مقالات ووجهات نظر

إنهم يثقبون جذور أشجارنا

إنهم يثقبون جذور أشجارنا

إنهم يثقبون جذور أشجارنا 

بقلم/ أحمد الجرف

يطل علينا فى هذة الأيام مطالعات غريبة على فكرنا وثقافتنا . لأناس منا يظنون فى أنفسهم الفهم العميق والمستنير ينبشون فى جذور أشجارنا الثابتة الوارفة الأوراق والثمار .

ظاهرهم أنهم يزرعون الفكر . ولكن باطنهم والمتأمل لحالهم يراهم يثقبون الجذور والبذور ويفسدون الأشجار من جذورها . كيف يصير تجديد الأفكار فى هدم الثوابت التى أقرها الله .

إنهم مدعون للثقافة والفكر . يدغدغون افكار السائرون الجدد على طرقات الهداية الذين يتلمسون الطرق وحديثوا السن والفكر . يقبلون عليهم إقبال ذئاب المراعى القاحلة ليصبوا عليهم أفكارا تبعدهم عن الطريق الصحيح.

ولكن المتأمل لحال هؤلاء الذئاب يدرك انهم لا يقدمون دينا ولا فكرا .

إنما يقدموا زعزعه فى الأفكار وتشويشا للثوابت . فقط لمجرد تركك حائرا بين ما تعتقد وما تشك فية فإذا صرت بلا عقيدة راسخة ولا فكر متزن .

ظهر نسقهم الثانى أخرون يقدمون لك شاذ الأفكار وأنت فى هذة الحالة من التخبط فتتلقفها تلقف المريد الباحث عن الحقيقة . فإذا هى سم زعاف .

الحقيقه أنهم فقط الطليعة . وما أن يتموا دورهم فى زعزعه أفكارك وثوابتك الدينية والعقائدية حتى يظهر جيل من المحدثين المتنورين الذين يملوون فراغ أفكارك التى هدمتها بنفسك بعد إعتناقك أفكار هؤلاء المخربين .

إنهم يتكررون فى كل زمان ومكان بين الطوائف ومدعى الفكر الحر . إن أسهل الطرق فى هدم الأمم ان تلعب بثوابتها المتجزة .التى بنيت منذ سنين .

وإنما يبنى التنوير بالعلم وتوضع اغلى نفائس العقد بعد صنع العقد اصلا . ويستكمل النقش على الاحجار بعد بناء الجدران أولا فكيف بمن يأتى ليقول دعونا نهدم الجدار لنعيد نقشة .

فقط تعلم مهنه البناء أولا ومهنه النقش ثانيا ثم حدثنى أستمع إليك .إن الإنسان بطبعة أجوف يبحث عن ما يثقلة ولهذا حكمة ربانية فإن ثقل الانسان فى أن تصل الى الله فى رحلة لا تنقطع من البحث كرحلة الخليل إبراهيم عليه السلام حتى أهتدى الى الله .

هذا الفراغ الروحى لا يزال يؤرق الإنسان ويبحث عما يسدة . ولهذا بعث الله عز وجل الرسل ليسد هذا الفراغ الروحى بصحيح المعتقد .

فإذا كانت فترات بين الرسل بحث الناس عما يسد ذلك الجزء فعبدوا الاشجار والدواب والاحجار . هذا المكون يلح على الانسان طوال الوقت .

لذلك قرأ هؤلاء المخربون ذلك المشهد جيدا وبدأو فى سحب ذلك الراسخ من المعتقد لا ليقدموا بديلا متزنا للأفكار وإنما فقط ليحدثوا زلزالا فى الافكار تصل الى الخواء الروحى الذى يلزمه سد.

هذة الخلخلة مدمرة للشعوب واقوى من الهزائم فى الميدان الحروب . وليس المقصود هنا فقط العقيدة الإسلامية . وإنما ضرب اى معتقد روحى للمعتقدين فية وتصير هناك حالة من الارتباك إلى أن يملئ الفراغ من جديد .

هذة الحالة من الإرتباك هى الموجة الجديدة من حروب الجيل الرابع فى بلادنا بعد فشل مخطط مايسمى بثورات الربيع العربي . نتيجة ثبات المعتقد والأفكار هزموا شر هزيمه .

هنا أدرك هؤلاء أن الطريق الواحد فى النيل منا أن نصل الى حالة الخواء فى الروح . هنا فقط لن يفكر الجندى فى الفداء لوطنة ولا التضحية من اجلة ولن يفكر المهندس فى بناء بلدة وسيذهب إلى من يعتقد انه يقدر علمة بالمال دون وطنية وسيترك الطبيب قسم أبو قيراط ليبحث عن المال حتى لو بتجارة الاعضاء

..فى النهاية لابد وأن تتدخل الدولة لوقف تلك الموجه هذا ليس فكرا ليقاوم بالفكر انهم يثقبون جذور ثقافتنا ومعتقداتنا بغير علم .

فقط توجههم الدولة قصرا الى الأزهر للدراسة يدرسون فيه علوم الحديث والتراث تحت إشراف جهات متخصصة وبعدها يناقشون . اما قبول هذا فهو نوع من السفة الغير مقبول .

ماذا لو تحدث هؤلاء عن الكرة فى مصر لخرج إليهم الجماهير والاف المشجعيين . ماذا لو تحدثوا عن الموسيقى لخرج إليهم كل المدافعين .

الأن أقول لقد إختاروا أن يعبثوا بأخر المجالات التى ليس لها مدافع حقيقى فقط أناس بسطاء ليسوا ذوى سطوة أو سلطة يدافعون عن الدين فى أروقه الأزهر يعرفهم العالم ولا نعرفهم .

آن للدولة أن تساند الأزهر للوقوف فى وجه هذة الحملات الممنهجة للنيل من الثوابت لتظل أشجارنا وثمار مستقبلنا يانعة حفظ الله مصر من كل شر.

إنهم يثقبون جذور أشجارنا

Loading

احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى