جريدة المساء العربي جريدة المساء العربي
“خلافة أبو بكر الصديق حتى وفاته بجانب الحبيب”
عندما اشتد المرض على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأحبابه أمام بيته ينتظرون أن يخرج إليه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، فقرر أن يصلي مكانه صاحبه سيدنا أبو بكر الصديق، ونعرف أن الصديق رقيق القلب وعطوفا انه يبكي بشدة ويحزن ويفرح بدموعه ورقة قلبه، ولكن سيدنا أبو بكر لا يحب أن يرفض طلبا يطلبه حبيبه محمد فبدأ بالصلاة ويصلي بهم ويبكي بشدة ويصلي ويبكي، وابنته عائشة تقول أبي يبكي من رقة قلبه وحزنه شديد على ما أصاب بصديقه صلى الله عليه وسلم، وعندما عرف الصديق بوفاة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حزن حزنا شديدا ولكن قوته كان واجبة في هذا الوقت حتى يكمل مشوار وطريق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما “سأل الرسول من أحب الناس إليك قال عائشة رضي الله عنها ومن قال أبيها” ونقول دائما عندما نذكر الصديق نذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم، ونذكر أن سيدنا أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين لأنه حبيب وصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم شارك رحلته كلها مع الحبيب وانتهى مشواره بجانب الرفيق والأنيس صلى الله عليه وسلم.
“تولية سيدنا أبو بكر الصديق الخلافة”
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم اجمعوا الأنصار في سقيفة بني ساعدة و تناقشوا حول الخلافة ومن يتولاها وقدموا زعيم الخزرج سعد بن عبادة وكان سيدنا أبو بكر في اجتماع مع المهاجرين فلم بلغهم بنبأ الاجتماع ذهبوا وخطب أبا بكر وأثنى عليهم وقدم أبا بكر وعمر وأبا عبيدة رضي الله عنهما لتولية الخلافة، رفض عمر ثم بايعوا سعد بن عبادة الأنصار أبا بكر الصديق واختاروا ابو بكر الصديق خليفة لهم وبايعوه بيعة خاصة في سقيفة بني ساعدة واليوم التالي بايعوه بيعة عامة وهكذا أول خلفاء الراشدين هو سيدنا ورفيق درب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه وبدأت خلافة الصديق في عام 11 للهجرة، والرسول صلى الله عليه وسلم تنبأ وقال لحفصة بنت عمر إذا مرض فليقدم أبا بكر فقال صلى الله عليه وسلم الله يقدم أبي بكر الصديق للخلافة رضي الله عنه.
“مهام الصديق بعد توليه الخلافة”
تنفيذ جيش أسامة بن زيد الذي لم يكمل بسبب مرض الرسول صلى الله عليه وسلم فلما تولى الخلافة اقترحت عليه الصحابة أن يبقى الجيش ولكن الصديق اصر أن يكمل هذا المعسكر حتى يكون حملة عسكرية التي كانت في حياة الرسول في معركة الروم التي هزمت المسلمون في المعركة.
قتال أهل الردة عندما انتشر خبر بمرض الرسول صلى الله عليه وسلم ارتدت طوائف من العرب ومنعوا الزكاة وأبي بكر اصر أنه لم يتركهم فقال له عمر كيف تقاتل الناس وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله والذي يقولها فقد عصم ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله، وقال أبا بكر والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال، وبعث أبا بكر الصديق جيوشا إلى عدة مناطق لقتال المرتدين جيش علاء بن الحضرمي إلى البحرين وجيش عكرمة إلى عمان ومن الذين ارتدوا هو مسيلمة الكذاب قتل في هذه المعركة.
وأهم أنجازات أبي بكر الصديق التوسع وجمع القرآن الكريم استقرار الدولة الاسلامية بعد قتال أهل الردة بعث الصديق جيشا بقيادة خالد بن الوليد ليوسع شمال وحقق الوليد انتصارا عظيما في الشام في معركة أجنادين واليرموك، وبعد استشهاد الكثير من الصحابة في قتال مسيلمة واليمامة خاف عمر أن يذهب القرآن الكريم استشهاد القراء واقترح علي بن ابي طالب بجمع القرآن فقال أبي بكر كيف لي أن أفعل بشئ لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم فراجع سيدنا عمر بن الخطاب القرآن ووافق الصديق وأمر زيد بن ثابت كاتب وحي النبي بجمع القرآن الكريم.
“وفاة أبي بكر الصديق ووصيته لعمر”
أشتد المرض على أبي بكر الصديق في عام 13ه
وذكرت السيدة عائشة أنه اغتسل في يوم بارد فمرض خمسة عشر يوما ومات يوم الاثنين وكان عمره في نفس عمر الرسول صلى الله عليه وسلم 63سنة وأوصى ابنته عائشة أن يدفن بجانب حبيبه وأنيسه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصى الصديق وهو في فراش الموت بخلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتوفي الصديق وصلى المسلمون عليه صلاة الجنازة بإمامة سيدنا عمر بن الخطاب وحمل أبو بكر الصديق بنفس الخشبة التي حمل بها رفيق دربه محمد صلى الله عليه وسلم ونزل قبره عمر وعثمان وطلحة وابنه عبد الرحمن، ومات الصديق وحزنت المدينة بأكملها بخبر وفاته كان خير الصديق وكان رحيما بالمستضعفين ورقيق القلب وصابرا على كل شئ وبدأ رحلته مع رفيقه وانتهت رحلته بالموت بجانب أنيسه أنه أبي بكر الصديق الذي كان صارما وقت الحاجة مشاورا بكل شئ أنه مشى على نهج صاحبة محمد صلى الله عليه وسلم واستمرت خلافة سيدنا أبي بكر سنتين وثلاثة أشهر وكانت مليئة بكل الإنجازات مع رجل تمتزج به القوة واللين الحكمة والرحمة وبفضل صرامته وقوته وحد الدين الإسلامي.
انتظروا المقالة القادمة عن سيدنا عمر بن الخطاب.
682 إجمالي المشاهدات
