مقالات ووجهات نظر

الفرح بالنبي المصطفي صلِّ الله عليه وسلم 

الفرح بالنبي المصطفي صلِّ الله عليه وسلم 

الفرح بالنبي المصطفي صلِّ الله عليه وسلم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الفرح بالنبي المصطفي صلِّ الله عليه وسلم

اليوم : الاثنين الموافق 9 سبتمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد إن أصحاب هذه الموالد البدعية، يتشبهون من حيث لا يشعرون بأعداء الله النصارى حيث كان في البلاد التي جاور فيها المسلمون النصارى كالشام ومصر، يحتفل النصارى بعيد ميلاد المسيح في يوم مولده وميلاد أسرته، فسرت تلك البدعة إلى المسلمين.

فقال الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى كان أهل الصليب إتخذوا ليلة مولد نبيهم عيدا أكبر، ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التشبه بأعداء الدين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من تشبه بقوم فهو منهم ” رواه احمد، ولقد كان أعداء الله تعالي من الكفار والمنافقين وغيرهم يفرحون بإقامة مثل هذه البدع لأنهم يعلمون أنه متى أحدثت في الدين بدعة ماتت مقابلها سنة من سنن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأوضح نموذج لذلك ما ذكره الجبرتي من أن نابليون أمر الشيخ البكري بإقامة الإحتفال بالمولد وأعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي وأمده بتعليق الزينات، بل وحضر بنفسه الحفل من أوله إلى آخره ويعلق الجبرتي على إهتمام الفرنسيين بالإحتفال بالموالد عموما.

بما رآه الفرنسيون في هذه الموالد من الخروج عن الشرائع وإجتماع النساء وإتباع الشهوات والرقص وفعل المحرمات، ومن أدلتهم علي الإحتفال بالمولد النبوي أن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر من القرآن من قوله تعالى ” قل بفضل الله وبرحمتة فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون” فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم رحمة حيث قال الله تعالى ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ” ولا شك أن الفرح بالنبي المصطفي صلى الله عليه وسلم مطلوب وهو أمر شرعي، وحبه واجب، ولا يكتمل إيمان العبد حتى يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من حبه لنفسه، ولكن يضل السؤال قائما بما خصصتم الفرحة بالنبي صلى الله عليه وسلم بالإحتفال بالمولد النبوي؟

فتفسير الفرحة بذلك يحتاج إلى دليل شرعي وإلا كان ذلك تلاعب بكتاب الله تعالي، فنحن لم نجد في السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خصص يوم مولده يوم فرح ولعب ولهو، ثم ما حقيقة الفرح الشرعي؟ فهل هو الرقص والإختلاط والغلو في النبي صلى الله عليه وسلم، أم أنه الشكر لله عز وجل، والمتأمل في هذا الدليل يجد أنه لا علاقة له بالمولد النبوي وإنما هو تحريف ولوي لأعناق الأدلة حتى توافق هواهم وهكذا صنيع من لم يجد نصا شرعيا يعضد قوله فإنه يذهب يستدل بأدلة لا دلالة فيها بموضوعه.

 

الفرح بالنبي المصطفي صلِّ الله عليه وسلم

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى