مقالات ووجهات نظر

سوء معاملة الأزواج والظلم بينهم 

سوء معاملة الأزواج والظلم بينهم 

سوء معاملة الأزواج والظلم بينهم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

سوء معاملة الأزواج والظلم بينهم

اليوم : الاثنين الموافق 19 أغسطس 2024

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقا، وخياركم خياركم لنسائهم” وفي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن من كمل إيمانه هو من حسُن خلقه مع جميع الناس، ثم بيّن أن خير الناس من كان خيره لزوجته خاصة، وذلك بأن يعاملها بالحسنى، ويصبر على أخلاقها، ويكفّ الأذى عنها، وقال الحسن البصري “حقيقة حُسن الخلق هو بذل المعروف، وكف الأذى، وطلاقة الوجه” وقد كان النبي المصطفي خير الناس ولهذا كان أحسنَ الناس معاشرة لأزواجه، فإنه قد صح عنه أنه قال “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” وفي هذا الحديث يحث النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج.

على حسن معاشرة زوجاتهم، وحسن صحابتهن، والترفق بهن، وأن من فعل هذا فهو من خير الناس، ومن خالفه فهو شر الناس، وقد كانت العرب تقول “من لا خير فيه لأهله، فلا خير فيه للناس” ونحن اليوم يا عباد الله نرى وابلا كثيفا من الرسائل والكتابات، ترسل بها بعض النساء إلى برامج التوجيه الإجتماعي، عبر وسائل الإعلام المختلفة، يشتكين فيها سوء معاملة الأزواج، والظلم الذي لا يوجد له أي تفسير، وأضف إلى ذلك ما نراه في المحاكم الشرعية التي نراها تمتلئ بخصوص فض النزاعات الزوجية وإنهائها بالخُلع أو الطلاق، عافانا الله وإياكم من ذلك، ومن العجيب أنك ترى كثيرا من المشاكل الزوجية تصدر من رجال تعرفهم بحسن السيرة والسلوك، والتواضع ولين الجانب، والأدب الرفيع في المعاملة والأخلاق مع الناس خارج منازلهم.

لكن إذا دخل أحدهم بيته انقلب على حد زعمه أسدا هصورا، يأمر وينهى، يرعد ويزمجر، نقول له أليس أهلك وزوجك هم أحق بحسن معاملتك ورعايتك؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون، وكان السؤال لرجل قائلا ماذا تكره في المرأة؟ فكانت الإجابة أن عادة التسوق لدى المرأة، والهوس بها، في المرتبة الأولى، يليها النكد، ثم الثرثرة في المرتبة الثالثة‏،‏ وتستخدم الزوجة الجاهلة العديد من الرسائل السلبية، محاولة منها للفت أنظار الزوج إلى ما يجيش فى صدرها من ألم وقلق، والتي تتراوح بين النظرة الغاضبة، والحواجب المقطبة، والجلوس وحيدة في غرفتها، ورفض الطعام، ولا تعلم أنها بهذا التجاهل تمس كرامته، وتجرح رجولته، وتقود الزوج إلى درجة من الاستفزاز، سرعان ما يبدأ بعدها بالغليان، ثم الإنفجار، ونظرا لطبيعة المرأة العاطفية.

وإحساسها المرهف فأشد ما يؤلمها من زوجها المواقف المعنوية، من ملاحظة قاسية، أو عتاب عنيف، أو عبارة جارحة، وبينما طبيعة الرجل مادية فسرعان ما يتذكر المواقف التي أحسن فيها، من هدية ثمينة، أو نزهة عابرة، فيبدأ كل منهما بهجوم مضاد، سرعان ما ينقلب إلى معركة خاسرة من الشجار اليومي بسبب إختلاف دفاع كل طرف عن الآخر، فاللهم لا تحرمنا جنتك، وآتنا من فضلك ورحمتك، وجنبنا النار، فإنها دار البوار، واصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما، اللهم أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، اللهم عافنا في ديننا ودنيانا وأهلينا وأموالنا، واستر عوراتنا، وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، اللهم إنا نسأل الأمن في البلاد، والنجاة يوم المعاد يا رب.

 

سوء معاملة الأزواج والظلم بينهم

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى