ست البنات

ست البنات

ست البنات

بقلم الكاتبه/ وفاء حسن صالح

البنات رزق كبير من الله يجهله الكثير فهن القوه والحنيه والسعاده التي تمليء البيوت بالدفيء ،لكن مع حبنا وفخرنا هذا نواجه الكثير من الصعوبات والتحديات خلال مراحل تربيتهن وخصوصاً بعصرنا هذا.
حيث الإنفتاح الذي لاحدود له وكثره العوامل المؤثره بالتربيه خلاف الأم والأسره من البيئه المحيطه .
فالبنات تحتاج الي دعم كبير منا وفهم جيد لطبيعتها ،
وعدم التقليل منها بأي حال من الأحوال.
ومن الأفضل دائماً وبكل مراحل العمر الإطلاع وتكثيف عمليه التثقيف والتطوير لدي الأسره والمشاركين في عمليه التربيه هذه.

(( روى مسلم عن أنس عن النبي قال: “من عال – أي قام عليهما في المؤونة والتربية – جاريتين – أي بنتين – حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين” وضم أصابعه))

فهناك الاساسيات والمباديء التي تساعد في التعامل الصحيح مع بناتنا والحرص علي التنشئه الصحيحه لخلق بنت سويه تصبح أم عظيمه فعلاً (ست البنات) .
ست البنات يجب أن لاتقارن بمثيلاتها وخلق القلق والخوف والتوتر داخلها بإستمرار .
ست البنات يجب تعليمها القدره علي الرفض وقول كلمه “لا”لما لايصح وما لاترغب. من اولي مفاتيح الدخول لقلبها والتعامل معها معرفه واحترام مشاعرها جدا فهي تحتاج دائماً لمن يستمع اليها بإهتمام، يتعاطف معها بصدق ويساعدها دون قصر الإهتمام في النصيحه والعظه فقط،لمساحه الحريه التي نعطيها لها للتعبير عن نفسها تزيد الثقه بنفسها وبك وتحميها من السقوط في المتاعب. البنت كائن مسؤول بطبعه ويسعد جداً عند توكيل بعض المهام فلنبدأ بالبسيط ثم الأكبر رويداً رويداً ، ثم تشجيعها كلما كانت علي قدر هذه المسؤوليه،
مما يساعدها علي الثقه بقدرتها،وتصبح اقوى مع الوقت.
فالبنات في حقيقه الامر حساسه جداً الكلمه،النظره تؤثر بها ،فلتكن كلماتنا إيجابيه حتي في حالات السلب …
فإذا فشلت مره نحثها علي النجاح في القادم تاره ،نقدم لها حلول ونصائح مرنه تاره أخري ،فهكذا تنسج البنت صوره جميله لنفسها وتثق في شخصيتها مما يثقلها ويقويها ،يجب الإبتعاد تماما عن اسلوب اللوم القاسي والعتاب الممل او اننا نعمل ونهدد فكل هذه أساليب تخلق من الابناء وخاصه البنات شخص مهزوز قلق دوما غير قادر علي التصدي والتحمل،فكما نزرع الداخل ببذره صحيحه نحصد نبته من النجاح وقوه الشخصيه .

((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان له ثلاث بنات فصبَر عليهن وأطعمهنَّ، وسقاهنَّ وكساهنَّ من جدته، كنَّ له حجابًا من النار يوم القيامة”؛ رواه ابن ماجه وأحمد))

وأخيراً من أهم مباديء التعامل مع ست البنات هي تدريبها وأعطاءها مساحه معقوله لإتخاذ القرارات وليس تنفيذ قرارات الأخرين فقط وهذا يسير حسب المرحله العمريه،فهي يوم من الأيام ستكون مجبره تتخذ قرارات كثيره وصعبه بمفردها فمن الرائع ان نساعدها ان تتعلم، ستتعلم كيفيه تقيم الايجابي والسلبي منها بسهوله. مما يعزز في اتخاذ القرارات الأكبر والأخطر بقوه وثبات وثقه في مستقبلها.

وفي النهايه يجب توطيد العلاقة بين البنت ووالدها، فالبنت القوية حقاً هي من يحضنها ابيها ،هي من يستمع إليها باهتمام، من يهتم بتشجيعها ويتحدث معها ويهتم بمعرفه تفاصيل حياتها ويدعمها فتصبح ثابته الخطي واقوي وتعلو ثقتها بذاتها، وتصبح أنضج في تعاملاتها ،
مما يمنحها الشعور بالأمان مستقبلاً حينما تنشيء علاقات مع الآخرين.

((عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.))
••••••••••••••••••••••••••••••••••••
أ / وفاء حسن صالح
اخصائي بالتربيه الخاصة
اخصائي الارشاد النفسي والاسري
جامعه عين شمس
مدرب معتمد تنمية بشرية
مدرب مدربين معتمد TOT

 754 إجمالي المشاهدات

عن محمد جابر

شاهد أيضاً

أكتفي

أكتفي د.إسراء محمد عبد الوهاب  أكتفي أكتفي ، إلى هنا أتوقف عن المحاولة من التفكير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: