جريدة المساء العربي جريدة المساء العربي
مظاهر ضعف التربية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
مظاهر ضعف التربية
اليوم : الأربعاء الموافق 17 يناير 2024
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم أيها الناس أوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الجليل والعمل بالتنزيل، والاستعداد ليوم الرحيل، فإن تقوى الله عليها المعوّل وعليكم بما كان عليه سلف الأمة الأول وقصروا الأمل واستعدوا لبغتة الأجل فما أطال عبد الأمل، إلا أساء العمل، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، فالتقوى في مخالفة الهوى، والشقاء في مجانبة الهدى، واعلموا يرحمكم الله إن من مظاهر ضعف التربية التفكك الأسري وكثرة الخلافات بين الزوجين، وقل مثل ذلك في طول غياب الوالدين عن المنزل، فالوالد مشغول بعمله أوتجارته أو جلساته وسهراته، والوالدة مشغولة بعملها أو زياراتها لصديقاتها، ومن الأسباب هو رفقة السوء وهو مفاتيح الشرور وأعوان الشياطين.
الذين ربما يلتقي بهم الشاب في المدرسة أو الحي، أو النوادي والحدائق والأماكن العامة، ومن الأسباب هو وسائل الإعلام، ولا سيما ما يعرض في بعض القنوات الفاسدة من مشاهد شرب الخمور وتعاطي المخدرات، مما يغري الشباب بل والفتيات بشربها وفي بحث أجري على بعض المدمنات ذكرت غير واحدة منهن أنها كانت تتأثر عندما تشاهد الرجال والنساء في الأفلام الأمريكية والغربية يشربون الخمر في جلسات وسهرات مغرية، مما دفعها للتجربة، لقد أكد الباحثين وأطباء علاج الإدمان في العالم أن ثلاثة أرباع الحل بيد المريض، والأسرة، والمدرسة والمسجد والجهات الأمنية والمجتمع كله، وهناك بعض النقاط في الوقاية والعلاج وهو أنه لا بد من الاهتمام بالعلاج الإيماني.
فإن الإيمان هو الحل لكثير من مشاكل الشباب والأمة، فإن الإيمان الذي جعل الصحابة مدمني الخمر في الجاهلية يريقونها حتى جرت بها شوارع المدينة وهم يقولون انتهينا انتهينا، وكما أن هناك رسالة إلى الآباء والمربين بضرورة الإهتمام بالتربية وإصلاح النشء، وكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، واعلموا إن فساد الأب أو المربي لا يبرر فساد المتربي ، فاصبر لربك، واثبت على دينك، وإن كان هناك من يشك في حرمة المخدرات، فنقول له إن الله تعالي قد أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث، فيا ترى تحت أي منها تندرج المخدرات؟ فإذا لم تندرج تحت الطيبات فإنها تندرج تحت الخبائث، والخبائث لا تحتاج إلى دليل من الشرع حتى يحرمها، بل بالعقل والفطرة يدرك الإنسان أن ما يضره لا يجوز له أن يتناوله، فلماذا الجدال؟
فيا شباب الأمة، احذروا المخدرات والمسكرات والمفترات فإن تعاطيها عدوان على الجسم والعقل والنفس والدولة والمجتمع، وليس من عاقل منحه الله العقل أن يعير عقله غيره ليعبث به كما يشاء، فكما أن أحدنا لا يسره أن يسرق ماله، أو يراق دمه، أو تدمر صحته، فكذلك العقل الذي هو مناط التكليف، وإن الشخص المدمن قادر على أن يتعافى بإذن الله إن وجدت النية الصادقة والإرادة القوية والبعد عن صحبة السوء، وسلوك الطريق الصحيح للعلاج والتعافي، نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
مظاهر ضعف التربية
829 إجمالي المشاهدات
