جريدة المساء العربي جريدة المساء العربي
مقالات مشابهة
زلفانة مدينة الحمامات المعدنية بولاية غرداية جنوب الجزائر.
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا
زلفانة مدينة الحمامات المعدنية بولاية غرداية جنوب الجزائر.
تفتتح موسم طبعة الأعراس الجماعية 20 العشرين لسنة 2024.
عادت زلفانة مدينة الحمامات المعدنية، مجددا إلى إعلان إنطلاق طبعة الأعراس الجماعية ومواصلة الأفراح وإحيائها في طبعتها 20 العشرين لموسم سنة 2024, بدخول إجتماعي أسري موفق بإذن الله.
مقدمة:
العرس الجماعي بالجنوب. تخفيف للتكاليف وفرصة للقاء الأصدقاء. في ظل التكاليف الباهظة وغلاء المهور, أصبحت الأعراس الجماعية محفزة الشباب لإكمال نصف الدين وتخفيف العبء عليهم. ومشروع تحقيق حلم مئات الأزواج من الفئات الفقيرة المعوزة المحرومة بتراب بلديات ولاية غرداية في كل سنة وفي كل طبعة من الطبعات.
بفضل الله وكبار المشايخ والأعيان والخيريين المحسنين وأهل البر والإحسان, وإقتناع الأهالي والعرسان بثقافة ترشيد النفقات و تقليل مصاريف الزواجو تجنب الإسراف, أصبحت الأعراس الجماعية عادة حميدة وتقليد راسخ، في ظل تكاليف الزواج الباهظة في الوقت الحالي بحيث بات الزواج مشروعا صعب المنال عند كثير من الشباب في ظل الظروف الصعبة الإجتماعية والإنسانية المادية. للكثيرين وخاصة لفئة الفقراء والبطالين أمام إنعدام فرص العمل وتواجده بصفة دائمة وقارة وأمام مشكلة السكن العويصة، الأمر الذي دفع بلجان المساجد والزوايا وبعض الجمعيات إلى السماح لأكبر عدد من الشباب والفتيات للزواج من خلال تنظيم الأعراس الجماعية, للراغبين في إكمال نصف دينهم. يهدف إلى ترغيب الشباب في إستكمال الخطوة التي باتت تبدو جد صعبة ويتخوف منها الكثيرون بدليل إرتفاع سن الزواج بالنسبة للجنسين.
ففي وقتنا الحاضر ومنذ عقود خلت، أصبح اللجوء إلى مشروع الزواج الجماعي حلا للمشكلة العويضة, في مكافحة تأخر سن الزواج وإنقاذ البنات من شبح العنوسة. التي باتت تعصف بالمجتمع الجزائري وتفتك بشبابنا.
إن الهدف من هذه التظاهرة هو تشجيع الزواج وفقا لقيمنا الإسلامية ومساعدة الشباب الذين يعانون من ضائقة مالية في توديع حياة العزوبية والإندماج في المجتمع قبل الوقوع في الإنزلاق وسلوك طريق الإنحراف لا قدر الله. كما يؤكد الواقع المعاش من خلال الجرائم المرتكبة والقضايا المعروضة على المحاكم.
تمسك بالعادات والتقاليد:
يتم تنظيم هذه الأعراس الجماعية الموجه للعائلات البسيطة وفقا للعادات والتقاليد العريقة للمنطقة والمستوحاة من طقوس الأجداد في التعاون والتضامن. وتشكل الأعراس الجماعية فرصة لتعزيز قيم التضامن والترابط الإجتماعي بمنطقتنا حسب عاداتنا الموروثة عن الأجداد.
العرس الجماعي بالجنوب عامة.
تخفيف للتكاليف وفرصة للقاء الأصدقاء.
