قصائد شعرية وأدب

قالت نعم …ولكن!!!! بقلم د. عفاف الحجاجي

قالت نعم …ولكن

بقلم د. عفاف الحجاجي 

بين الموج والموج

جلست على قارعة العمر وقد أمسكت بيدها قلم 

جف من زمان لم يعد له أثر… 

نسيت أن تحضر ورقا وهي تغادر مسرعة قبل أن يحط الليل رحاله

فيخفي بصمة خطواتها المتثاقلة…. 

كانت تحدث الموج وهو تارة يقبل ثنايا فستانها وتارة يكشف عن محار

غر به المد وخلفه الجزر….  

واسترقت السمع لما كانت تئن به 

وفجأة ظهر أمامها طيف صاحب الظل الخفي

نسيت ان ترحب به من شدة فرحها أو خوفها… 

قال لها :عجبا

!لازلتي تبحثين عن اطلال ترمين أثقالك على كاهليها؟! 

قالت كلا ولكن… 

قاطعها وقال:

نصحتك بأن تتجاوز و تقبلين بوحدتك

قالت:نعم ولكن… 

أسرع مضيفا وقال :

ألم أخبرك بأن الناس ليسوا سواسية في الخلق والطيبة؟ 

قالت نعم ولكن… 

قطع عنها الإجابة وقال :

متى ستدركين اننا لا نختار من هم في طريقنا

بل يجب أن نتجاهل البعض.

قالت نعم ولكن… 

فاجئها بسؤال اخر قائلا: 

إلى متى سأظل ارشدك لمنارات هذا الزمن المخضرم واوان الرحيل قد قرب؟ 

وقبل أن يمطر بأسئلته القاسية

أبعدت بصرها عن وجهه خفي الملامح

ونظرت بعيدا حيث لا أثر لعبث الموج وقالت : 

يا صاحب الظل الطويل

 ألم تعي أني عصية الدمع والصبر من شيمي؟! 

ألم تنتبه أن كل اجاباتي اليتيمة ظلت معلقة بمحراب لكن؟ 

هل يا ترى هذه التي تمْثُل أمامك ؟!

مازالت رضيعةالأيام 

يا صاحب الظل الخفي

كم سنقضي من العمر نخاف من الأمواج العالية… 

ونعشق تلك الصغيرة المتناثر على القدمين فتثير فينا كتابة الشعر؟!

فلا العالية أخذتنا لبعيد

ولا شعر الهادئة أثلج أمانينا…

كيف لنا أن نجمع بين حكمة العاقلين وصبر الصابرين؟

فنصبح جلادين في زمن تخلى فيه البحار على المنارة واقتدى بنور سفن القراصنة…

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى