كيف ينفذ قوانين الشريعة من لم ينفذ قوانين الأخلاق؟
بقلم: محمود جلال
كيف ينفذ قوانين الشريعة من لم ينفذ قوانين الأخلاق؟
– كنت قد قرأت نصيحة ذات مرة تقول:
” قد يكون الحق معك، ولكنك لا تحسن الوصول إليه، ولا تجيد الدوران معه حول منعطفات الطريق، لتتفادى المآزق وتتخطى العقبات، وتبلغ ماتريد. وقد يكون الباطل مع غيرك، ولكنه يلبسه ثوب الحق، ثم يجيد الإنطلاق معه حتى يصل به إلى حيث ينبغى أن يصل الحق.
وترى أنت ذلك فتتألم له تألما قد يكون ساكنا فيعزلك عن المجتمع، وقد يكون صاخبا فتتضاعف معه أخطاؤك فيتنكر لك الناس، كل ذلك والحق معك والباطل مع غيرك!!
وقد يسوؤك تنكر الناس لك فتتبرم بالحياة والناس، وتصير إنسانا ساخطا متشائما ناقما على الجميع، ثم على نفسك وعملك ويخسرك المجتمع.
ولا أطلب أن تجيد الإلتواء والإنثناء حتى تصل بحقك إلى مبتغاك، ولكن أن تصبر وتثابر وتتشبث بالحق، وتناضل فى سبيله، وتؤمن أن العاقبة حقا لهذا الحق، وأن تؤمن أيضا بأن المجتمع يتطور تطورا يجعل الناس يحكمون على الشخص بحقيقته لا بمظاهره، وأن مجتمعنا – وققد نفض عن رأسه رواسب عقم الفكر – يسلك هذا السبيل، ولكن تطور المجتمع لا يأتى بين يوم وليلة، فطريقه طويل وخطواته قصيرة، والعقبات فى الطريق كثيرة ومتعددة، ولكنه سيصل حتما إلى هدفه طال به الزمن أو قصر.
والأمل الكبير يتحقق دائما عندما يتشبث أصحاب المبادئ بالحق والصبر والكفاح “.
لذا فإن الباطل المستعلن بفجوره المستغرق فى غروره لا يتخلى عن ضلاله القديم بسهولة، وربما تفانى فى التشبث بآثامه وأوزاره! والحرص على السطو، والإحتفاظ بالمكسب الحرام.
لكن الحق نافذ أمره فى أن الحياة لم تلبث إلا أن تعود إلى رشدها، ولم تلبث الطغاه فى الأرض إلا أن تستحيل إلى أنقاض مبعثرة فى الرغام!! . . . . فاطمئن.
كيف ينفذ قوانين الشريعة من لم ينفذ قوانين الأخلاق؟