إشتهر الجنوب الجزائري عموما وولاية غرداية جوهرة الواحات العريقة خصوصا. وإنتقلت إلى كافة ربوع بلدياتها وقراها وأحيائها. منذ القدم بتنظيم الأعراس الجماعية في كل موسم ربيع وصيف وغيره من الفصول حسب المناسبات والفعاليات، لأن المجتمع الجزائري الجنوبي. كان ومزال مجتمعا متضامن و متشارك في السراء والضراء وفي الأفراح والمسرات بطبعه، فقد كانت تغلب عليه الروح الجماعية لتطبع صفة التعاون والتآزر في كل الأوقات متجسدة في مجموعة من المظاهر, كالأعمال الزراعية الجماعية, والتويزة والرعى والمرحول الجماعي, والوعدات ( المعاريف) وتختتم بالأعراس الجماعية وعمليات الختان وتتويج حفظة كتاب الله.
مدينة زلفانة عاصمة الحمامات المعدنية
تبرز في الميدان أكثر من ذي قبل.
دأبت مدينة زلفانة كغيرها على تنظيم حفلات الأعراس الجماعية في كل سنة. بحيث تقوم بتزويج عشرات الشباب والشابات. وتعكف الطبعة على إعادة إحياء تلك العادات والتقاليد حفاظا على الموروث الثقافي وذاكرة التاريخ فخر الأباء والأجداد، التي كانت عرفا متجدر وسائد لدى المجتمع منذ القدم في المنطقة. خاصة مع العزوف الكبير عن الزواج من طرف الشباب. ويبقى السبب الرئيسي غلاء التكاليف والمهور وقلة الإمكانيات المادية لأغلب الشباب وتكون ترتيبات الزواج بنشر إعلانات عبر عدة جهات منها على سبيل المثال الشبكة العنكبوتية والفيس بوك وكذا الإتصال بجمعيات عديدة لإعلام الشباب الراغب في الزواج الجماعي. فيبدأ التوافد للتسجيل والظفر بكرسي بمنصة التتويج الجماعي ككل سنة من طرف المعوزين والفقراء واليتامى وذوي الإحتياجات الخاصة. فالمبادرة هي جماعية بالدرجة الأولى وشبابية خاصة. بحيث أن أغلب المتطوعين المجندين شباب يملأهم الطموح رافعين شعارهم يد الله مع الجماعة.
لقد إستقطبت هذه المبادرة التي نظمت تحت رعاية الزاوية القادرية في حي النور (الحسي). ومشاركة نسيج الحركة الجمعوية بحشود كبيرة من الحاضرين من عائلات وأسر وأقارب العرسان وأصدقائهم وضيوفهم الوافدين من كل جهات الوطن خاصة أن زلفانة مدينة سياحية ومحطة معدنية بالدرجة الاولى من الطراز الرفيع. بالإضافة إلى السياح والزوار.
وتم تنظيم هذه العرس الجماعي الذي صادف عطلة الربيع للموسم الدراسي 2023/2024 في جو من الود والتضامن والتكافل من طرف المحسنين والمتبرعين وذلك قصد توطيد علاقة الروابط الإجتماعية وترقية وتعزيز ثقافة التضامن في المجتمع بصفة عامة.
حضر فعاليات العرس الجماعي فضيلة شيخ الزاوية القادرية بورقلة وعموم إفريقيا الشيخ حسان الحسان. إلى جانب السلطات المحلية المدنية والأمنية وعدة ضيوف من المدن المجاورة وباقي جهات الوطن.
برنامج التظاهرة:
تضمن برنامج تظاهرة العرس الجماعي أمسيتي يومي الأربعاء والخميس مساءا،تتحفها فرقة البارود وإستعراضات الفروسية للفنطازيا وألعاب الخيل وفرقة المهاري وفقرات متنوعة تهدف لإحياء حفل مميز.
المأدبة التقليدية لعامة الناس سواسية لا فرق بن هذا وذاك:
في عشية الخميس ليلة الجمعة حسب عرف وتقاليد المنطقة. أقيمت مأدبة العشاء، المأدبة التقليدية طبق الكسكسي بالخضار واللحم. بطريقة ستة6 ستة6 جلسة أرضية يجتمع فيها جمع الحضور سواسية غني وفقير. مسؤول وشعبي وصاحب المستوى الرفيع والمكانة العالية والإنسان البسيط. جلسة لا مكان فيها للتميز ولا للإختبار ولا التفضيل بين هذا وهذا(جلسة تعرف بالعامية ستة6 ستة6 يرحمكم الله. جمع ركبة ونص. أيديك والكلاتة وربي يخلف على صاحبها)
ليلة العمر المنتظرة فرصة لا تعوض:
وبختام العشاء وكما جرت العادة أفتتح الحفل من تنشيط الإعلامي المميز الأستاذ غشي عثمان, الناشط الجمعوي, الشاب المهندس لعديد المشاريع والنشاطات المختلفة لاسيما الإعلامية الهادفة, خاصة بصمة للإعلام.
وكالعادة أفتتح الحفل بقراءة جماعية لسورة الملك تبارك، الفتح ويس. ثم شرع بعدها في تتويج العرسان 20 العشرين، على أنغام وأهازيج البردة للإمام البوصيري رحمه الله. مع تلاوة عطرة للطالب بن حمودة بشير من المدرسة القرآنية بزلفانة.
وحسب العرف السائد تم تتويج العرسان العشرون من طرف متوجيهم باللباس التقليدي الذي يثبت تأهيل المتزوج وتحمله مسؤولية إدارة مملكة الحياة الزوجية ويرمز للأصالة والأنفة والشجاعة والذود عن الشرف بما يحمله من موصفات طقوس التراث المحلي وتقاليده العريقة المتوارثة أبا عن جد منذ قديم الزمن بدون تغيير ولا تفريط.
وككل مناسبة ذات حدث هام شهد الحفل تدخلات لمعتمد الائمة بدائرة زلفانة فضيلة الشيخ الأستاذ محمد أونجا. الذي قام بتقديم بعض النصائح والتوصيات والإرشادات للعرسان الجدد ولأهالي والعائلات المتصاهرة ولكافة المجتمع.
كما عرف هذا الحدث الجماعي المبهر حضور فرقة إبتهال الثقافية للإنشاد والمديح الديني بزلفانة. الفرقة التي أثبتت مكانتها بكل جدارة وإستحقاق وذاع صيتها وأفتكت مؤخرا مرتبة مشرفة بمهرجان الإنشاد بورقلة. الفرقة التي شاهدت ميلادها وأول نشاط لها بمتليلي في صائفة الإنشاد يومها بمدرسة ابن باديس الإبتدائبة وبنشاط ثاني بابتدائية الشهيد محجوب الطيب بمتليلي الشعانبة منذ عشرية خلت. بحيث أطربت الحضور بوصلة إنشادية منتقاة بأحسن المقامات والطبوع تماشيا والحدث وحرمة الجمع وذوقه الرفيع.
تكريمات:
وبالمناسبة ككل حدث تم تكريم العرسان المتوجين رفقة ثلاثة براعم من حفظة كتاب الله ومستظهريه وبعض الشخصيات منهم الأستاذ إسماعيل عجيلة والطبيب بشير النايلي, نظير مجوداتهم المبذولة على ما قدموه لمدينة زلفانة .ولرئيس البلدية ولفيضلة الشيخ معلم القرآن الأستاذ الهيذب جلول ولنادي خيول شباب زلفانة وفرقة إبتهال.
وبختام الأمسية على وقع التهاني والتباريك والصور التذكارية أسدل الستار على الطبعة 20 للعرس الجماعي بزلفة لسنة 2024.
زلفانة مدينة الحمامات المعدنية بولاية غرداية جنوب الجزائر.
163 إجمالي المشاهدات
