الدكروري يكتب عن أصحاب الفقة النبوي

 

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

لقد كان النعمان بن بشير موضع عناية من الإمام ابن قدامة في كتابه الفقهي الشامل المغني، وأورد له ما يقرب من ثلاثين مسألة، كلها شواهد فقهية ذات دلالة في مجملها ففي تحديد غسل الرجلين على الكعبين، في الوضوء توضيح إلى حد الكعب ومكانه في كل رجل بمنتهى الساق إلى القدم، وليس ما حكي عن محمد بن الحسن أنه قال الكعبان مشطا القدم، وهو معقد الشراك من النعل، ودليل ذلك ما أخرجه أبو داود رحمه الله، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال كان أحدنا يلزق كعبه بكعب صاحبه في الصلاة، ومنكبه بمنكب صاحبه، وكما روي أن قريشا كانت ترمي كعبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ورائه حتى تدميها، ومشط القدم أمامه، ومن حديث جبريل عليه السلام، عندما جاء للرسول صلى الله عليه وسلم.

 

 

يعلم الصحابة أمر دينهم، وبعدما أمر النبي صلى الله عليه وسلم مرتين في أول الوقت، وفي آخره، وقال يا محمد الصلاة بين هذين الوقتين، وقد حدد الفقهاء لكل وقت صلاة، مستدلين بما فقهه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ذلك، وقد جاء في وقت العشاء بأنه إذا غاب الشفق وهو الحمرة في السفر، وفي الحضر البياض، لأن في الحضر قد تنزل الحمرة، فتواريها الجدران فيظن أنها قد غابت فإذا غاب البياض فقد تيقن، ووجبت العشاء الآخرة إلى ثلث الليل، واستدلوا على هذا القول بأقوال للصحابة، منها قول النعمان بشير رضي الله عنهما، عندما قال أنا أعلم الناس بوقت هذه الصلاة وهى صلاة العشاء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها لسقوط القمر لثالثه، رواه أبو داود، وعن تعديل الصفوف. 

 

وأهمية العناية بذلك لأنه من تمام الصلاة، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده يشددون في ذلك، فقد ضرب عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قدم أبي عثمان النهدي لإقامة الصف في الصلاة فيمن ضرب، وكان عثمان بن عفان يقول إذا قامت الصلاة فاعدلوا الصفوف، وحادّوا بالمناكب، فإن اعتدال الصف من تمام الصلاة، ثم لا يكبر حتى يأتيه رجال قد وكلهم بتسوية الصفوف فيخبرون أنها استوت فيكبر، وعن النعمان بن بشير رضى الله عنه قال، بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مسير له إذ خفق رجل على راحلته فأخذ رجل من كنانته سهما فانتبه الرجل مذعورا فقال النبي “لا يحل لمسلم أن يروع مسلما” وعن النعمان بن بشير أن أباه نحله غلاما وأنه أتى النبي ليشهده. 

 

فقال صلى الله عليه وسلم “أكل ولدك نحلته مثل هذا؟” قال لا، قال “فاردده” وعن الشعبي قال سمعت النعمان بن بشير رضى الله عنه يقول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأومأ النعمان بإصبعيه إلى أذنيه “إن الحلال بيّن والحرام بيّن وبين ذلك مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشتبهات فقد استبرأ لدينه ولعرضه، ومن وقع في المشتبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى أوشك أن يقع فيه، ألا إن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه” وعن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر”

 

الدكروري يكتب عن أصحاب الفقة النبوي

 1,073 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

جنون الترند والمال والشهرة

جنون الترند والمال والشهرة    بقلم / محمود خالد     مع تقدم تكنولوجيا الهواتف والتطبيقات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: