أخبار عاجلة

الصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص

الصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص

الصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص

الصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص

كتب: وائل عادل الغرباوي

روى الترمذي في السنن والحاكم في المستدرك عن جابر قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم: فأقبل سعد بن أبي وقاص، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا خالي فليرني امرؤ خاله. صححه الحاكم ووافقه الذهبي.

هو سَعْد بن أَبي وقاص مَالِك الزهري القرشي (23 ق هـ أو 27 ق هـ – 55 هـ / 595 أو 599 – 674م)، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، فقيل ثالث من أسلم وقيل السابع،وهو أوّل من رمى بسهمٍ في سبيل الله، وقال له النبي: «ارم فداك أبي وأمي»، وهو من أخوال النبي،وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده.

هاجر سَعْدُ إلى المدينة المنورة، وشهد غزوة بدر وأحد وثَبُتَ فيها حين ولى الناس، وشهد غزوة الخندق وبايع في الحديبية وشهد خيبر وفتح مكة، وكانت معه يومئذٍ إِحدى رايات المهاجرين الثلاث، وشهد المشاهد كلها مع النبي، وكان من الرماة الماهرين، استعمله عمر بن الخطاب على الجيوش التي سَيَّرها لقتال الفرس، فانتصر عليهم في معركة القادسية، وأَرسل جيشًا لقتال الفرس بجلولاء فهزموهم، وهو الذي فتح مدائن كسرى بالعراق. فكان من قادة الفتح الإسلامي لفارس، وكان أول ولاة الكوفة، حيث قام بإنشائها بأمر من عمر سنة 17 هـ، وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: «هم الذين توفي رسول الله ﷺ وهو عنهم راض.»

كان سعد من المهاجرين الأوائل إلى المدينة، حيث كانت هجرته قبل قدوم النبي، فعن البراء بن عازب قال: «أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وكانا يقرئان الناس، فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم.» ولما هاجر سعد مع أخيه عمير بن أبي وقاص من مكّة إلى المدينة، نزلا في منزل لأخيهما عتبة بن أبي وقاص كان بناه في بني عمرو بن عوف وحائطٍ له، حيث كان عُتْبَة أصاب دمًا بمكّة فهرب فنزل في بني عمرو بن عوف، وكان ذلك قبل البعثة النبوية.

شهد سعد بن أبي وقاص جميع الغزوات مع النبي، فشهد غزوة بدر وأحد وثَبُتَ فيها حين ولى الناس، وشهد غزوة الخندق وبايع في الحديبية وشهد خيبر وفتح مكة، وكانت معه يومئذٍ إِحدى رايات المهاجرين الثلاث، وكان من الرماة الماهرين، وهو أولُ من رَمى بسهم في سبيل الله، وكان أحد الفرسان الذين كانوا يحرسون النبي في مغازيه، وذلك في سريّة عبيدة بن الحارث في شوال على رأس ثمانية أشهر من الهجرة إلى المدينة المنورة، وكان معه يومئذ المقداد بن عمرو، وعتبة بن غزوان

ولإسلام سعد بن أبي وقاص قصة مع والدته، التي لجأت إلى وسيلة لم يكن أحد يشك في أنها ستهزم روح سعد وترد عزمه إلى وثنية أهله وذويه. فقد غضبت أم سعد بإسلامه غضبا شديدا، وحاولت جاهدة أن ترده عن دينه، إلا أنها لم تفلح، وفي هذه الواقعة، روى الإمام مسلم في صحيحه عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال: “حلفت أم سعد ألا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمت أن الله أوصاك بوالديك، فأنا أمك وأنا آمرك بهذا، قال: مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، الذي لاحظ أمه عندما اجتنبت الطعام ومكثت أياما على ذلك فهزل جسمها وخارت قواها.

يقول سعد : “وما إن سمعت أمي بخبر إسلامي حتى ثارت ثائرتها، وكنت فتى بارا بها محبا لها، فأقبلت علي تقول: يا سعد، ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمك وأبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك حزنا علي ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت وتعيرك الناس أبد الدهر. فقلت: لا تفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيء”. فلما رأت أم سعد الجد أذعنت للأمر وأكلت وشربت على كره منها ونزل قوله تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” (العنكبوت-8).

ويعتبر سعد الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه حين قال له يوم أحد: “ارم سعد فداك أبي وأمي”..”، ويقول علي ابن أبي طالب:”ما سمعت رسول الله يفدي أحدا بأبويه إلا سعدا”.

اعتزل سعد الفتنة بين علي ومعاوية، تُوفي سعد بن أبي وقاص عام 55 من الهجرة في العقيق على بُعد 10 أميال من المدينة المنورة وحُمل إليها، ودُفن بالبقيع، وكان عمره حين الوفاة 77 عاما. وكان سعد قد أوصى أهله أن يكفن في جُبة كان يرتديها يوم غزوة بدر، قائلا: (كفنوني بها، فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر وهي علي، وإنما خبأتها لهذا اليوم)، ثم حُمل جثمانه إلى المدينة المنورة، وصلى عليه المسلمون في مسجد رسول الله، ودفن بالبقيع، وكان آخر من توفي من المهاجرين.

1. المراجع شمس الدين الذهبي: سير أعلام النبلاء، الصحابة رضوان الله عليهم، سعد بن أبي وقاص، الجزء الأول، صـ 93: 102، طبعة مؤسسة الرسالة، سنة النشر: 1422 هـ / 2001م نسخة محفوظة 05 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
2. ↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب ابن كثير الدمشقي: البداية والنهاية، الجزء السابع، سنة أربع عشرة من الهجرة على ويكي مصدر. 

الصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص

 801 إجمالي المشاهدات

عن اميرة عطالله

شاهد أيضاً

حب العصافير بقلم / نجلاء توفيق

حب العصافير بقلم / نجلاء توفيق كانت له  العصافير،،، يطلق جناحيه عندما تطير،،، يرقص قلبه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: