مقالات ووجهات نظر

صالحين لا يدخلون الجنة

صالحين لا يدخلون الجنة

صالحين لا يدخلون الجنة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

صالحين لا يدخلون الجنة

اليوم : الأحد الموافق 14 يوليو 2024

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم ورحمة الله للخلق أجمعين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن أهل الأعراف هم صنف من الناس لم يدخلوا الجنة بعد، ولكن هم يطمعون، ويرجون من الله عز وجل أن يدخلوها وأن الله الكريم الرحيم لم يذكر أنهم طمعوا في دخول الجنة إلا أنه سبحانه وتعالى سوف يحقق طمعهم ورجاءهم، وسوف يدخلهم الجنة بإذنه سبحانه وتعالى، ثم نادى أصحاب الأعراف على أصحاب من أهل النار يا فلان يا هامان يا فرعون، يا قارون أيها الظلمة ما أغنى عنكم جمعكم في الدنيا كانت لكم جموع وقوة وأموال ومناصب، أين هي؟

لم تغني عنكم شيئا، ماذا استفدتم من الأموال التي أمضيتم أوقاتكم لأجلها، التي حاربتم المسلمين وحاربتم أهل الخير ومنعتم الخير لأجل تلك الأموال وجمع الرجال؟ نراكم الآن أذلاء؟ أين جبروتكم؟ أين تكبّركم؟ وقال ابن عباس رضي الله عنهما لما صار أصحاب الأعراف إلى الجنة، طمع اهل النار بفرج بعد اليأس، فقالوا ياربنا، إن لنا قرابات من أهل الجنة، فأذن لنا حتى نراهم ونكلمهم، فأمر الله الجنة فتزحزحت، ثم نظر أهل جهنم إلى قراباتهم في الجنة وما هم فيه من النعيم فعرفوهم، ونظر أهل الجنة إلى قراباتهم من أهل جهنم فلم يعرفوهم، وقد اسودت وجوههم وصاروا خلقا آخر، فنادى أصحاب النار أصحاب الجنة بأسمائهم وقالوا ” أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله” وينادي الرجل أباه أو أخاه فيقول له قد احترقت فأفض علي من الماء فيقال لهم أجيبوهم.

فيقولون ” إن الله حرمهما علي الكافرين” وذلك جزاء لهم على كفرهم بآيات الله، واتخاذهم دينهم الذي أمروا أن يستقيموا عليه بزينتها وزخرفها وكثرة دعاتها، فاطمأنوا إليها ورضوا بها، وأعرضوا عن الآخرة ونسوها‏، فكأنهم لم يخلقوا إلا للدنيا، وليس أمامهم عرض ولا جزاء‏، وكانت نتيجة هذا اللعب واللهو وحب الدنيا أنهم جحدوا بآيات الله البينات، فتخيل انك في يوم القيامة والخلائق موقوفون للحساب وقد حان وقت الفصل بينهم وبينما أهل الجنة ذاهبون اليها متشوقون وأهل النار اليها يساقون وجدت نفسك في مكان ربما لم تتخيل نفسك فيه، أو ربما لم يخطر لك ببال أبدا ، أتعرف أين أنت الآن؟ انك واقف على الأعراف، لقد تساوت حسناتك وسيئاتك وبقيت في هذا المكان حتى يفصل الله عز وجل في أمرك، تخيل نفسك وأنت تقف وتنظر لأهل الجنة.

وهم ينعمون وتتمني أن تكون معهم والى أهل النار في السموم والزقوم وتدعو الله عزوجل أن لا يجعل مصيرك مثلهم، وإن الإيمان بالله سبحانه وتعالي هو اليقين التام بأن الأمر كله بيد الله عز وجل، وأن المؤمن هو من يستشعر وجود الله سبحانه وتعالى معه، في حياته كلها بحركاته وسكناته، في فرحه وحزنه، وشدّته ورخائه، فيوقن حق اليقين أن الله تعالي هو مدبر الأمور ومسيّرها، وكل شيء في الكون يسير بحكمة الله تعالي وأوامره بدقة تامة، ولهدف معيّن قد يعرفه الإنسان وقد يجهله ويبقى السبب الحقيقي في علم الغيب عند الله، أما إن كان سبب الحدوث مجهولا فإن المؤمن الحق يبقى على يقين بأن الله لا يدبّر لعباده إلا ما كان فيه خير لهم، فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم.

“عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له” وشعور اليقين بالله هو شعور الراحة المطلقة للمرء، فهو يَطمئن لما تمرّ به حياته ولما يحدث معه، لا يقلق من غده ولا مستقبله، فيشعر بأن الله بجانبه يرعاه برعايته ويدبّر له الأمر وييسّر له الرزق.

 

صالحين لا يدخلون الجنة

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى