الخليفة المأمون يغزو الروم

الخليفة المأمون يغزو الروم

الخليفة المأمون يغزو الروم
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الخليفة المأمون يغزو الروم

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير عن الخليفة العباسي المأمون، وقيل أنه في عام مائتان وخمسة عشر من الهجره، خرج المأمون بنفسه على رأس الجيوش الإسلامية لغزو الروم، فافتتح حصن قرة، وفتح حصونا أخرى من بلادهم، ثم رحل عنها، وعاود غزو الروم فى السنة الثالثة سنة مائتان وستة عشر من الهجره، ففتح هرقلة، ثم وجّه قواده فافتتحوا مدنا كبيرة وحصونا، وأدخلوا الرعب فى قلوب الرومان، ثم عاد إلى دمشق، ولما غدر الروم ببعض البلاد الإسلامية غزاهم المأمون للمرة الثالثة وللعام الثالث على التوالى سنة مائتان وسبعة عشر من الهجره، فاضطر الروم تحت وطأة الهزيمة إلى طلب الصلح، وكان المأمون يحب العلم.

إلا أنه كان جاهلا بالسنة الصحيحة وهذا الأمر جعل المعتزلة يروجون عليه ذلك، لأن بعض رؤساء الاعتزال اجتمعوا عنده وعبثوا بعقله وراجع عليه الباطل والاعتزال، خاصة أن المأمون كان يحب قراءة كتب الفلسفة والمنطق وما سطره الأوائل في هذا الشأن، فعظم عليه أمر العقل، لذا اعتنق فكر الاعتزال وعلا عنده شأن بشر المريسي وأحمد بن أبي دؤاد رؤساء الاعتزال، وألزموه دعوة الناس لهذا الفكر الباطل والقول بخلق القرآن، فكان المأمون يؤيد المعتزلة فيما يقولونه، وكتب رسائل في تأييد آرائهم ووافقهم فيما ذهبوا إليه من أن القرآن مخلوق، وكتب في السنة الأخيرة من حياته إلى والي العراق يطلب منه امتحان القضاة في مسألة القرآن وأن يعاقب من لم يقل بهذا الرأي.

ولقد سمح المأمون لأولئك الذين اعتمدوا على العقل والمنطق فى كل شىء، وذلك بالتعبير عن آرائهم، ومعتقداتهم، ونشر مبادئهم من غير أن يتقيدوا بقيد، أو يقفوا عند حد، فكان هذا من سوءاته التى أحدثت بين علماء المسلمين فتنة دامت تسع عشرة سنة، إلى أن شاء الله تعالى لتلك الفتنة أن تخمد، ولقد وصف الإمام السيوطى المأمون بقوله “إنه كان من أفضل رجال بنى العباس، لولا ما أتاه من محنة الناس، وظل المأمون من سنة مائتان واثنين من الهجره، حتى عام مائتين وثمانية عشر من الهجره، يدعو لهذا الفكر بالحوار، فلما رأى إعراض الناس ورفضهم لتلك البدعة الخبيثة قرر الاستعانة بسلطته ونفوذه، وقرر إجبار أهل العلم والمحدثين على اعتناق هذا المذهب، وعقد لهم محاكم تفتيش.

وهددهم بالفصل والحرمان والتعذيب والتشريد حتى أكرههم على ذلك، ولم يثبت في تلك الفتنة سوى الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح، فأمر المأمون أن يحملا إليه مقيدين على جمل إلى طرسوس، وسل سيفا لم يسله من قبل، وأقسم أن يقتل أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح إذا لم يجيبا بالقول بخلق القرآن، وعندها جثى الإمام أحمد على ركبتيه ورمق بطرفه إلى السماء وقال “سيدي غر حلمك هذا الفاجر حتى تجرأ على أوليائك بالضرب والقتل، اللهم فإن يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته، اللهم لا تجعلنا نراه ولا تجعله يرانا” فاستجاب الله دعاء العبد الصالح، فمات المأمون قبل أن يصلا إلى طرسوس.

الخليفة المأمون يغزو الروم

 512 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

عمر عوض الأسكندرية تغيرت للأفضل خاصة مع التطوير الشامل ولكن !!!

عمر عوض الأسكندرية تغيرت للأفضل خاصة مع التطوير الشامل ولكن !!! كتب/ أحمد حمدي أكد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: