أخبار عاجلة

مسئولية الوالدين عن الولد

مسئولية الوالدين عن الولد

مسئولية الوالدين عن الولد

بقلم / محمـــد الدكــروري

مسئولية الوالدين عن الولد

الحمد لله الخالق لكل مخلوق، جعل الطين يرى يسمع ويشم ويذوق، وهب له العقل وهداه الطاعة والفسوق، وهيأ له الرزق وترك له الخيار في البر أو العقوق، فمن شكر فقد نجا ومن كفر بالنار محروق، نحمده تبارك وتعالى حمدا يكافئ الفضل المسوق، ونعوذ بنور وجهه الكريم من ظلم الحقوق، ونسأله أن يظهرنا على عدونا فإذا هو متبّر مسحوق، ونرجوه أن يتوفانا على حبه ويرزقنا لقاء الصب المشوق، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة التيقن والوثوق، شهادة الأمن إذا خسف القمر ولحق بالبصر البروق، هو الأول بلا بداية وما عداه مسبوق، وهو الآخر بلا نهاية وما سواه ملحوق، المهيمن على الملك والملكوت فلا شرود ولا مروق، الماسك للسماء بحلمه أن تقع فلا تصدّع ولا شقوق، المسخر للكواكب في أفلاكها.

فليس لأحد أن يعطل أو يعوق، المدبر للأمور من الأزل، فالحق يعلو وكل باطل مزهوق، قدر الأقوات لمن أطاع ومن عصى، فالكل بفضله ومن فضله مرزوق، وأشهد أن سيدنا محمدا صلي الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه ثم أما بعد إن الأولاد نعمة عظيمة أمتن الله بها على عباده، وإنما تكون نعمة حقيقية إذا قام الوالدان بحقها وحقوقها وأحسنا في رعايتها وقد جاءت نصوص كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم تبين المنهج الأكمل والطريق الأمثل في تربية الأولاد، فالأولاد نعمة من نعم الله عز وجل، وهذه النعمة رفعت الأكف إلى الله بالضراعة أن يكرم أصحابها بها، فقال الله عن نبي من أنبيائه ” رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ” وقال الله عن عباده الأخيار.

” والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ” فالأولاد والذرية تقر بهم العيون وتبتهج بهم النفوس وتطمئن إليهم القلوب إذا طابوا وقام الوالدان على رعاية الأولاد والعناية بهم وأداء حقوقهم كاملة على الوجه الذي يرضي الله عز وجل، وحقوق الأولاد قسمها العلماء إلى قسمين، القسم الأول ما يسبق وجود الولد، والقسم الثاني ما يكون بعد وجوده فالله حمل الوالدين المسئولية عن الولد قبل وجود الولد وحملهما المسئولية عن تربيته ورعايته والقيام بحقوقه بعد وجوده، فأما مسئولية الوالدين عن الولد قبل وجوده فإنه يجب على الوالد ويجب على الوالدة أن يحسنا الإختيار، فيختار الأب لأولاده أما صالحة ترعى حقوقهم وتقوم على شئونهم، أم أمينة تحفظ ولا تضيع.

وعلى الأم أيضا أن تختار زوجا صالحا يحفظ أولادها ويقوم على ذريتها فاختيار الزوج والزوجة حق من حقوق الولد، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ” تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك” أي بمعني اظفر بذات الدين حتى ترعى الذرية وتقوم على إصلاحها وتربيتا على نهج ربها، فاظفر غنيمة وفوز، وكذلك المرأة تختار الزوج الصالح الذي ترضى دينه وأمانته وخلقه وإذا أساء الرجل في اختيار زوجته ونظر إلى حظه العاجل من جمال ومال ونسي حقوق أولاده فإن الله يحاسبه حتى ذكر بعض العلماء أن الزوج لو أختار الزوجة وعلم أنها لا تحسن إلى ذريته من بعده فإن الله يحمله الإثم والوزر لما يكون منها من إساءة إلى ولده، وكذلك المرأة إذا لم تحسن الاختيار لزوجها، وعلمت أنه زوج يضيع حقوق أولاده وفرطت وتساهلت وضيعت فإن الله يحاسبها عما يكون من إثم ذلك الزوج وأذيته لأولادها.

مسئولية الوالدين عن الولد

 513 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

مقال × حدوته ولاد الجاحدة

مقال × حدوته ولاد الجاحدة  بقلم / هشــام ســطوحى ولاد الجاحدة هى روايتي الجديدة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: