عن الفضائل والأجر لدروب الخير

عن الفضائل والأجر لدروب الخير

الفضائل والأجر لدروب الخير

بقلم / محمـــد الدكـــروري

عن الفضائل والأجر لدروب الخير

اليوم : الخميس الموافق 4 يناير

إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا، يا ربنا لك الحمد أن أنزلت على عبدك الكتاب وأخزيت الأحزاب، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الوهاب، وحده لا شريك له رب الأرباب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المستغفر التواب، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله والأصحاب يا أرحم الراحمين، ثم أما بعد، إن دروب الخير كثيرة وحوائج الناس متنوعة ومنها إطعام الجائع، وكسوة العاري وعيادة مريض، وتعليم جاهل، وإنظار معسر، وإعانة عاجز، وإسعاف منقطع، تطرد عن أخيك هما، وتزيل عنه غما وتكفل يتيما، وتواسي أرملة، تكرم عزيز قوم ذلّ، وتشكر على الإحسان.

وتغفر الإساءة، وتسعى في شفاعة حسنة تفك بها أسيرا وتحقن بها دما وتجرّ بها معروفا وإحسانا، وكل ذلك تكافل في المنافع وتضامن في التخفيف من المتاعب، وتأمين عند المخاوف، وإصلاح بين المتخاصمين، وهداية لابن السبيل، فإن كنت لا تملك هذا ولا هذا فادفع بكلمة طيبة وإلا فكفّ أذاك عن الناس، فقد أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة” وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، والصدقة تطفئ غضب الرب.

وصلة الرحم تزيد في العمر، والمال إن لم تصنع به معروفا أو تقضي به حاجة وتدخر لك به أجرا فما هو إلا لوارث أو لحادث، وصنائع البر والإحسان تستعبد بها القلوب، والشحيح البخيل كالح الوجه يعيش في الدنيا عيشة الفقراء ويحاسب يوم القيامة حساب الأغنياء، فلا تكن أيها الموسر القادر خازنا لغيرك، ولقد فرض الله عز وجل على المسلمين زكاتين، زكاة الفطر وهي التي تؤدى بعد شهر رمضان، وزكاة المال في أجناس مخصوصة، وتدفع الزكاة في مصارفها الثمانية للفقراء والمساكين، ويسقط هذا الفرض عن الناس المعدمين الذين لايملكون شيئا، وأما عن الصوم فهناك الصيام المفروض وهو صيام شهر رمضان، ويعتبر شهر رمضان موسما عظيما تكثر فيه الطاعات وهو شهر مبارك تتنزل فيه الرحمة ويجدد فيه العبد عهده مع الله عز وجل.

ويتقرب اليه بالطاعات، ولصيام شهر رمضان فضائل عدة، فقد تكفل الله تعالى لمن صامه إيمانا واحتسابا بغفران ما مضى من ذنوبه وغيرها من الفضائل والأجر لمن صامه إيمانا بالله واحتسابا للأجر، والمسلم يصوم عن الطعام والشراب ويمتنع عن اللغو والنميمة والمعاشرة الزوجية وكل عمل سيء من طلوع الفجر، أي من أول وقت صلاة الفجر إلى غروب الشمس وهو أول وقت صلاة المغرب، ويقضي طوال يومه في عبادة وذكر وتلاوة للقرآن ودروس علم تعطيه زادا إيمانيا يكفيه بقية العام، ويسقط هذا الفرض عمن لا يقوى على صومه كمرض ألمّ به يلزمه بتناول الدواء أو كمريض قرحة المعدة الذي لا يقوى على المعدة الفارغة من الأكل والشرب.

 

عن الفضائل والأجر لدروب الخير

 688 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة رحلة نحو التغيير الإيجابي مؤخراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: