبّ قصة تاجوج جميلة تلك العصر وزوجها المحلق الّذي فرطَ بها فخسرها وقضى حياتهُ نادماً مُعذبَ اللبّ , عندما أحضر أحدهم ليختلس النظر إليها في مخدعها ليثبت للجميع مدى جمالها ودقة شعرهِ بها , فعلمتْ بالأمر ولبت طلبَ أن ترقص له واستحلفته أن يلبي طلبها عندما تنتهي . ومن شدة حبه لها وجنونهِ بها جعل قصتها على كلّ لسان ولبى طلبها وكان الطلاق الأبدي , وهنا تظهر المرأة العربية التي تتحلى بمكارم الأخلاق وترفضُ العيشَ مع رجلٍ لا يحترم خصوصيتها ولا يحفظ كرامتها وحياءها .

واليوم الغزل الفيسبوكيّ والإلكتروني وقصصه التي تنتهي بالفشلِ أو الموت والقلة منها تستمر . والمضحك في زماننا هذا محاولة بعضهم العودة إلى تلك العصور البائدة بأفكارهم السوداوية وظهور أسواق السبايا ومخالفة قانون الحياة وتعاليم الأديان التي تدعو إلى العفة والحشمة والتعفف في ميادين الحب . وبمتابعتي لآلاف المواقع الالكترونية والمجموعات التي تتغنى بالحب والبحث عن إشباع الرغبات الجسدية نجد الكم الكبير من الشباب العربيّ الذي يتهافت كالفراش للنار من ذكور وإناث حيث تخبو الكثير من القيم والأخلاق تحت شعار الحريّة الشّخصية ونفعل ما يحلو لنا

دون رادع أخلاقي همهم جمع الإعجابات والمال .

وأعجبني قول الشّاعر إبراهيم بن محمد المهلبي :

— كم قد ظفرتُ بمن أهوى فيمنعني منهُ الحياءُ وخوفُ اللهِ والحذرُ .

— كذلك الحبُّ لا إتيان معصية لا خير في لذّةٍ من بعدها سقرُ . يحملُ كلّ منا قصة حبّهِ التي قد تشبه واحدةً من تلك القصص أو تختلف عنها ولكنْ يبقى الحبّ هو السّر الأكبر للإنسان والداء الذي لا دواء له إلا بوصال المحبين . ويجب تضافر الجهود لحماية الشباب المراهق من السقوط في مهاوي الفسق والفجور .والدعوة للعلم والقيم الخلقية التي تحفظ كرامة الاجيال وترتقي بهم إلى درجات الإنسانية السمحاء .

طقوس الحبّ بينَ الأمس واليوم                                                   .

 1,504 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

عمر عوض الأسكندرية تغيرت للأفضل خاصة مع التطوير الشامل ولكن !!!

عمر عوض الأسكندرية تغيرت للأفضل خاصة مع التطوير الشامل ولكن !!! كتب/ أحمد حمدي أكد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: