مقالات ووجهات نظر

سنة وهم يحاولون إقتلاع شجرة الزيتون

بقلم / أميرة قنديل

سنة وهم يحاولون إقتلاع شجرة الزيتون

 

إننا وإن إستعرضنا معا و بصورة سريعة جزء من تاريخ الصراع القائم وما أودت به أعمال العنف الصهيوني ضد القضية الفلسطينية وتأثيراتها علي المرأة الفلسطينية، نجد أنها فرع ممتد عبر التاريخ قد عاصرت كل أنواع العنف ما بين شهيد وأسير ونزوح وأعمال تهجير وممارسات إنتهاك لأبسط حقوق الإنسانية ولا شك أن النصيب الأكبر من تلك الجرائم كان للمرأة.

فنجدها ما بين شهيدة وثكلي -فاقدة الأب والأبن والزوج والأخ- تاركة أرضها وبيتها، وما يستوقفني أنه قد مضي عام من “طوفان الاقصي” منذ إندلاع الصراع الأخير وما شاهدناه من أعمال عنف وإبادة أدت إلي قتل آلاف السيدات والآلاف أيضا ممن فقدن أطفالهن ليضاف إلي سجل جرائم الكيان الصهيوني ضد المرأة والشعب الفلسطيني،

لكن وبكل إيمان ويقين أستطيع أن أقول أن المرأة الفلسطينية هي حقآ أيقونة هذة القضية، فهي الأم التي أنجبت المناضلين والشهداء وربتهم علي العزة والكرامة، وهي الأخت التي صادقت وعلمت وكانت السر والظهر الحامي للمناضل الفلسطيني، وهي الحبيبة والزوجة التي دفعت للأمام وبثت الحماس وكانت كتفا بكتف في النضال منذ إندلاع الشرارة الأولي وكانت ومازالت رمز المقاومة الثائرة والأسيرة والشهيدة.

” أما يكفي هذا لأن يتحرك العالم من أجل هذه القضية ليتوقف شريان الدماء وليس بكاف أن نقف لدقيقة حداد كلما أوجعتنا ضمائرنا ”

فهذة الأم والأخت والزوجة والأبنة والشهيدة والأسيرة والثائرة تمثل القضية الفلسطينية بمفردها

ولعلى هنا أود أن أستعرض معكم قضية المرأة الفلسطينية من جانب آخر وهو ” التأثيرات النفسية نتيجة الإضطهاد والعنف ضد المرأة الفلسطينية في المراحل العمرية المختلفة و أسلوب تقديم الدعم النفسي لها “، وذلك من خلال

ماينتج من أثار ذلك فى مرحلة الطفولة والنشأة والتكوين وسبل تقديم الدعم النفسي والمعنوي ودور الإعلام التوعوي لها لتستمر في طريق النضال،

وإنشاء جيل من الأطفال قادر على فهم قضايا بلاده بشكل واع ومستنير فلنعلم أن أطفال فلسطين تعرضوا لكافة أشكال العنف و الضرر و الإساءة البدنية و العقلية و الأستغلال مما يساهم في تكوين جيل غير سليم،

وهنا نجد أن العنف والإضطهاد الممارس ضد الأطفال الفلسطينين لا يعرف حدودآ فمن خلال الإحصائيات المعلنة نجد أن هناك آلاف من الأطفال وقعوا ضحايا هذا العدوان،

فلقد تأذي أطفال غزة كثيرآ بسبب التصعيد الغاشم،

وتتمثل حالات ممارسة الإضطهاد والعنف للأطفال من قبل جرائم الكيان الصهيوني في

إزهاق أرواح الاطفال وفقد الأباء والأخوة، وتمزق الأسر وإلحاق أثار مدمرة للطفل والرضيع،

