أخبار عاجلة
عاش لمشروعه العُمُري

عاش لمشروعه العُمُري

عاش لمشروعه العُمُري

جدة – شفياء الاسمري 

عاش لمشروعه،وذهب يكتب أحلامه كأنها الحقيقة الناصعةُ في نظره،استنهض همَّته من أيام الصِّغر في سن العاشرة من عمره،ولم يتركه حتِّى رحل من الأرض وعمره اثنتان وستون سنة ⁦⁦; قضى في مشروعه مايزيد عن خمسين سنة وهو يجهدُ في بنائه،ويسعى لاكتمال قوامه،اخلص النية مع ربه واحتسب الاجر منه ،فترك للأمة مشروعاً بلغ في قامته أنه يأتي بعد كتب الله تعالى في حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ،سطر اروع تاريخ عن علماء المسلمين الجهابذة ،المشروع اليوم الذي تراه الأمة بهذا لحجم والجودة العالية لم يكن وليد لحظات باردة.. كلاَّ.. وإنما كان ضجيع التَّعب والهموم والمعاناة الكبري في حمل هم حديث المصطفي عليه افضل الصلاة والتسليم ،بلغ جهدا أنه لم يدوَّن حديثاً واحداً في صحيحه حتَّى يغتسل ويصلي ركعتين !..

ولم يرحل صاحب المشروع حتى اعترف له أصحاب الشأن،ورفقاء الدرب بلقب امير المؤمنين في الحديث …حتى قال عنه ابن خزيمة ( ماتحت أديم السماء أعلم بالحديث من محمد بن اسماعيل البخاري ) وقال يحيى بن جعفر ( لو قدر لى أن أزيد في عمر محمد البخاري من عمري لفعلت ؛ فإن موتي يكون موت رجلاً واحد ،وموته ذهاب العلم ) فيا لله ! بلغت أمنية الكبار إلى هذه الدرجة من التقدير لأصحاب المشاريع الناجحة في الحياة .

وودع البخاريُّ الدُّنيا ،وترك لنا (صحيح البخاري) علامة شاهدة على روح مشروعها الحي بعد موته وأثره في كتابة تاريخ الأمة الإسلامية من جديد ،ويكفيه شرفاً وقدراً ورفعةً أن أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين الأمة ناطقاً في كلِّ لحظةٍ إلى قيام الساعة، فالله درك يا بخاري قضيت اروع لحظاتك وأنفاسك مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فماذا عنا تركنا مساحة للكلام ولم نترك اعمالنا تتحدث عنا

 

عاش لمشروعه العُمُري

 714 إجمالي المشاهدات

عن احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

شاهد أيضاً

ظاهرة (ساركوبينيا) التي تظهر في الإنسان عندما يتقدّم به العُمر

ظاهرة (ساركوبينيا) التي تظهر في الإنسان عندما يتقدّم به العُمر متابعة/ أحمد حمدي  ظاهرة ساركوبينيا: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: