جريدة المساء العربي جريدة المساء العربي
هل المُستحيل مخلُوق من صُنع الله !!
بقلم / عمـــاد الســـعدني
هل المُستحيل مخلُوق من صُنع الله !!
سؤال مُهم قد لا يخطُر في ذِهن الكثير من الناس وهو المُستحيل ، ولماذا نُردد هذة الكَلمة بصفة مُستمرة في حياتنا اليومية ، سواء في المنزل أو العمل أو الأصدقاء والأقارب المُحيطين بنَا ، ونَستخدم هذا المُصطلح بِجدية فائقة وكأنه يُذكر في القرأن الكريم .
نرى شخص كان يُحب بكُل مشاعره النبيلة ويعيش قصة من الوفاء يُحسد عليها من الجميع ، ويثرثر بكلمات من طيب عن محبوُبه الجميل ويَصفُه دائمًا بالملَاك والعوض الذي أهداه الله إياه ، وبعد بُضعة قليلة من الزمن يغدُر به المحبوب ونراه حَزين يتألم من أوجاعُه وكأنه شارد الفكر لا يُصدق ، وعند سؤاله مابكَ ينظُر لك بكُل خُزلان قائلًا أرأيت ماذا فعل بي من كُنت أعشقُه ، ومن هنا يبدأ بكلمة “مُستحيل” أنه يفعل بي هذا وذاك ، ومن صدمته وحَصرته علي نفسه يخجل أن يبخث بمن كان يُمجد فيه أمام الناس حتي لايُشاهد في أعينهم الشماتة .
وأخر يُعامل الجميع بالود والعِرفَان ويخلص لهم في كُل الأمور الذي تتعلق به من ثقة ليس لها حدود ، وعندما يدخله إحساس بشخص ما أنه يَمر بضيق يكون أول من يَرمي له طوق النجاة مُتخوفًا عليه وعلي أسرته أن يمسسهم قرح ، ويقوم بمُساعدة الكثير بدون مقابل وهو يعتقد في نفسه بالإطمئان والأمان بمن حوله ، وعند حدوث أول كارثة تَمسُه ويعلم بها كُل من يُحيطه يتبخرون كالماء الساخن ، فينصدم ويندهش من الموقف وكذلك لاينطق لسانه إلا بكلمة واحدة وهي “مُستحيل” أن يفعلوا معي ذلك بعد أن هديتهم كُل جميل .
وهناك من يُحب الخير للجميع ويدعوا لهم بالصحة وراحة البال وسعة الصدر والبركة في الرزق ، ويسعد قلبه عندما يري أشخاص ناجحُون في حياتهم ويدعمهم بكُل ما بإستطاعته من جُهد وعمل وإسناد بكُل معاني اسماء الحُب ، ولو رأي بعضهم يُعانون في دُنياهُم ، يَرفع يده للسماء ياالله فُك كرب عبادك الضُعفاء ، ويَحس بعجزه عن مساعدتهم وكأنه هو المُصاب ، وحينما ينجح هو ويسعد ، لا يري منهم إلا الحقد الدفين والغِل والحسد وكأنهم يتمنون من الله زوال نعمته عليه ، فيُعجب لهذا الأمر ما الذي أراه من طبع بني ادم ، ويَظُن نفس الشئ أنه كان من “المُستحيل” أن يري ردة الفعل هذا ونسَي إن بعض الظن إثم .
عزيزى القارئ لقد أحسست الأن وانت تقرأ هذا المقال أن بعض هذه الأشياء قد مَررُت بها ، وخُذلت سواء من حبيب أو زوج أو زوجة أو صديق أو زميل في العمل وأحيانًا يكون أخ أو أب أو إبن أو أقرب الناس لك ، ورُبما ذكرت نفس الكلمة عدت مرات وهي “المُستحيل” وصدمت كثير في حياتك من أشخاص كنت لا تتوقع منهم الغدر ولا الخيانة ولا الكُره والحقد والغِل والحسد والنميمة وتشويه سُمعتك بين الناس بالباطل .
” المُستحيل ليس مخلوق من صُنع الله ، ولا هو كائن نراه حتي بالعين المُجرده ، بل هو من صنع الإنسان وتوارثه جيل بعد جيل ، متخليش المستحيل يسُوقك نحو اناس خطأ ويقُلك مُستحيل يفعلوا ذلك معك ، أو مُستحيل تقدر تبعد عنهم ، اللي خانك مره هيخونك ألف مره ، واللي بيحبك مش هيقدر يستغنى ولا يبعد عنك ، المُستحيل ممكن يفقدك الأمل في نفسك وحلمك إنك تقابل أشخاص من جديد يكونوا طيبين مثلك ، ليه تخلي المُستحيل يتجرأ عليك ويكون صديقك المُقرب أو واحد من أهلك ويسيطر علي فكرك ، المُستحيل ممكن يهدك ويكسرك ، المُستحيل كلمة إخترعناها وقادرين إننا نمحيها من قاموس الحياة ، وللمقال بقية .
هل المُستحيل مخلُوق من صُنع الله !!
960 إجمالي المشاهدات