ولنا أن نتخيل تأثير تلك المظاهر علي البناء التكويني النفسي للأطفال، لنا أن نتخيل الآن مستقبل فتيات وأمهات كيف يكون مصيرهن، لنجد تأثير ذلك عليهن يظهر في خلق جيل ضعيف فاقد للهوية والثقة، كذلك زيادة غريزة الإنتقام والسلوك العدواني، والشعور بفقدان الأمان، وأيضا الشعور بالقلق حول العيش وحيدآ، وغيرها من المظاهر النفسية المحزنة التي لا يمكن حصرها، والتى لا نريدها نحن لجيل الشعب الفلسطيني كأمة عربية إسلامية،

 

وليكن دورنا ظاهرا فى ترسيخ مبادىء الدين الإسلامي وتكثيف دروس التاريخ والتمسك بالعادات والتقاليد للشعب الفلسطيني، كذلك فإن منحهم الحب والمساندة الدائمة من جانب جميع البلاد العربية والعالم يخلق طاقة وإصرار على تحقيق النصر والتمسك بالأرض، وأيضا توفير علاقات بيئية مليئة بالحب والمساواة والتسامح والتعاون، وإشباع حاجات هؤلاء الأطفال الفسيولوجية،

سنة وهم يحاولون إقتلاع شجرة الزيتون

وعمل دورات تدريبية لهم علي توجيه إنفعالاتهم نحو أمور أكثر فائدة تساعدهم في إدارة قلقهم.،

“لكنني أعلم وبمشاعر صادقة أن أطفال كهؤلاء تربوا علي ويلات الحروب وقد ضربوا لنا أروع صور الصبر والتضحية نحتاج نحن لأن نتربي علي أيديهم”

وللحق فنحن نحتاج للمساحة الأمنة لنتحدث بصوت عال والإستماع لنا لكي نستطيع كسر الحلقة المفرغة لعلها نقطة انطلاق نتعلم منها كيف نتكاتف كشعوب عربية لمساندة اخواتنا في فلسطين، فالإساءة والموت والدمار الذى نراه كل يوم موجه لنا جميعا كشعوب

لابد له من سد فجوات القصور لمعالجة العنف والدمار ضد فلسطين وتنفيذ تدابير أكثر واقعية في استثمار حلول ملموسة وحقيقية أبسطها وقف إطلاق النار ووصول المساعدات بشكل يومي كافي فلنعمل علي جمع البيانات اللازمة لتكييف وتحسين الخدمات المنقذة لحياة الاطفال والنساء والرجال والشيوخ، و تكثيف منصات يستطيع الشعب الفلسطيني من خلالها التعبير عن أبسط حقوقه لتصل للعالم كله، وعقد دورات تأهيلية تربوية لكل نساء فلسطين لتوضيح التأثيرات النفسية الناتجة عن الإضطهاد والعنف الممارس ضد المرأة في مرحلة تولي المسئولية وما ينتج عن أثار ذلك،

والغرض هنا هو إستعراض طبيعة الحالة النفسية التي تكون عليها المرأة الفلسطينية في حالات العنف والإضطهاد من إزهاق للأرواح والفقد للأبناء أو الزوج أو التشريد لنجد أن أثار ذلك نفسيآ يظهر في

الإحساس بالحزن، وإضطراب الفقد الممتد والدائم، وصعوبة التعافي من الشعور بالفقدان والإستمرار في الحياة، بالإضافة لعدم الثقة بالأخرين، والإنعزال عن الأخرين، والأنسحاب من المجتمع، والرغبة الشديدة في الموت وعدم إستكمال الحياة، فضلآ عن الإحساس الدائم بالإكتئاب وإتباع أفكار وسلوكيات انتحارية.،

فلندعو الله الواحد الأحد متضرعين جميعا أن يرشدنا سبل التعاون والسلامة وأن يغفر لنا تقصيرنا،

لك الله يا خير نساء الأرض

” لك الله يا شجرة الزيتون “.

 

سنة وهم يحاولون إقتلاع شجرة الزيتون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى