جريدة المساء العربي جريدة المساء العربي
مقالات مشابهة
الهجرة الشرعية لألمانيا
بقلم : يوحنا عزمي
في اليوم التالي مباشرة لتوقيع اتفاق الشراكة مع الإتحاد الأوروبي نشرت المواقع الإخبارية الخبر التالي ( المانيا تتساهل في شروط منح الجنسية لتعويض النقص في عدد سكانها ) ..تقول تفاصيل الخبر ان المانيا – اقوي إقتصاد أوروبي – تستعد لمواجهة أزمة كبيرة خلال سنوات قليلة ، هذه الأزمة لها علاقة بقلة عدد المواليد الألمان خلال العقود الأربعة الأخيرة ، كان من نتائج هذا ان هناك مئات الآلاف من العمال والموظفين سيخرجون علي المعاش خلال السنوات القادمة دون ان يكون هناك من يحل محلهم ، الحكومة الألمانية فكرت ان التساهل في منح الجنسية الألمانية للمهاجرين قد يعوض هذا النقص في عدد السكان ..
وبدأت بالفعل في تخفيض عدد سنوات الإقامة اللازمة قبل منح الجنسية من ثمان سنوات إلي خمس سنوات فقط ، والهدف هو منح الجنسية الألمانية ل ٤٠٠ الف مهاجر أجنبي لألمانيا كل عام.
هل لهذا الخبر علاقة بنا في مصر ؟
نعم له علاقة بنا لأن هناك بالفعل بدايات تعاون مع الجانب الألماني لإعداد عمالة فنية ماهرة تجيد اللغة الألمانية ويكون لها فرص للعمل في المانيا .. ماذا يعني هذا ؟ .. يعني ان مصر تريد ان تنظم هجرة المصريين لاوربا لتجعلها اكثر امناً واستقراراً وعائداً مادياً للمواطن المصري .. يعني ايضاً كذب إدعاءات الإخوان بأن مصر وقعت إتفاق الشراكة مع أوربا من أجل منع الهجرة لاوربا فقط ..
بالعكس لدينا فرص كبيرة لتنظيم الهجرة الشرعية لاوربا لمن
يريد ويرغب من المصريين .. القوة البشرية في مصر أصل ثمين من أصول الثروة البشرية ومصدر أساسي ليس فقط للعملة الصعبة وانما للانفتاح علي العالم ، واكتساب خبرات ، وتعليم الأبناء في نظم تعليم متطورة ، والأمر كله يحتاج لنظرة غير تقليدية بدأت فيها الدولة المصرية بالفعل وعليها ان ترفع سقف الخيال في تنفيذها لاقصي درجة ممكنة ..
دولة كبيرة مثل المانيا تربطنا بها صلات تاريخية قديمة اخفيناها بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية ، اكبر الجاليات المسلمة في المانيا هم الاتراك وعددهم يقارب ٦ مليون .. هاجروا بسبب علاقة التحالف بين المانيا وتركيا في الحرب العالمية الأولي ..
ثاني الجاليات هم السوريون وعددهم يقارب ٤ مليون لاجئ فتحت لهم المانيا الباب لأسباب إنسانية اولاً ولتعويض النقص في عدد السكان ثانياً ، مطلوب خطة واضحة من الحكومة المصرية لكي تكون الجالية المصرية هي ثالث اكبر جالية في المانيا ، مطلوب خطة عمل لكي يكون لنا نصيب الأسد من ال ٤٠٠ الف فرصة عمل التي ستتوافر سنوياً في المانيا ، مطلوب ان ندرس التخصصات ونوعية التعليم المطلوبة ونؤهل أبنائنا لها علي الفور ..
هذا استثمار ناجح جداً ، لو انفقنا علي تأهيل كل شاب ألف دولار فسيعود لنا عشرة آلاف دولار .. يمكن ان تكون تكلفة التعليم قرض يسدده الشاب من راتبه بعد السفر .. بدون حلول غير تقليدية لن يخرج الإقتصاد المصري من أزمته .. بدون الانفتاح علي العالم لن نمتلك الخبرة المطلوبة لتحقيق التقدم .
٤٠٠ الف فرصة عمل لمصريين في المانيا تعني ٤٠٠ الف أسرة
جديدة تسير في طريق الستر والرفاهية والتعليم الجيد ..
٢مليون مصري في المتوسط يلبون احتياجاتهم بعيداً عن كاهل الدولة .. هذه فكرة سيهاجمها الإخوان لأنهم جهلة او لانها مفيدة لمصر .. وحين يهاجموها سنعرف أننا علي الطريق الصحيح ويجب ان ننفذها فوراً.
3,297 إجمالي المشاهدات
