أخبار عاجلة

الوطن الآمن يبنى على خلق التعاون

الوطن الآمن يبنى على خلق التعاون

الوطن الآمن يبنى على خلق التعاون

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الوطن الآمن يبنى على خلق التعاون

اليوم : الأربعاء الموافق 24 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، ثم أما بعد إن الله تعالى خلق الإنسان مفطورا على حب وطنه والأنس به، فهو راحة قلبه وطمأنينة نفسه، وموئل الأحبة والخلّان والأمان والذكريات، وحب الوطن شعور تخفق له القلوب، وشوق تتحدث به الأفئدة، وحنين يكمن في الوجدان، ومودة وألفة تتزين بها كرام النفوس وأهل المروءات والشيم، وإن حب الأوطان خالط مشاعر الأنبياء، ووجد في قلوب الصحابة والأصفياء.

ومن أعجب العجب أن حب الأوطان تغلغل في دواخل الحيتان تحت الماء، ورفرفت له أجنحة الطير في السماء، وقد ربط القرآن بين حب الوطن وبين حب النفس، ومن شكر الله تعالي على نعمة الوطن تحقيق عقيدة المسلم في الولاء له ومحبته وبذل الغالي والنفيس دونه، فقد كان حب مكة والمدينة في سويداء قلب النبي صلي الله عليه وسلم فقال “اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد” رواه البخاري، ومن لازم هذه العقيدة الدفاع عنها لأنها بيضة الإسلام، وحوزة المسلمين، وقبلتهم، ومهوى أفئدتهم، أمنها أمن المسلمين، واستقرارها استقرار العالمين، وإن الوطن الآمن المستقر نعمة ومنة من الله تعالى تتطلب شكرا وعرفانا تترجمه الأقوال والأفعال، وإن الوطن الآمن يقوم على الائتلاف والاجتماع.

وانتظام الناس تحت ولاية واحدة، وقد علم بالضرورة من دين الإسلام أنه لا دين إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة، لأن مآلات الاجتماع، ونبذ الافتراق، فيها قيام الدين والدنيا، وانتظام الحياة، ولا يتأتى ذلك إلا بالسمع والطاعة لولي الأمر في المعروف، وإن الإنتماء لهذا الوطن المبارك هو التزام بالعقيدة والدين، وإتباع منهج السلف الصالحين، ومراعاة الثوابت والأخلاق، وجميل الأعراف والعادات، والإنتماء للوطن هو برهانه الحرص على سلامته، وصون مكوناته، وإحترام أفراده، وتقدير علمائه، واحترام النظام، والحفاظ على موارد الوطن ومكتسباته وعوامل بنائه ورخائه، وإن الوطن الآمن يبنى على خلق التعاون، والأخوة الإيمانية، وشكر نعمة الوطن الآمن.

ويكون برفع رايته، وعدم خيانته، وحراسته من دعاة الفساد والفتن والخراب الذين يفسدون في الأرض ولا يُصلحون، نسأل الله تعالي أن يجعلنا من أهل التوحيد، وأن يقوّي عزائمنا بالإيمان، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا من أهل طاعته، وأن يرزقنا السعادة، واتباع سنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، وكما نسأله تعالي الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، فاللهم أحينا مؤمنين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، واجعلنا من أهل السعادة أجمعين، ولا تفرّق جمعنا هذا إلا بذنب مغفور، وعمل مبرور، وسعي مشكور، فاللهم انصر إخواننا بفلسطين يا أرحم الراحمين، اللهم عجّل فرجهم، وأمددهم بمدد من عندك، واربط على قلوبهم، وأنزل عليهم السكينة، اللهم أطعمهم من جوع وأمّنهم من خوف.

 

الوطن الآمن يبنى على خلق التعاون

 412 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

مقال × حدوته ولاد الجاحدة

مقال × حدوته ولاد الجاحدة  بقلم / هشــام ســطوحى ولاد الجاحدة هى روايتي الجديدة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: