أكتوبر في عيون ولاد العم سام

أكتوبر في عيون ولاد العم سام

أكتوبر في عيون ولاد العم سام

بقلم محمد العطار

انه في ذكري اليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر المجيدة نستعرض الحرب برؤية مختلفة هي رؤية الإسرائيليين بدءا من خطة العبور حتي النصر العظيم
فإسرائيل كانت على علم مسبق بالخطط المصرية لعبور قناة السويس فتدريبات العبور تمت ما بين اعوام 1969 و 1971 و 1973 فكان هناك عميل للموساد نقل خطة العبور السوري الى اسرائيل فقال ديفيد إليعازر رئيس الأركان الأسبق في الجيش الإسرائلي اذا كانت لدينا 100 دبابة في الجولان فليكن الله بعونهم قبل حرب أكتوبر ببضعة أشهر مستبعدا اى هجوم محتمل لسوريا على اسرائيل حتى وان كان مباغتا،

هذا ويزعم الكتاب الاسرائليين ان اسرائيل كانت على علم مسبق بالخطط المصرية لعبور القناة واستندت معلوماتها الى عملاء الموساد في مصر ومن الغريب ايضا ان اسرائيل حصلت على الخطة النهائية للعبور قبل الحرب بنحو 10 أشهر ومع ذلك لم يتلق قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي آنذاك اللواء جوروديش نسخة من الخطة أو أنه لم يكلف نفشه عناء قراءتها والإطلاع عليها.

إجتماع كارثي 5 أكتوبر 1973
عقد وزير الدفاع الإسرائيلى – آنذاك – موشيه ديان اجتماعا مع قادة الأجهزة الامنية الإسرائيلية وكانت جلسه كارثية بكل المقاييس تبين مدي رعونة واستهتار قادة اسرائيل العسكريين إزاء الامكانيات القتالية العربية حيث أن الدولة مشلولة تماما في عيد الغفران و اعتقادهم للحظة الاخيرة انها مجرد تدريبات للجيش المصري وان الدولة المصرية لا تستطيع ان تحارب وهذا ما أراده الرئيس الراحل محمد أنور السادات لتحقيق خطة الخداع الإستراتيجي والاستفادة من عنصر المفاجأة .

لن تندلع الحرب 6 أكتوبر 1973
صباح السادس من أكتوبر كان رئيس الاركان الاسرائلي في جلسة مع رئيس الحكومة الاسرائيلية (جولدا مائير) ذكر ان تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية أننا لسنا على اعتاب اندلاع حرب وكان التقدير الاكثر منطقية ان المنظومة الدفاعية للجيش المصري ممكن ان تصبح هجومية ايضا وتم الغاء الأجازات في كل الوحدات على خطوط المواجهة ولن نقوم باستدعاء جنود احتياط فقط حالة التأهب القصوي فقامت جولدا مائير باعطاء كافة الصلاحيات لوزير الدفاع موشيه ديان لاستدعاء جنود الاحتياط في حالة حدوث اي شئ في عيد الغفران .

وثيقة سرية كتبها السادات قبل الحرب بـ 5 أيام
في الصفحة الاولى يذكر السادات المحاولات المصرية المتكررة للتوصل الى تسوية مع اسرائيل منها مبادرة 1971 للانسحاب من سيناء على مراحل ويعقب الانسحاب عقد معاهدة سلام بين الجانبين ولكن كل هذه المحاولات ضاعت سدي تماما .

في الصفحة الثانية تعرض السادات الى الاستراتيجية الاسرائيلية القائمة على الارهاب والتهديد مراهنا على تفوقه الذي لن يكون للعرب اى امل على الاطلاق لوقفه.

في الصفحة الثالثة من الوثيقة يصف السادات الاستراتيجية المصرية لتقويض نظرية الامن الاسرائيلية عن طريق القيام بعمل عسكري يناسب امكانيات القوات المسلحة بهدف هزيمة العدو وتكبيده خسائر فادحة اكثر مما يحتمل،

وتؤكد صحيفة هاآرتس الاسرائلية على لسان كاتبها المؤرخ الإسرائلي افيعاد كلينبرج أنه لا يوجد في الوثيقة أى حديث عن القاء العدو الصهيونى في البحر فالإسلوب السائد هو اسلوب منطق عقلاني إزاء العجرفة الإسرائيلية والمسار العسكري المحدود يهدف الى حل شريف ومحترم لأزمة الشرق الأوسط .

جرح أكتوبر
رغم مرور 50 عاما على حرب أكتوبر 1973 مازال الإسرائيليين يئنون من شدة الضربة التى تلقوها على يد المصريين حتي انهم يبدون غير مصدقين لما حدث فيها حتى الآن وقد أعتاد الأسرائليون القاء مسؤلية ما حدث الي عنصر المفاجأة المصرية ولكن هناك أراء اخري حديثا تلقي اللوم على جنون القيادة السياسية والعسكرية والعجرفة الإسرائيلية فبالرغم من وصول انذارات بالجملة على استعداد مصر وسوريا للحرب قبلها بعدة اسابيع وبالرغم من هذا قرر وزير الدفاع موشيه ديان عدم استدعاء قوات الاحتياط وعدم توجيه ضربة وقائية ضد مصر .

في صحيفة هاآريس كشف د. اوري بر يوسف انه كان يمكن تجنب حرب اكتوبر لو انصت قادة اسرائيل الى السادات فيقول ان انور السادات ارسل رساله الى اسرائيل بواسطة وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر وأعرب عن استعداده لعقد تسوية شاملة ولكن جولدا مائير ووزير الدفاع موشي ديان قررا الحرب على التفاوض واعادة اسرائيل الى ماقبل 1967 ولكننا تعلمنا الدرس بصورة مؤلمة فأعدنا شبه جزيرة سيناء كاملة كما اراد السادات قبل الحرب .

وفي النهاية تبقي حرب أكتوبروتحطيم خط بارليف اقوي مانع في القرن الحادي والعشرين تدرس خطتها في الكليات العسكرية

 

أكتوبر في عيون ولاد العم سام

 1,586 إجمالي المشاهدات

عن محمد جابر

شاهد أيضاً

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة رحلة نحو التغيير الإيجابي مؤخراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: