أخبار عاجلة

ينابيع الحكمة في القلوب

ينابيع الحكمة في القلوب

ينابيع الحكمة في القلوب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ينابيع الحكمة في القلوب

اليوم : الثلاثاء الموافق 13 فبراير

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير وسبحانه وتعالي أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد إن من الوصايا التي تعين الآباء علي تربية الأبناء هو الحرص على تحفيظهم كتاب الله عز وجل فهذا العمل من أجلّ الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الوالدان فالاشتغال بحفظه والعمل به اشتغال بأعلى المطالب وأشرف المواهب، ثم إن فيه حفظًا لأوقاتهم وحماية لهم من الضياع والانحراف، فإذا حفظوا القرآن أثر ذلك في سلوكهم وأخلاقهم، وفجر ينابيع الحكمة في قلوبهم.

وأيضا أن تكون قدوة صالحة لأولادك فيقول الله تعالى ” وكان أبوهما صالحا ” فينبغي للوالدين أن يكونا قدوة صالحة لأولادهما في الصدق والاستقامة وجميع شؤونهم، وأن يتمثلا ما يقولانه، ومن الأمور المستحسنة في ذلك أن يقوم الوالدان بالصلاة أمام الأولاد حتى يتعلم الأولاد الصلاة عمليا من الوالدين، وهذا من الحكم التي شرعت لأجلها صلاة النافلة في البيت، وأيضا إبعاد المنكرات وأجهزة الفساد عن الأولاد فمما يجب على الوالد تجاه أولاده أن يحميهم من المنكرات، وأن يطهر بيته منها، حتى يحافظ على سلامة فطر الأولاد وعقائدهم وأخلاقهم، ويجدر به أن يوجد البدائل المناسبة المباحة، سواء من الألعاب أو الأجهزة التي تجمع بين المتعة والفائدة، حتى يجد الأولاد ما يشغلون به وقت فراغهم.

وأن تقدر مراحل العمر للأولاد فالولد يكبر وينمو تفكيره، فلا بد أن تكون معاملته ملائمة لسنه وتفكيره واستعداده، وأن لا يعامل على أنه صغير دائما، ولا يعامل أيضا وهو صغير على أنه كبير فيطالب بما يطالب به الكبار، ويعاتب كما يعاتبون، ويعاقب كما يعاقبون، وكذلك الجلوس مع الأولاد في المنزل فمما ينبغي للأب مهما كان له من شغل أن يخصص وقتا يجلس فيه مع الأولاد يؤنسهم فيه، ويسليهم، ويعلمهم ما يحتاجون إليه لأن اقتراب الولد من أبويه ضروري جدا، وله آثاره الواضحة، فهذا أمر مجرب، فالآباء الذين يقتربون من أولادهم ويجلسون معهم ويمازحونهم يجدون ثمار ذلك على أولادهم، حيث تستقر أحوال الأولاد، وتهدأ نفوسهم، وتستقيم طباعهم.

وهكذا فإن تربية الأبناء عمل عظيم، حري أن تبذل فيه الأوقات والأموال والطاقات، بل صار في هذه الأيام خاصة من الأمور المهمة والقضايا الملحة لما نراه من ضياع المبادئ والأصول عند كثير من أبنائنا وشبابنا واسأل بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا وأسواقنا تنبيك الخبر، واعلموا أن التربية هي امتداد لمنهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده والسلف الصالح، والناظر لواقع الأمة يجد وضعا سيئا لم يمر عليها طوال الأزمنة المتقدمة، لقد أوشكت أن تعدم كثير من المبادئ والأصول الإسلامية في بعض مجتمعاتنا وبالتربية يمكن معالجة هذا الوضع، وإيجاد الحصانة الذاتية لدى الولد، فلا يتأثر بما يقابله من شهوات وشبهات.

 

ينابيع الحكمة في القلوب

 476 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

مقال × حدوته ولاد الجاحدة

مقال × حدوته ولاد الجاحدة  بقلم / هشــام ســطوحى ولاد الجاحدة هى روايتي الجديدة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: