حافظوا على الصلوات

حافظوا على الصلوات

حافظوا على الصلوات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

حافظوا على الصلوات

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، ثم اما بعد، يبعث الله سبحانه وتعالى الخلائق إلى أرض المحشر بعد نفخة البعث أو النشور، ويكون النفخ في الصور في يوم جمعة، ويُصعق مَن في الأرض والسماء عند النفخ في الصور إلا مَن شاء الله له ألا يُصعق، ومن باب النصيحة نقول لمن هجر بيوت الله فلم يأتها إلا في المناسبات كالجُمع والأعياد، لقد فاتك خير كثير وفوت على نفسك من أسباب السعادة الكثير، فتدارك ما فاتك، ولازم الجماعات، وحافظ على الصلوات حيث ينادى بهن، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، السعادة في معاملة الخلق أن تعاملهم لله، فترجو الله فيهم.

ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم، ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافئتهم، وتكف عن ظلمهم خوفا من الله لا منهم، وقال رحمه الله وإذا أحسن إلى الناس فإنما يحسن إليهم ابتغاء وجه ربه الأعلى، ألا يطلب منهم جزاء إذا أحسن إليهم فالله جل جلاله، هو الذي منّ عليه بذلك، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ويعلم أن الله قد منّ عليه بأن جعله محسنا، فيرى أن عمله لله وبالله، فلا يطلب ممن أحسن إليه جزاء، ولا شكورا، ولا يمنّ عليه بذلك، فإنه قد علم أن الله هو المان عليه، إذ استعمله في الإحسان، فعليه أن يشكر الله، إذ يسره لليسرى، وأن يستر عيوبهم فيستر الله عليه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة” متفق عليه، وقال العلامة ابن باز رحمه الله، هذا هو المشروع.

وهو إذا رأى الإنسان من أخيه في الله عورة، يعني معصية فلا يفضحه ولا ينشرها بين الناس، بل يسترها عليه، وينصحه ويوجهه إلى الخير، ويدعوه إلى التوبة إلى الله من ذلك، ومن فعل هذا وستر على أخيه، ستره الله في الدنيا والآخرة، لأن الجزاء من جنس العمل، أما الذين يظهرون المعاصي ولا يستحون يظهرونها بين الناس، فهؤلاء فضحوا أنفسهم، فليسوا محلا للستر، فإنه ليس محل الستر من أظهر فاحشته وأعلنها، وقال أحد السلف أدركت قوما لم يكن لهم عيوب فذكروا عيوب الناس فذكر الناس لهم عيوبا وأدركت قوما كانت لهم عيوب فكفوا عن عيوب الناس فنُسيت عيوبهم، وكذلك عدم فعل عبادة رجاء مدحهم أو خوفا من ذمهم، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لا تفعل شيئا من أنواع العبادات، والقرب لأجلهم، رجاء مدحهم، ولا خوفا من ذمهم، بل ارج الله، ولا تخفهم في الله.

فيما تأتي وما تذر، بل افعل ما أمرت به، وإن كرهوه فإذا أرضيتهم بسخط الله، لم تكن موقنا لا بوعد الله ولا برزقه، فإنه إنما يحمل الإنسان على ذلك إما ميل إلى ما في أيديهم من الدنيا، فيترك القيام فيهم بأمر الله، لما يرجوه منهم، وإما ضعف تصديق بما وعد الله أهل طاعته، من النصر والتأييد والثواب في الدنيا والآخرة، فإنك إذا أرضيت الله، نصرك ورزقك وكفاك مئونتهم، فإرضاؤهم بسخطه إنما يكون خوفا منهم، ورجاء لهم، وذلك من ضعف اليقين، وإذا لم يقدر لك ما تظن أنهم يفعلوه معك، فالأمر في ذلك إلى الله، لا لهم، فإنه ما شاء كان، وما لم يشاء لم يكن، وكذلك أن يحب لهم ما يحب لنفسه، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما إني لآتي على الآية من كتاب الله، فلوددت أن الناس يعلمون أكثر مما أعلم، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين، في أي أرض يعدل في رعيته، فأفرح به.

ولعلي لا أتحاكم في قضية واحدة، وإني لأسمع أن الغيث أصاب بلدا من بلدان المسلمين، فأفرح به، ومالي به من سائمة، وكذلك العدل معهم وإن كان يبغضهم، فقد قال سبحانه وتعالى فى سورة المائدة ” ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى” وقال ابن كثير رحمه الله أي لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل فيهم” وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال، أفاء الله عز وجل خيبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كانوا عليه، وجعلها بينه وبينهم، فبعث عبدالله بن رواحه، فخرصها عليهم، ثم قال لهم يا معشر اليهود، أنتم أبغض الخلق إليّ، قتلتم أنبياء الله عز وجل، وكذبتم على الله، وليس يحملني بُغضي إياكم، على أن أحيف عليكم، قد خرصت عشرين ألف وسق من تمر، فإن شئتم فلكم، وإن أبيتم فلي، فقالوا بهذا قامت السماوات والأرض قد أخذنا فاخرجوا عنا” رواه أحمد.

 

حافظوا على الصلوات

 685 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

كثرة النوم وعلاقته بالاكتئاب وبعض النصائح للخروج منه

كثرة النوم وعلاقته بالاكتئاب وبعض النصائح للخروج منه كتبت دكتورة/ شيماء رضا العزبي “استشاري صحة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: