أخبار عاجلة

أمير المجاهدين أبو عبد الله

أمير المجاهدين أبو عبد الله

أمير المجاهدين أبو عبد الله

بقلم / محمد الدكـــروري

أمير المجاهدين أبو عبد الله

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الفقيه القاضي الأمير أسد بن الفرات فاتح صقلية، وهو أبو عبد الله أسد بن الفرات بن سنان قاضي القيروان، وهو الأمير الكبير والفقيه البارع والمحدث الثقة وأمير المجاهدين أبو عبد الله، كان محبا للنظر والمسائل المتفرعة وإعمال العقل، فمال ناحية مذهب أبي حنيفة وظل هكذا حتى التقى مع علي بن زياد والذي يعتبر أول من أدخل مذهب الإمام مالك بن أنس بالمغرب، فسمع منه أسد كتاب الموطأ، وتلقى منه أصول مذهب مالك، وبعدها قرر أسد أن ينتقل إلى المشرق في رحلة علمية طويلة ابتداء من سنة مائة واثنين وسبعين من الهجرة، وهو في شرخ الشباب، ودخل أسد بن الفرات المدينة النبوية لسماع “الموطأ” من الإمام مالك مباشرة.

وكان الإمام مالك له ترتيب خاص في إسماع الموطأ حيث كان يقسم السامعين إلى ثلاثة أفواج، فالفوج الأول وهم أهل المدينة، والفوج الثاني وهم أهل مصر، والفوج الثالث وهو بقية الناس، ولاحظ الإمام مالك حرص أسد على سماع الحديث وشغفه بالعلم، فأدخله مع الفوج الثاني أهل مصر، ولكن أسد بن الفرات كان شديد الشغف بالعلم، فاستقل مرويات مالك في الموطأ واستزاده في السماع فقال له مالك حسبك ما للناس فخشي أسد أن يطول به الأمر ويفوته ما رغب فيه من لقي الرجال وسماع الحديث، فارتحل إلى العراق بعدما انتهى من سماع الموطأ، وبالعراق التقى أسد مع كبار تلاميذ أبي حنيفة أمثال محمد بن الحسن، وكان من كبار رواة الحديث، والقاضي أبي يوسف أخص تلاميذ أبي حنيفة وأفقههم.

فتعلم أسد أولا المذهب الحنفي، وأكثر من سماع الثقات في الحديث، واستفاد أسد من محمد بن الحسن استفادة كبرى وكتب عنه الكثير من مسائل المذهب الحنفي المشهور، واستمر قيام أسد في رحلته هذه إلى العراق جامعا بين طلب الحديث والفقه إلى سنة مائة وتسع وسبعين من الهجرة وهي السنة التي توفي فيها الإمام مالك، فارتجت العراق لموته وأقبل الناس من كل مكان للسماع من تلاميذ مالك، وعندها ندم أسد على أنه لم يبقي بجوار مالك وقال لنفسه “إن كان فاتني لزوم مالك فلا يفوتني لزوم أصحابه” وارتحل أسد بن الفرات إلى مصر وكان بها أخص تلاميذ مالك وأكثرهم علما وورعا أمثال ابن وهب وابن القاسم، فدخل أسد أولا علي ابن وهب، وعرض عليه كتبه التي كتبها.

على مذهب أبي حنيفة وطلب منه أن يجيب عنها على مذهب مالك، فتورع ابن وهب عن ذلك، فدخل أسد على ابن القاسم فأجابه عن هذه المسائل، وتفرغ له ابن القاسم ولقنه المذهب كله بأصوله وفروعه، ودون هذه المسائل كلها في الكتاب الشهير المرونة، أو الأسدية، وحررها وضبطها حتى صارت المرجع الأول للفقه المالكي ببلاد المغرب وقتها.

أمير المجاهدين أبو عبد الله

 1,080 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة رحلة نحو التغيير الإيجابي مؤخراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: