اخبار المحافظات

(عاشوراء ! وتأشيرة الخروج)

بقلم/ محمد سمير خيال

 

 (عاشوراء ! وتأشيرة الخروج)

 

في مثل هذا اليوم من قديم الزمان خرج بني إسرائيل من مصر بقيادة سيدنا موسى عليه السلام وأخيه هارون عليه السلام بعد أن أمره الله ﷻ بذلك ونجاهم من فرعون وأغرقه مع جنوده .

– لقد كانوا بمثابة عمالة أجنبية تعمل في الدولة المصرية مؤقتاً ولمدة 400 عام تقريباً لقد عملوا عبيد في خدمة فرعون ثم جاءت لهم تأشيرة خروج نهائي ليغادروا البلاد المصرية ويعودوا إلى بلادهم التي كانوا قد تركوها من قبل ليدخلوا في عهد إقامة سيدنا يوسف عليه السلام بمصر حيث سمح لإخوته الأسباط أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام بالدخول والإقامة بمصر حتى تكاثروا وانتشروا بالبلد.

-استدل بذلك من حديث النبي محمد ﷺ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأناسٍ مِنَ اليهودِ وقد صامُوا يومَ عاشوراء فقالوا: هذا اليوم الذي نَـجَّى الله فيه موسى وبني إسرائيلَ منَ الغرق، وغرقَ فيه فرعون، وهذا اليوم استقرتْ فيه السفينةُ على الجوديِّ فصامَه نوحٌ وموسى شُكرا لله عز وجل، فقال النبيُّ ﷺ إنا أحقُّ بموسى وأحقُّ بصومِ هذا اليوم) رواه أحمد.

-إن هذا اليوم العظيم له قدسيته عند الجميع ، هذا اليوم الموافق 10 من شهر محرم أول شهر بالتقويم الهجري عند المسلمين ولذلك سمي (يوم عاشوراء) هو أيضاً اليوم الموافق 10 شهرتشري أول شهر بالتقويم العبري عند اليهود.

-كما قال الله ﷻ في القرآن الكريم:

۞ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ۞{طه: 77}

-كما هو مذكور في الكتاب المقدس عند اليهود والمسيحين :

«إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ.. فَالآنَ هَلُمَّ فَأُرْسِلُكَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَتُخْرِجُ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ» الآيات 7- 10 الإصحاح الثالث – سفر الخروج.

-لذلك ستجد فضل صيام هذا اليوم العظيم ولأن إله الكون واحد ورب الكائنات واحد والدين واحد لكن الشرائع تعددت وبرغم ذلك تجدها تشترك في بعض التعاليم مثل الصيام كما قال الله ﷻ :

۞يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ۞سورة البقرة الأية 183

-وفي الجاهلية قريش كانت تصوم يوم عاشوراء وكانوا يحتفلون في يوم عاشوراء ويعيدون ويكسون الكعبة، وعللوا سبب هذا بأن قريشًا أذنبت ذنبًا في الجاهلية، وأرادوا التكفير عن ذنبهم، فقرّروا صيام يوم عاشوراء، فصاموه شكرًا لله على رفعه الذنب عنهم.

– عن أبي قتادة رضي الله عنه، أنّ النّبي ﷺ قال: «صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السّنة التي قبله» أخرجه مسلم.

-هذا يجعلنا نتامل أهمية صيام المسلمين هذا اليوم الذي يغفر الله به الذنوب والخطايا وحتى عند اليهود يسموه (هكيبوريم ) أو(يوم الغفران) ومعناه يوم التكفير ويصوموه أيضاً من أجل أن يكفر الرب خطاياهم .

– لقد كان من المدهش والعجيب أن صادف يوم 6 أكتوبر1973م موافق10رمضان وموافق 10 تشري (عيد الغفران) عند اليهود، وكأن الرئيس الراحل محمد أنور السادات رحمة الله عليه أراد أن يضرب قواتهم المحتلة لسيناء ويخرجهم من أرض مصر في نفس اليوم الذي يحتفلون فيه بخروجهم من مصر ونجاتهم من بطش فرعون وجنوده الذي أغرقهم الله في البحر.

 

(عاشوراء ! وتأشيرة الخروج)

(عاشوراء ! وتأشيرة الخروج)

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى