غير مصنفمقالات ووجهات نظر

مقال × حدوته أبـناء نــوح – الجزء الأول

مقال × حدوته أبـناء نــوح – الجزء الأول

 

مقال × حدوته أبـناء نــوح - الجزء الأول

 

كتب/ هشام سطوحي

 

المقدمة..

من مجرم محترف الإجرام مطلوب لدى الإنتربول الدولى ، إلى أب فاضل صالح مسؤول عن ثلاثة أبناء ،

كل إبن له ديانة مختلفة ( اليهودية – المسيحية – الإسلامية ) يعيشون تحت سقف واحد.

كيف كانت البداية والسبب الذي جمعهم ، وكيف كانت الحياة والتعامل بينهم.

كل هذه الأسئلة سوف نعرف أجابتها على مدار اربع مقالات متتالية ، وأتمنى أن تصل الفكرة والهدف.

في أوائل الألفية الجديدة وبالقرب من ميناء بيرايوس اليوناني ، تبدأ مطاردة مثيرة من الشرطة اليونانية التي تحاول القبض على أحد اللصوص المشتبه به بعد وجوده بالقرب من بنك تم السطو عليه حالًا ، أستخدم فيها المجرم خبراته ومهاراته ودهائه في الهروب والتخفي ،

وكأنه رتب لكل شيء بمنتهى الدقة والأحكام و أستطاع أن يدخل الى الميناء بعد أن بدل ملابسه وغير هيئته وأصبح رجل ذات هيئه وقورة وملابس ملائما .

 أقترب وبكل ثقة إلى مكتب إنهاء الإجراءات للإلتحاق بالسفينة السياحية والتى كانت ترسو في الميناء ،

من نوعية الرحلات السياحية التى تزور أكثر من اثنان وعشرون مدينة مختلفة حول العالم ، وكانت وجهتها القادمة هى مدينة بورسعيد المصرية.

وبعد أن استقر بالسفينة متخفيًا بشخصيته الجديدة ، بدأت السفينة بالتحرك ، و أطمئن أنه أصبح في أمان بدأ يخرج ويتجول في أدوار وأماكن السفينة بشكل طبيعي وكأنه أحد السائحين.

وعلى سطح السفينة وقف ينظر بتأمل إلى البحر و عقلة يستعرض ذكرياته وكأنه شريط سينمائي يمر أمامه وما عاشه في طفولته التعيسة البائسة ،

لص صغير يسرق أي شىء ثم يجتهد ويتعلم ويثقف نفسه ويصبح مجرم دولي محترف له سمعة في عالم الجريمة و المافيا ،

يجيد ويتقن ويتحدث كثير من لغات العالم ، لا تعتبره متخصص في نوعية جريمة واحدة فهو متنوع ، نصب سطو وإذا وصل الأمر للقتل لا يتردد المهم عنده إنجاز المهمة ،

لا يوجد شيء يصنف جريمة أو ضد القانون إلا وفعله و بإتقان ، لا أحد يعرف جنسيته الحقيقية وإلى أى ديانة ينتمى.

نعود معه وهو لايزال متأثرا بذكرياته ولكن بسرعه أخرج من ملابسه كيس جلدي فحصه ، به كمية من حبات الماس ليست بالقليلة وعدد من جوازات السفر تخصه ،

يبتسم بتفاخر و كأنه يجد لنفسه مبرر أو مقابل وثمن لكل أفعاله المشينة التى فعلها ، وهى الثروة الكبيرة التى جمعها من هذه الأفعال.

ولم يخرج من حالته إلا بسماع أصوات أطفال ثلاثة عمرهم ما بين الرابعة والخامسة كانوا يلعبون و يلهون حتى أقتربوا منه ، ينظر إليهم بشجن و أستمتاع و عاطفه متأثراً من براءتهم ونقائهم ،

ولم يقطع لهو الأطفال وسعادتهم إلا هجوم أباء وأمهات الأطفال ومن الوهلة الأولى ومن ملابسهم والقلادات التى تلتف حول أعناقهم أكتشف أن لكل اسرة ديانة مختلفة (اليهودية والمسيحية والإسلامية) ،

كل عائلة توبخ أبنها على اللعب مع الطفلين الآخرين وتعنفه وكأنه فعل خطيئة لا تغتفر أو كارثة مروعه.

ونظر لهم بطلنا بحالة من الغضب والأمتعاض وكاد أن يتدخل ويفتك بالأسر الثلاثة ولكن أستخدم مهاراته في الثبات الأنفعالى وإخفاء غضبه ولكن دون أن يفارق نظره الأطفال .

 تمر دقائق ونسمع عبر مكبرات الصوت في السفينة عن جاهزية وفتح بوفيه العشاء ،

يدخل المطعم و رأى أن الجميع منشغل بالإنقضاض على الطعام وأن الثلاثة أطفال ينجذبون لبعضهم بالفطرة والحب والبراءة التي يزالون عليها ،

وبسرعة يقترب منهم و يخبرهم أنه ساحر وسوف يقوم لهم ببعض الألعاب السحرية ، وفعلا لم يجد صعوبة وآخذ الثلاثة أطفال دون أن ينتبه لهم أسرهم الذين مازالوا منشغلين في أختيار وإحضار الطعام .

وفي أحدى الأماكن المنعزلة في السفينة بدأ بعمل بعض الألعاب السحرية البسيطة للأطفال و نراهم وهم مستمتعين جدًا ومندمجين مع العرض.

وسألهم هل تردون اللعب سويًا ، بحماس وسعادة من الثلاثة يرحبون ، فتركهم امامه يلعبون بمنتهى الحرية دون حدود أو قيود لا تستوعبها براءتهم .

يمر الوقت والأطفال في انسجام وهو يستمتع بالنظر لهم.

وفجأة تنطلق صفارات إنذار السفينة وتسود حالة من الفزع والهلع بين الجميع ، ونرى الأطفال وقد وصل إليهم الخوف والرعب من حالة الهرج والمرج التى سادت جميع أرجاء السفينة ،

ولم يمر دقائق إلا و أنكشف سبب هذه الحالة ، وهو غريق السفينة.

يجد بطلنا نفسه محاصر هو والثلاثة أطفال في جزء من السفينة التى أصبحت تتهاوى وبدأت في الغرق بالفعل ، ينظر حوله في جميع الاتجاهات ربما يجد أي شيء لينقذ الأطفال الذين أصبحوا هو أملهم الوحيد في النجاة ،

وفعلا لمح مركب نجاة على مسافة من موقعهم ، أحاط بالثلاثة أطفال حتى لا يصيبهم مكروه ثم وصل بهم الى المركب و أنزله بسرعة الى المياه و به وكأنه أصبح هو حياتهم وكل دنيتهم……تابع

 

حقوق النشر والتأليف محفوظة…

 

 

مقال × حدوته أبـناء نــوح – الجزء الأول

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى