اخبار البترول والطاقة

مقال × حدوته أبناء نـوح – الجزء الرابع

مقال × حدوته أبناء نـوح – الجزء الرابع

 

مقال × حدوته أبناء نـوح - الجزء الرابع

 

بقلم / هشــام ســطوحى 

 

بدأت الأولاد تكبر وفكرهم ينمو وينضج والتساؤلات تكثر عن التركيبة العجيبة لكونهم أخوه وينتمون لديانات مختلفة.

كان نوح يعرف أنه مضطر و مجبر في يوم من الأيام أن يخبرهم الحقيقة وأنه ليس أباهم وأنهم ليسوا أخوه ..

وبعد أن نفذت جميع القصص والروايات التى اختراعها لهم قرر أن يجتمع بهم و يخبرهم بالسر الذي حمله طوال هذه السنين وأن يترك لهم حرية الإختيار دون التأثير عليهم .

وأجتمع بالثلاثة وكشف لهم عن قصتهم وكان قد جهز لكل واحد منهم ملف به إسمه الحقيقي وأصوله ومن أين ينتمى .

وكانت صدمة الثلاثة كبيرة لهم من هذه المفاجأة .. كيف لا يكون نوح آباهم بعد هذه السنين والحب والأهتمام والرعاية ..

كيف لا يكونوا أخوه بعد كل هذا التعلق والموده والأرتباط بينهم .. كان أخر شئ ممكن أن يتوقعوه أنهم ليسوا أخوه.

ولكن يتجاوزا صدمة المفاجأة وبدأوا في التفكير في مرحلة ما بعد الحقيقة .. والثلاثة قرروا أن يذهبوا إلى أهاليهم .

وفعلًا سافروا وكانت مفاجأة كبيرة لذويهم كيف بعد كل هذه السنين يظهروا بعد أن أعتقُدوا أنهم غرقوا في حادث السفينة مع أسرهم.

وتمر الأيام ويعيش كل واحد منهم مع عائلته الحقيقية وببطئ بدأوا في التأقلم أو محاولة التعايش مع حياتهم الجديدة ولكن كانوا في صدمة مما وجدوا من كُره كل دين للأخر .

كان مجرد تواصل واحد منهم مع أخوته والأطمئنان عليه يعتبر مشكلة أو كارثة يسمع بسببها لوم وعتاب من أهاليهم كيف يكون بينه موده وحب مع شخص على دين غير دينه ..

ولم يتركوا مناسبة أو فرصة في أعطاء جرعة من الكراهية والحقد لمعتنقى الديانه الأخرى ..

ولكن أولاد نوح لديهم رصيد كبير من الفهم الصحيح والمحبة والسلام ليعترضوا ..

كيف أكره أخى الذي لم أرى منه غير الموده والحب والسلام.

وتمر الأيام ولم يستوعب كل واحد منهم الطريقة التى أجبر عليها في حياته الجديدة والتى كانت مختلفة تمامًا عن ما تعلموه في بيت نوح.

حتى قرروا الثلاثة الرجوع إلى نوح والعيش بسلام مع أشخاص لا يوجد بينهم ضغينة أو كُره أو حقد للأخر لا يوجد أنا الأفضل أو الأصح .

وهنا تنتهى قصة أبناء نـوح وأعتذر لكم لأنى أختصرت القصة التى تحمل الكثير من التشابكات والمشاعر و التفاصيل و الأخلاقيات والعبر في بعض مقالات قصيرة ..

ولكن أتمنى أن تكون في يوم من الأيام عمل فنى لسرد قصة حب و تآخى بين الثلاثة وأب آخذ أصول كل دين وعلمها لأولاده و برغم ماضيه الإجرامي.

أعلم أنه يوجد من لديه أعتراض على وجهة نظري في تناول الموضوع ولكن هذا رأيي الشخصي ..

هذا أيمانى بأن الله خلق الإنسان بدون حقد وكُره ونبذ للأخر وأن كل هذه الصفات تم وضعها وغرزها في الأنسان منذ الطفولة ليكبر عليها ..

ما نشهده من صراعات الدنيا ليس لها علاقة بالفطرة التى خُلقنا عليها ولكن بسبب أطماع دنيويه للسلطه وحب للسيطرة والنفوذ والجاه والمال و رغبة في عدم العيش بسلام وحب وتآخى .

 وأنا هنا لا ألوم طرف وأنصف الآخر فالجميع مشترك في هذه الجريمة وهذا الحقد و الغل و النفور للأخر .

على يقين أن كلامى أقل بكثير أن يغير أو يؤثر في هذا

الواقع الأسود ولكن أحببت أن أترك رسالة وشهادة لعدم رضائي أو أشتراكى ولو حتى بصمتى في دماء وأرواح تزهق بغير ذنب .

 

حقوق النشر والتأليف محفوظة….

 

مقال × حدوته أبناء نـوح – الجزء الرابع

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى