أخبار عاجلة

الذكريات التي لا تُنسى

  الذكريات التي لا تُنسى

الذكريات التي لا تُنسى

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الذكريات التي لا تُنسى

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، ثم أما بعد إن حب الوطن أمر فطري، وواجب وطني، وأن إرتباط الإنسان بوطنه مسألة متأصلة في النفوس، لأن الوطن مسقط الرأس، ومهد الذكريات، وميدان الحياة، ففيه كانت النشأة والترعرع، وبين ربوعه كان الشباب، وفيه الأهل والإخوان، والأحباب والأصحاب، وفيه الذكريات التي لا تُنسى، وفيه زرعت الآمال واتسعت الطموحات، فهو بذلك ذاكرة الإنسان الحيّة التي تشعره بالعزة والكرامة، وتدفعه للولاء والانتماء، ولعل مما يجدر بنا أن نلفت النظر إليه في مسألة حب الوطن.

أن هذا الحب لا يقتصر على مجرد الـمشاعر والأحاسيس وإنما يتجلى في كثير من الأقوال والأفعال، التي من أبرزها هو الدعاء للوطن بصالح الدعوات، فقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة، كما في الصحيحين “اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفَي ما جعلت بمكة من البركة” رواه البخاري ومسلم، ودعا لها بالبركة كما صح في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم دعا للمدينة قائلا ” اللهم بارك لنا في تمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدّنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة، وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعا لمكة، ومثله معه” رواه مسلم، وقد حكى الله سبحانه وتعالى عن نبيه إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام أنه دعا لمكة المكرمة، ومن صور حب الوطن هو العناية والإهتمام بصلة الأرحام.

والاهتمام بحسن الجوار للمجاورين فهم الشركاء الأوائل في هذا الوطن، وبهم تطيب الإقامة على ثراه، وبين ربوعه، ومن صور حب الوطن هو المحافظة على روابط الأخوة والمحبة والاحترام بين أبناء الوطن، لما يترتب على ذلك من تحقيق لمعنى محبة الفرد لوطنه، وتقوية الرابطة بين أبناء الوطن الواحد، ونبذ العصبية، والالتزام بمبدأ الأخوة الإسلامية التي قال الله في شأنها “إنما المؤمنون إخوة” ومن صور حب الوطن هو الإسهام الإيجابي والمشاركة الفاعلة بالقول والعمل في خدمة الوطن، والتفاني في خدمته، والعناية بمصالحه والتعاون مع الآخرين من أبناء الوطن في كل ما من شأنه خدمة الوطن ونمائه، ورفعة شأنه ورقيه، وعدم الإضرار بشيء من مكتسباته ومنشآته ومقدراته.

ومن صور حب الوطن هو التضحية من أجله، والدفاع عنه قولا وعملا وبذل كل غالي ونفيس من أجل عزته وكرامته، وافتداءه بالروح والـمال والأهل إذا تطلب الأمر ذلك، وفي ظل ما نراه من مجتمعات ودول صار أمنها مهزوزا، وحماها مسلوبا والخوف في قراها ممدودا بسبب مخالفة أمر الله والكفر بالنعم، والسعيد من اعتبر بغيره، فعرف قدر هذه النعم، وتجنب الفتن والمحن، وأخذ الدروس والعبر، فالوطن الآمن المزدهر نعمة لا تضاهى، وكنز ثمين يبحث عنها الملايين، ومن رُزق هذه النعمة فقد رُزق خيرا كثيرا، نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الذكريات التي لا تُنسى

 485 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

عمر عوض الأسكندرية تغيرت للأفضل خاصة مع التطوير الشامل ولكن !!!

عمر عوض الأسكندرية تغيرت للأفضل خاصة مع التطوير الشامل ولكن !!! كتب/ أحمد حمدي أكد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: