جريدة المساء العربي جريدة المساء العربي
مقالات مشابهة
“التراث الشعبى الصعيدى بين الأهتمام والأندثار” وحوار مع الباحث أحمد الجارد
التراث الشعبى الصعيدى بين الأهتمام والأندثار” وحوار مع الباحث أحمد الجارد
الأمثال الشعبية وما أدراك ما الأمثال الشعبيه وتأثيرها فينا في تجاربنا وحياتنا اليوميه والأمثال الشعبيه تعد من التراث الشعبي فهناك أقوال وأمثاله مشهوره وهي “من فات قديمه تاه”، “واللي ملوش ماضي مالوش حاضر” وماضي الإنسان هو تاريخه وتراثه، و” الصاحب ساحب ” و” أختار الجار قبل الدار ” و ” أختار الرفيق قبل الطريق ” و امشي عدل يحتار عدوك فيك” و ” لاقيني ولا تغديني ” و ” ضرب الحبيب زي اكل الزبيب ” و ايش ياخد الريح من البلاط” و ” مراية الحب عمياء ” و” بصلة المحب خروف” وغيرها كثير من الأمثال الشعبيه التي نتعلم منها في حياتنا اليوميه ، فالشخصية المصرية هي أصل الثقافات العريقة والتقدم الحضاري العريق وتاريخ يتوارثه الأجيال من شوارع وحارات المدن وأقاليم صعيد مصر وريفها الجميل وهناك فنون ظهرت من أشكالها التراثية المختلفة، التي ظلت خالدة في ذاكرت الأجيال المختلفه ، وزخرت بها مصر ومنها :- حكايات أبو زيد الهلالي، والست خضرة و الأراجوز، و عالأصل دور، وخليك فاكر مصر جميلة، والكثير من الحكايات الشعبية التي نفتخر بها وسيظل الإرث العظيم في تراثنا.
ولا أكتفي بهذا بل ألتقيت مع الباحث الكبير/ أحمد الجارد، الذي شغل انتباهه التراث الشعبي في صعيد مصر وعاداته وتقاليده في التراث الشعبي، فهو من قرية الشيخية مركز قفط محافظة قنا و عضو في اللجنة الفرعية للسادة الأشراف بمركز قوص قنا، ورئيس لجنة السادة الجعافرة بمركز قفط قنا، وعضو جمعية الأشراف بلبنان، وعضو رابطة الأشراف بالمغرب، وله عدة إصدارات ومنها كتاب شخصيات من الأشراف، كتاب مذكرات جندي في حرب أكتوبر 1973، وقرية الشيخية بين الماضي والحاضر، أدبيات الطفل الشعبية في قنا، وحصل على تكريمات عديدة ومنها شهادة تكريم من جائزة القصير للإبداع 2008، وشهادة تكريم من الرابطة الوطنية للشرفاء بالمغرب فرع الكويت، وشهادة تكريم فارس الإبداع الغربي حصل على المركز الأول من مؤسسة النيل والفرات، ويعد من أهم الباحثين المشهورين في كتابة التراث الشعبي ووضح لنا أن التراث الشعبي كل ما هو موروث من الآباء للأبناء، وله نوعين وهما مادي مثل ما نقرأه في كتب التاريخ، وشفهي مثل الدلائل الشعبية ومن أشهرها فن الواو، والرقصات الشعبية والتي أصبحت حاليا من التراث الثقافي.
التراث الشعبى الصعيدى بين الأهتمام والأندثار” وحوار مع الباحث أحمد الجارد
وكشف لنا أن التراث الشعبي يتكون من عادات الناس وتقاليدهم، وما يعبرون عنه من آراء ومعتقدات وأفكار متوارثة من جيل إلى جيل، واستمرار للفولكلور الشعبي كالحكايات الشعبية، والأشعار والقصائد ويشتمل على الفنون والحرف المختلفة ، وأنواع الرقص واللعب والأغاني والأعياد الدينية.
وذكر أن الفن الشعبي ارتبط باسم زكريا الحجاوي، وهو كان يتنقل بين الموالد، والأسواق والقرى، والنجوع في ريف مصر باحثا عن تحفة فنية أو صوت حقيقي صاعد يكتشفه ويعود به إلى القاهرة ليقدمه إلى النجومية، وحدثنا عن أغاني الصعيد في جنوب مصر لها تراث عريق يمثل بسيرة بني هلال، وامتدت أحداثها من نجد إلى تونس مرورا بالصعيد، ورغم مرور الأحداث ومرور الزمن وهي مازالت حية في الذاكرة الشعبية لأهل الصعيد.
ومن أشهر الطرق الغنائية انتشارا هي فن الواو وهذا على لسان الراوي وهو يعزف على الربابة، وبالرغم تغيير الرواة على مرور الزمن قرروا أن يحفظوا السيرة بدلا من ارتجالها، يؤدونها بالعزف على الربابة وفرقة من ضاربي الدربكة والدف والرق، وأيضا ارتبط التراث الشعبي بالباحث أحمد الجارد، الذي قدم لنا أول كتاب عن ألعاب الطفل، وسجل فيه موال الطفل، وأغانيه الشعبية، المتوارثة في المجتمع الصعيدي.
ووضح لنا الباحث أحمد الجارد أن الشاعر الراحل جابر أبو حسين ، حافظ على السيرة الهلالية، وأعطاها مكانتها التي تليق بتاريخها من خلال تسجيله تسعون حلقة إذاعية، يحدثنا عن السيرة الهلالية، وتاريخها برفقة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، الذي له الفضل لحماية تراثنا من الضياع، وكما يوجد فن آخر من التراث الشعبي، وهو المديح وعندما نذكر المديح نذكر الشيخ ياسين التهامي، الذي أنشد لنا قصائد صوفية للإمام ابن الفارض، والحلاج أغاني الدلتا، والقصص الشعبية والابتهالات، ونقصد بالمديح أنه عبارة عن قصائد عربية مفققه بالوزن والقافية.
وعبر الجارد على هدوء الأغاني في ريف مصر، والتي تتميز بطابعها المتميز البعيد عن الإيقاعات السريعة الصاخبة والآلات الموسيقية المستخدمة، وتكتفي بالعزف على الناي والعود والكمان، ولا ننسى الإبتهالات الدينية بصوت الرائع صاحب الصوت الجميل الشيخ النقشبندي.
وحدثنا أيضا عن جمال الأغاني النوبية الجميلة ومدينة النوبة تقع في أقصى جنوب مصر في محافظة أسوان ولقبت ببلاد الذهب، والاغاني النوبية ساهمت في بقاء التراث النوبي، حتى يظل ذكراه خالدة على مدار السنين وتتميز النوبة بآلاتها الموسيقية والتي تسمى آلة الطار، ويغني النوبي للنيل والأرض والحبيبة، وجميعها من رونق التراث الشعبي المليئ بالثقافات التي تعتز بها جميع محافظات مصر
وتعد الرقصات الشعبية من أجمل الفنون التي تتميز بها التراث الشعبي ولها عدة أشكال منها فن التحطيب، والتنورة، والبمبوطية، والكثير من الرقصات الجميلة التي لها طابع خاص وفريد وقد ظهرت “فرقة حسب الله”، فهي من أجمل الذكريات التي نتذكرها جيدا، وسيرة أولياء الله الصالحين، وجميع الفنون خالدة في ذكرانا حتى الملابس التي اختفت منذ قرون نتذكرها جيدا وهي الملاية والطربوش، وبسبب صعوبة ارتدائها أختفت هذه الملابس وأصبحت ذكرى نعتز بها، وفي النوبة ترتدي المرأة ملابس مطرزة بالخرز، بينما الرجال يرتدون الطاقية، وهذا يوضح أن كل مدينة في مصر كانت تتزين وترتدي ملابس تعبر عن المكان الذين يعيشون فيه، حتى يفتخرون بتراثهم.
وصرح الباحث بالتراث الشعبي أحمد الجارد، على توعية الشباب، وإدراكهم مدى أهمية تراثنا، ومدى معرفتهم بعاداتها وتقاليدها في المجتمع حتى لا تغفل عنهم ثقافتنا، ولا يكونوا ضحية المجتمع المدني الذي اشتهر حاليا بوسائل الاتصال الاجتماعي، وظهور الأغاني الحديثة التي أدت إلى القضاء على التراث الشعبي، فيجب علينا توعيتهم من خلال ندوات، زيارة المتاحف حتى نرى تاريخ تراثنا الذي سيظل قائم ومستمر رغم تمدن مجتمعنا بالوسائل الحديثة، فيجب على كل الشباب والأطفال أن يهتموا جيدا بالثقافات مصر وتاريخها التي تجذب زوارها ومجتمعها، وقال: أن تاريخنا وثقافتنا لها رونق خاص بمصر، لأن رغم تجدد الأفكار ستظل خالدة في ذهوننا ، لأن أجدادنا تركوا تراث باهظ الثمن في قلوبنا.
1,203 إجمالي المشاهدات
