جريدة المساء العربي جريدة المساء العربي
انتصار أكتوبر بعد 50 عاما:
ستظل الانتصارات القومية علامة فارقة في حياة الشعوب، وسيظل انتصار أكتوبر هو الانتصار الأعظم في المنطقة العربية والعالمية في المنتصف الثاني من القرن ٢٠ وحتى تاريخه، والاحتفال به هو احتفال مزدوج المعنى، فقد حطم وهم الآلة العسكرية والتى كانت تظن أنها لا تقهر، وأعاد للجندى المصرية كرامته وهيبتهه، وأعاد للمنطقة أمنها واستقرارها، والانتصارات الوطنية في حياة الشعوب لا يقطعها تقادم، ولا تنسى بمرور الزمن، لأن فيها ذكرى لأرواح طاهرة ذكية قدمت ومزجت بتراب هذا الوطن، وأي ضال أو مضل ينتقص من تلك الدماء ،أو يحاول طمسها أو دمسها، فليفتش في سريرته، وليعيد حساباته مع نفسه وربه، الاحتفالات التى تتم في الوطن من أقصاه إلى أقصاه هي وإن كانت تعبيرا عن فرحة انتصار مر، لكنه أيضا إحياء لذكرى شهداء أبرار ضحوا بأغلى شيء، وهو حياتهم، وهي أغلى وأعظم تضحية، بأن تقدم روحك على يدك هدية لوطنك ، لكى يعيش غيرك، حافظوا على هذا الانتصار، ولا تستهينوا أو يبث أحد الهون في نفوسكم، هذا الانتصار ميراث أرواح طاهرة نقية ذكية، شباب كان يخطط لمستقبل وزوجة وأولاد وحياة، لكنه أبدى رغبته أن يحصل على شهادة أخروية، أراد أن يحصل على شهادة من رب العباد لا من العباد، ونحن من هنا وبعد مرور 50 عاما ، نقول لهم أرواحكم لم تذهب سدى، وسنظل نحافظ على العهد إلى أن نلقاكم.
تحية لهؤلاء المصابين، والذين حصلوا على شرفي النصر والحياة، تحية لهم أن قدموا جزءا من أجسادهم فداء لهذا الوطن.
تحية لتلك الأسرة الزوجة والتى ترملت وتكبدت وضحت ، واستمرت وارتضت أن يكون الوطن أمنها وأمانها وافتدت به زوجها.
تحية لهذه الأم وهذا الأب والذين قدما أغلى ما لديهم ، فلزة كبدهم، نظير أن نحيا ويحيا هذا الوطن.
تحية لهذا الابن البار بأبيه، والذي تيتم في مقتبل عمره، وارتضى أن يحيا يتيما عزيزا ، نظير أن نحيا ويحيا معه هذا الوطن.
تحية لأسرة القوات المسلحة والشرطة المصرية الباسلة، والذين حافظوا على هذا الانتصار، وأخذوا العهد والميثاق، على أنفسهم بتقديم أرواحهم ، وأن يكونوا رهن إشارة الوطن، على مدار الأعوام والسنون التى مضت ، بأنهم لم ولن يتخلوا، وإن يحافظوا على هذا الانتصار، حتى نحيا ويحيا هذا الوطن.
تحية لكل الأمناء والشرفاء من ابناء هذا الوطن، والذين يستثمرون عقولهم، ويوجهونها لتنمية هذا الوطن.
كل عام والشعب المصري والقيادة المصرية بكل الخير.
د محمد رشدى إبراهيم
عميد كلية الحقوق جامعة جنوب الوادى بقنا.
1,024 إجمالي المشاهدات
