مقالات ووجهات نظر

ملاك النفس

ملاك النفس

 

ملاك النفس

بقلم: محمود جلال

ملاك النفس

– لاتخضع النفس العالية للحوادث ولا تذل لها مهما كان شأنها ، ولاتلين صعدتها أمام النكبات والأرزاء مهما عظم خطبها وجل أمرها ، بل يزيدها مر الحوادث وعض النوائب قوة ومراسا ، وربما لذ لها هذا النضال الذى يقوم بينها وبين حوادث الدهر وأرزائه ، كأنما يأنى لها كبرياؤها وترفعها أن يوافيها حظها من العيش سهلا سائغا لامشقة فيه ولا عناء ، فهى تحارب وتجالد فى سبيله ، وتغالب الأيام عليه مغالبة حتى تناله من يدها قوة وإغتصابا ، فمثلها بين النفوس كمثل الليث بين السباع ، لاتمتد عينه الى فريسة غيره ، ولايهنأ له طعام غير الذى تجمعه أنيابه ومخالبه ، فلاتشترى سعادتها فى الدنيا إلا بأشرف أثمانها ، كأنها نفس ” أميـــرة وقنديل مضيئ ” لاتجزع ولا تتألم ولايعبث اليأس بقلبها ، بل ساكنة مطمئنة الضمير ، مملؤة القلب ثقة وأملا ، يملؤها الشعر عزة وخيلاء ، فتملأ العزة وجهها حياءا وخجلا ، فلا تذل ولا تضرع ، ولاتجرؤ على شئ مما يجرؤ عليه الناس جميعا ، كأن تحليقها الدائم فى سماء الخيال ، وطيرانها فى تلك الأجواء العالية غادية ورائحة قد مثل لنفسها أنها تعيش فى ملإ أرفع من الملإ الذى يعيش فيه الناس ، فطارت ترفرف بأجنحتها فى فضاء الملإ الأعلى بين مدارات الشموس فى أفلاكها ، وحركات الكواكب فى منازلها ، ومرت بين صفوف الملائكة وسمعت زجلها وتسبيحها تحت قوائم العرش ، ودخلت جنة الخلد فرأت حورها وولدانها ، ولؤلؤها ومرجانها ، وروحها وريحانها ؛

” فكأنما كانت هى سر الجمال الكامن فى الأشياء ، وكأنما هى السعادة العالية التى لاتستمد بهجتها ورواءها من القصور والرياض ، والأثاث والرياش ، والفضة والذهب ، بل من الحب الخالص والود المتين “.

 

ملاك النفس

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى