مقالات ووجهات نظر

أيديولوجيات الولايات المتحدة الاميركية في ضوء ( الهيمنة الإمبريالية الأمريكية )

أيديولوجيات الولايات المتحدة الاميركية في ضوء ( الهيمنة الإمبريالية الأمريكية )

بقلم .. د./ نورالدين سعد 

رئيس القسم السياسي 

 

لا تكتفي الولايات المتحدة بالتهديد العسكري وشن الحروب العدوانية، بل تفرض عقوبات تضرّرت منها حاليا ثُلُثُ دول العالم، وتخضع نحو 60% من الدول الأكثر فقرا لأحد أشكال “العقوبات” التي تفرضها الإمبريالية الأمريكية خدمةً لمصالحها ( يُفترض أن يُسَلِّطَ “العُقُوبة” جهاز قضائي أو ولِي أمر، أو شخص له سُلطة معنوية على من ارتكب “ذَنْبًا” أو مخالفة للقوانين والأعراف المُتَّفَق عليها) وأصبحت هذه “العُقُوبات” أداةً لمواجهة الإنحدار الأمريكي البطيء، ولصعود قُوى أخرى من خارج حُلفاء أمريكا، بالتوازي مع تكثيف عَسْكَرَة السياسة الخارجية الأمريكية التي ازدادت في ظل الإدارات الأمريكية الأربع الأخيرة وخصوصًا خلال رئاسة جوزيف بايدن الذي فرض أكثر من ستة آلاف عقوبة على دُوَل وأفراد وكيانات ومصارف وشركات، خلال سَنَتَيْن فقط…

… كما تعتمد الهيمنة الإمبريالية الأمريكية على مجموعة هامة من أجهزة الإستخبارات، لا يقل عددها عن 18 جهازًا ووكالة، نصفها ذي صبغة عسكرية تتبع وزارة الحرب، وتتمحور مهامها حول حماية المصالح الأميركية في العالم، وفق الوثائق السّرّيّة للبنتاغون (وزارة الحرب الأمريكية) المُسَرّبة سنة 2023، والتي تضمنت ميزانية الإستخبارات (حوالي تسعين مليار دولارا) وتُشغّل وكالة الإستخبارات المركزية (سي آي إيه ) نحو 22 ألف موظف ووكالة الأمن القومي حوالي 32 ألف موظف، بالإضافة إلى عدد العاملين ب16 وكالة أخرى، وحوالي خمسين ألف موظف مُتعاقد…

استخدمت الولايات المتحدة “العُقوبات” للقضاء على منافسة الصناعات الأجنبية ( الألواح الشمسية والهواتف المحمولة والسيارات الكهربائية الصينية مثلا) ولمنع إنتاج المُنافِسِين من دخول أسواق أمريكا الشمالية وحلفائها، كما استخدمت منطق العقوبات وزيادة الرسوم الجمركية على حلفائها (ألمانيا واليابان والطائرات الأوروبية) عندما يُصبح إنتاجها منافسا للإنتاج الأمريكي في السوق الدّاخلية الأمريكية، وتستهدف هذه السياسات حاليا الصين وروسيا بشكل خاص من خلال حَظْر التّوْرِيد أو من خلال زيادة الرُّسُوم الجمركية.

 

د. / نورالدين سعد

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى